في ظل الارتفاع التدريجي لأسعار النفط
الصباح الجديد ـ وكالات:
تمحورت المناقشات في «المنتدى الستراتيجي العربي» الذي افتتح أعماله في دبي، بمشاركة سياسيين وخبراء عرب وأجانب، حول التحديات التي تواجه المنطقة العربية والعالم خلال عام 2018، مع تسارع وتيرة التغيرات على المستويين السياسي والاقتصادي، في ظل التوتر السياسي وانخفاض أسعار النفط وارتفاع البطالة في المنطقة بمعدل 12 في المئة خلال العام الحالي.
ورسم المشاركون في المنتدى صورة إيجابية لاقتصادات المنطقة خلال العام المقبل، برغم التحديات المتوقع أن تواجهها المنطقة. وكشف نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، أن «دولاً عربية كبيرة ستشهد إصلاحات اقتصادية ضخمة خلال 2018، وآمل أن يكون عام انفراج لبعض الأزمات العربية».
وأشار إلى أن «المنطقة ستشهد متغيرات ستكون محصلتها إيجابية بالنسبة إلى الإمارات، لأنها الأكثر استعداداً سياسياً واقتصادياً وعلمياً، ولديها حركة تجارة قوية وخبرات كبيرة تؤهلها للتعامل والاستفادة من كل المتغيرات».
وقال: «يمر العالم العربي في متغيرات متسارعة سياسياً واقتصادياً، والدول التي لا تواكب سرعة التغيرات تخاطر بالتأخر عن الركب سنوات».
وعن التحديات التي تواجهها المنطقة في 2018، رأى المشاركون أنها تحتاج إلى إنفاق 186 مليار دولار، لخلق فرص عمل لنحو 16 مليون عاطل من العمل خلال السنوات الخمس المقبلة».
وتوقع مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، «تحسّن اقتصادات المنطقة خلال عام 2018، مدفوعة بتحسن الاقتصاد العالمي والارتفاع التدريجي في أسعار النفط، إضافة إلى المبادرات الدولية الداعمة لتدفق التجارة، والمبادرات الإقليمية التي تعزز تنويع مصادر الدخل والاستمرار في عملية خفض العجز المالي والديون».
وأعلن أن الاقتصاد العربي «وقف على مفترق طرق خلال هذه السنة، لكنه سيتجاوز الصعوبات عام 2018 ، الذي سيكون عام تحول جذري، في حال تمكنت المنطقة من تخطي تحديات البطالة والحفاظ على الاستقرار واستمرار خفض الدين والعجز، لا سيما في الدول المستوردة للنفط التي تصل ديونها إلى 100 مليار دولار».
ولم يستبعد أزعور أن «تتجاوز معدلات النمو حاجز 4.3 في المئة في الدول المستوردة للنفط العام المقبل، في حين لن تكسر الدول المصدرة للنفط حاجز 3 في المئة، برغم تحسن أسعار النفط المرجح أن تتراوح بين 55 و60 دولاراً البرميل العام المقبل».
واستبعد أزعور أن «يتأثر الاقتصاد العربي كثيراً بالأحداث الجيوسياسية، لعدم تأثره سابقاً بأحداث الربيع العربي بقدر انعكاس الأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار النفط».
ونصح دول المنطقة بـ «التوجه العام المقبل بقوة نحو تعزيز العنصر البشري وإعداد الشباب للتكيف مع الثورة الصناعية الرابعة».
وقال إن «الاقتصاد العربي نجح في التكيف مع تحديات السنوات الـ10 الماضية، واستطاع الحفاظ على استقراره، برغم الأجواء الجيوسياسية غير المواتية».
ولفت إلى أن العام المقبل «سيحدد جزءاً أساس من مسار المنطقة خلال السنوات المقبلة».
وبرغم استبعاد أزعور انعكاس الواقع السياسي على دول المنطقة، وصفت مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن فواز جرجس، العلاقة بين المنطقة العربية والمنظومة الدولية بــ «الوثيقة جداً، وما يحدث في المنطقة لا يوثر في الشرق الأوسط وحسب، بل يمتد ليشمل نطاقاً جغرافياً أوسع».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحاضر الغائب في المنتدى، إذ اعتبر مشاركون أن «سياسته الحمائية ستُضعف وضع الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي وترفع من قوة الصين، كما أن مواقفه السياسية، لا سيما الإعلان أخيراً عن القدس عاصمة لإسرائيل، ستترك فراغاً سياسياً في ما يتعلق بعملية السلام، وستعزز الإرهاب وتغذيه في المنطقة والعالم».