خصّصت له 22 مليار دولار على مدى خمس سنوات
واشنطن ـ وكالات:
تعتبر ظاهرة الأطباق الطائرة من أكثر الموضوعات إثارة بين الجمهور، فلا تكاد تمر فترة إلا وتطالعنا بعض الصحف والمجلات في مختلف أنحاء العالم بقصص مثيرة عنها وعن أشخاص شاهدوها، ولكن ما حقيقتها، وهل موجودة حقا؟،لا أحد يعلم بالضبط حقيقة هذا الأمر، فهناك من يؤيد وجودها، وهناك من ينفي نفيا قاطعا، وتبقى بين هذا وذاك، علامات استفهام كبيرة عن هذا الموضوع، على الرغم من أن هناك المئات من المشاهدات التي لا يمكن تفسيرها منطقيا، جنبا إلى جنب مع كثير من الأخبار والصور لأطباق طائرة كاذبة منتشرة على الإنترنت.
وفي هذا السياق يجب ذكر أن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية تبلغ 600 مليار دولار سنويا، وأنفقت منها مبلغ 22 مليون دولار أميركي، على برنامج تحديد التهديدات المتقدمة للفضاء الجوي، وهو ما أراده البنتاغون أن يسير على هذا النحو، وعلى مدى سنوات، ساهم البرنامج في التحقيق في تقارير الأجسام الطائرة المجهولة الهوية، وذلك وفقا لمسؤولي وزارة الدفاع، ومقابلات مع المشاركين في البرامج والسجلات.
وأدار هذا البرنامج مسؤول الاستخبارات العسكرية، لويس إليزوندو، منذ عام 2007، مبيّنًا أنّ البرنامج استمر حتى بعد توقف التمويل في عام 2012، وغادر إليزوندو البنتاغون في تشرين أول/أكتوبر الماضي، واستمر برنامج العمل 5سنوات منذ عام 2007 وحتى 2012 داخل البنتاغون، ولم تعترف وزارة الدفاع من قبل بوجود البرنامج، وواصل المسؤولون التحقيق في الحلقات التي قدمها لهم أعضاء الخدمة، وما تزال أجزاء من البرنامج سرية، وكان بداية تمويله بناء على طلب من هاري ريد، سيناتور ديمقراطي عن ولاية نيفادا، والذي كان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في ذلك الوقت، ويهتم بالظواهر الفضائية.
وذهب معظم المال على أبحاث الفضاء التي يديرها رجل أعمال ملياردير صديق السيد ريد، روبرت بيغيلو، والذي يعمل حاليا مع وكالة ناسا لإنتاج مركبة تسمح للإنسان الوصول إلى الفضاء، وقال السيد بيغليو، في آيار/ مايو الماضي، إنه كان مقتنعا تماما بفكرة وجود الأطباق الطائرة التي زارت الأرض، وبالتعاون مع شركة بيغلو في لاس فيغاس، أنتج البرنامج أفلام وثائقية تصف مشاهد الطائرات التي يبدو أنها تتحرك بسرعات عالية جدا مع عدم وجود علامات واضحة للدفع، أو التي تحوم دون أي وسيلة واضحة للرفع، كما درس مسؤولون في البرنامج أشرطة فيديو لمقابلات بين أجسام غير معروفة وطائرات عسكرية أميركية، بما في ذلك طائرة أطلقت في آب من جسم بيضاوي أبيض، حول حجم طائرة تجارية، ومطاردتها طائرتان مقاتلتان من طراز» F « A-18تابعة للبحرية من حاملة الطائرات نيميتز قبالة ساحل سان دييغو في عام 2004.
وقال ريد إنه فخور بالبرنامج، كما أن الأمر ليس محرجا أومخجلا، مؤكدا أنه قدم خدمة لبلاده وفعل شيئا لم يفعله أحد من قبل، ودعم البرنامج إثنين من أعضاء مجلس الشيوخ، وكبار أعضاء اللجنة الفرعية للإنفاق الدفاعي، تيد ستيفنز، وهو من الجمهوريين في ألاسكا، ودانيال اينوي، وهو ديمقراطي في هاواي، بدعم البرنامج، وتوفي السيد ستيفنز في عام 2010، والسيد إنوي في عام 2012، في حين لم تتناول سارة سيغر، وهي عالمة فيزياء فلكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مزايا البرنامج، فقد حذرت من أن عدم معرفة أصل جسم ما لا يعني أنه من كوكب آخر أو مجرة أخرى، وأضافت «عندما يدعي الناس أنهم يرون ظواهر غير عادية حقا، فإن الأمر يستحق التحقيق بجدية في بعض الأحيان، ولكن ما لا يحصل عليه الناس في بعض الأحيان هو العلم، وغالبا ما يكون لدينا ظواهر لا تزال غير مبررة».
وكشف مهندس مكوك فضاء سابق في ناسا ومؤلف 10 كتب على متن سفينة الفضاء ماغلي يو، جيمس اوبرغ، أنّ «هناك الكثير من الأحداث الساخرة والصفات الإدراكية البشرية التي يمكن أن تمثل هذه القصص، والكثير من الناس لا يريدون الآخرين أن يعرفوا ذلك، إنهم سعداء بذلك التموية»، ومع ذلك، قال السيد أوبيرغ إنه رحب بالبحث، وأضاف «يمكن أن يكون هناك لؤلؤة هناك».
واعترف مسؤولو البنتاغون هذا الشهر بوجود البرنامج الذي بدأ كجزء من وكالة المخابرات الدفاعية، وأصروا على أن البرنامج قد انتهى بعد 5 سنوات، في عام 2012، وقال المتحدث باسم البنتاغون، توماس كروسون، في رسالة بالبريد الإلكتروني إنّه «لقد تقرّر أن هناك قضايا أخرى ذات أولوية أكبر تستحق التمويل، ومن مصلحة وزارة الدفاع إجراء تغييرات»، ولكن السيد إليزوندو قال إن الشيء الوحيد الذي انتهى هو التمويل الحكومي للجهد الذي جف في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، قال السيد إليزوندو في مقابلة إنه عمل مع مسؤولين من البحرية و» C.I.A. « وواصل العمل من مكتبه في البنتاغون حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عندما استقال من منصبه احتجاجا على ما وصفه بالسرية المفرطة والمعارضة الداخلية.
وكتب إليزوندو في رسالة استقالة لوزير الدفاع جيم ماتيس»لماذا لا ننفق المزيد من الوقت والجهد عل هذه القضية؟»، وأكد أن الجهود مستمرة، وهو الأمر الذي رفض خليفته التأكيد عليه، وقال عضو سابق في الكونغرس، لصحيفة «بوليتيكو»، إن البرنامج ربما وضع لمراقبة التقدم التكنولوجي للقوى الأجنبية المنافسة، وأضاف «فهل (مثلا) تحاول الصين أو روسيا اختراع شيء ما أو نظام دفع معين لا نعرف عنه شيئا؟»، وفي أوائل هذا العام، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على الإنترنت ملايين السجلات السرية، واحتوت السجلات على وثائق تتعلق بالبرنامج السري ومجموعة من التقارير التي تتحدث عن الأطباق الطائرة.