قمّة في باريس لتعزيز تمويل محاربة الاحتباس الحراري

غاب عنها قادة التلوث في العالم
باريس ـ أ ب ف:
أجتمع عشرات من قادة العالم امس الثلاثاء في باريس لمناقشة التمويل الذي ما يزال غير كاف على الإطلاق لمحاربة الاحتباس الحراري، بعد عامين من إقرار 195 دولة اتفاقية باريس لانقاذ المناخ.
وأطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فكرة القمة التي تعقد تحت شعار «كوكب واحد» بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس.
وحذر خبراء عشية انعقاد القمة من أن هدف الاتفاق المتمثل بابقاء الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين سيظل حلما ما لم يتم استثمار ترليونات الدولارات في الطاقة النظيفة.
وقالت الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتريسيا إسبينوزا إن التحرك السياسي «لن يكون كافيا إذا لم نحدِّث ونعيد إطلاق البنية المالية العالمية ونجعل جميع أشكال التنمية منخفضة الانبعاثات ومرنة ومستدامة».
واضافت «نرى بعض التحرك ، لكن أخذ المناخ بعين الاعتبار يجب أن يشكل الآن جزءا من جميع قرارات القطاع الخاص».
وفيما لعب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما دورا أساسيا في تبني اتفاقية باريس عام 2015، سحب خلفه ترامب الدعم السياسي والمالي لها.
وأعلن ترامب، الذي وصف التغير المناخي بأنه «خدعة»، في حزيران أن واشنطن ستنسحب من اتفاقية باريس التي تفاوضت عليها نحو مئتي دولة لأكثر من عقدين.
وذكر ماكرون امس الاول الاثنين نظيره الأميركي بمسؤوليته أمام التاريخ جراء قراره الانسحاب من الاتفاق.
وقال في مقابلة بثتها شبكة «سي بي اس» «أعتقد أنها مسؤولية كبيرة أمام التاريخ وأنا متأكد تماما من أن صديقي الرئيس ترامب سيغير رأيه في الأشهر والأعوام المقبلة، آمل ذلك».
واعتبر ماكرون أنه أمر «غاية في العدائية أن (تقرر واشنطن) وحدها الانسحاب بكل بساطة».
ولطالما شكلت المسائل المالية نقطة خلافية في خطط الأمم المتحدة المتعلقة بالمناخ حيث تصر الدول النامية على ضرورة الحصول على مساعدة مالية لتتمكن من سد كلفة التحول إلى مصادر طاقة أقل تسببا للتلوث ولمواجهة العواصف والجفاف والفيضانات الناجمة عن التغير المناخي.
ولن تسدد إدارة ترامب كذلك التزامات الولايات المتحدة المالية في مجال المناخ بما في ذلك مليارين من ثلاثة مليارات دولار تعهدت واشنطن بالمساهمة بها لما يسمى بـ»صندوق المناخ الأخضر».

*غياب قادة التلوث
وبين القادة الذين سيحضرون قمة الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم والرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي إضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
ولم يُدعَ ترامب إلى اجتماع امس الثلاثاء حيث سيمثل الولايات المتحدة – التي تعد أكبر مصدر للانبعاثات الغازية – مسؤول من السفارة في باريس.
وغاب عن القمة كذلك زعماء أبرز الدول المتسببة بالتلوث وهي الصين والهند والبرازيل وروسيا وكندا إضافة إلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة