دعا الى تشديد قوانين الهجرة بعد اعتداء نيويورك
واشنطن ـ أ ب ف:
يحطم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعايير بدرجات إيجابية في التعامل مع الاقتصاد المتنامي، رغم الاتفاق على الإنخفاض القياسي لأدائه الوظيفي، اذ انخفض معدل الموافقة العامة على ترامب بنسبة 32%، في استطلاع للرأي أجراه معهد بيو، في الإسبوع الماضي، في وقت ترتفع وتيرة تدهور الوضع الامني في نيويورك التي يعد الاعتداء الأخير الذي وقع فيها، الثالث منذ ايلول 2016 في نيويورك.
ويعد هذا التقييم مماثلاً في الانخفاض لأي تقييم خاص بفترة رئاسته، فقد حصل على نسبة رفض وصلت إلى 63%، ولكنه حقق أداء أفضل في التعامل مع الاقتصاد، حيث سجل في التعاملات الاقتصادية 45%، في استطلاع أجراه مركز غالوب مؤخرا، وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، لكن بشكل عام لم يحصل ترامب على معدل مرتفع في نفس الاستقصاء، فقد حصل فقط على نسبة 36% تأيد، وسط رفض 59%.
ويواصل الرئيس الأميركي الحديث عن الأداء الاقتصادي للبلاد في كل فرصة يحصل عليها، كما فعل في نهاية الأسبوع ، بعد صدور تقرير عن الوظائف يوم الجمعة الماضية، وقال على تويتر» تسير الأمور بشكل جيد لاقتصادنا، وهو موضوع لا تناقشه الأخبار المزيفة، فقد حقق سوق الأسهم رقما مرتفعا، والبطالة في أدنى مستوياتها منذ 17 عاما، والشركات تعود إلى الولايات المتحدة، إنها أخبار جيدة حقا، وأكثر من ذلك بكثير سيأتي في المستقبل!».
وعبر السياسيون عن إندهاشهم من إزدواجية أداء ترامب، حيث قال بيتر هارت « إنه متحيز سياسي ولكنه يحقق أرقاما اقتصادية عالية في مقابل انخفاض التقييم بشأن شخصه، وهذا من المستحيل القيام به».
وأشاد البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضية، بالرؤية الاقتصادية للرئيس، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز « لم نعلن عن رؤية الرئيس ترامب الاقتصادية كاملة، ونحن نستمر في إطلاق العنان للاقتصاد الأميركي من التنظيم والضرائب التي لا لزوم لها، ونطلع لرؤية المزيد من التقارير من هذا القبيل؛ مما يدل على أن سوق العمل صحي ومزدهر للشعب الأميركي».
وفي غضون ذلك ترتفع وتيرة تدهور الوضع الامني في نيويورك التي وقع فيها اعتداء هو الثالث منذ ايلول 2016 في نيويورك. وقد نفذه مهاجر على غرار الهجوم بالشاحنة الذي قام به اوزبكي وأوقع ثمانية قتلى و21 جريحا في مانهاتن في 31 تشرين الاول ، ما حمل ترامب على المطالبة بفرض قيود جديدة على سياسة الهجرة الأميركية، فقد فجر بنغلادشي استلهم عمله على ما يبدو من التنظيمات الجهادية عبوة يدوية الصنع في احد انفاق مترو ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك امس الاول الاثنين ما حمل الرئيس الاميركي دونالد ترامب على المطالبة بقيود جديدة على قدوم اللاجئين.
ووقع الاعتداء وهو الثالث في نيويورك في غضون ستة اسابيع امس الاول الاثنين على مقربة من الساحة التي تعتبر من بين الاكثر اكتظاظا في العالم، عند الذروة داخل نفق يربط محوري نقل مهمين هما «تايمز سكوير» ومحطة النقل البري في «بورت اوثوريتي» في غرب مانهاتن.
وأوضح حاكم نيويورك اندرو كومو ان الهجوم اسفر فقط عن اصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة اذ لم تنفجر العبوة سوى جزئيا، مبديا ارتياحه لتفادي «احد اسوأ كوابيسنا».
وقال رئيس البلدية الديموقراطي بيل دي بلازيو «الحمد لله ان المنفذ لم يتمكن من تحقيق هدفه».
وأوقفت السلطات بشكل سريع منفذ الهجوم الذي اصيب بجروح وحروق في البطن وفادت انه يدعى عقائد الله وانه في الـ27 من العمر.
وقال رئيس شرطة نيويورك جيمس اونيل ان المنفذ الصق «عبوة ناسفة بدائية الصنع» بجسده، بينما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤول رفض الكشف عن هويته ان المنفذ «كان مستعدا للموت».
وصرح كومو ان عقائد الله «تأثر» على ما يبدو بالجماعات الجهادية، بينما أوردت وسائل اعلام عدة انه أبلغ الشرطة بانه استلهم عمله من تنظيم» داعش» .
ونشرت اسرته بيانا عبر مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في نيويورك اشارت فيه الى «حزنها الشديد» للاعتداء والاتهامات الموجهة الى عقائد الله.
واعرب اقاربه عن «استنكارهم» لسلوك محققي الشرطة الذين قاموا باصطحاب أحد قريبا له من المدرسة لاستجوابه بدون حضور محامي.
ويبدو ان عقائد الله اختار هذا النفق بسبب وجود شاشات تلفزيون عديدة فيه وملصقات بمناسبة عيد الميلاد، ما يذكر بالهجمات التي نفذت باسم التنظيم الجهادي واستهدفت اسواقا ميلادية في المانيا. ولربما اراد كذلك الانتقام من الضربات الاميركية على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وصرح ترامب ان الهجوم «دليل على الحاجة الملحة» لأن يقرّ الكونغرس اصلاحات تشريعية لحماية الاميركيين». وكان الرئيس الأميركي اصدر مرسوما يحظر دخول رعايا سبع دول غالبيتها الاسلامية لكن بنغلادش ليست ضمنها.
وشدد ترامب «على الكونغرس وضع حد للهجرة المتسلسلة»، في اشارة الى تأشيرة لم شمل الاسر التي دخل عقائد الله بموجبها الولايات المتحدة.
الا ان دي بلازيو المدافع عن المهاجرين ازاء سياسة ترامب قال في مقابلة تلفزيونية ان المشتبه به «لم يكن له اي ماض اجرامي ولم تبد عليه اي اشارة بالتطرف بالاستناد الى المعلومات المتوفرة في هذه المرحلة»، مضيفا ان التعاون افضل في ما يتعلق بمسائل على غرار التطرف بين الشرطة وسكان احياء المهاجرين على غرار حي بروكلين حيث يقيم عقائد الله.
ويأتي الاعتداء مع دنو الاحتفالات بنهاية العام والتي تجذب مئات الاف السياح الى المدينة الاكثر اكتظاظا في الولايات المتحدة.
ووجهت الشرطة نداء الى الشهود بالتقدم، وعززت الدوريات ودعت السكان الى التيقظ والابلاغ عن اي سلوك مريب.
وتفرض السلطات اجراءات امنية مشددة في ساحة «تايمز سكوير» حيث يتجمع نحو مليون شخص كل عام للاحتفال بنهاية السنة.
واثار انفجار امس الاول الاثنين الذعر في النفق وقال شهود لصحيفة «نيويورك تايمز» ان الناس «راحوا يركضون» بينما هرعت عناصر الشرطة والاطفاء الى المكان.
تمر عدة خطوط لمترو الانفاق في ساحة «تايمز سكوير» واوقف العمل بها لفترة او كانت تمر دون توقف قبل ان تعود الحركة بغالبيتها الى طبيعتها بحلول بعد الظهر.
وقال مدير المترو جو لوتا ان الشرطة وعناصر الامن خضعوا لتدريبات خاصة لمثل هذا النوع من الاعتداءات في مطلع تشرين الثاني الحالي. ويقوم نحو 3 الاف عنصر امن بدوريات يومية في وسائل النقل الاميركية.
وفي 31 تشرين الاول ، قام سائق شاحنة خفيفة بدهس المارة موقعا ثمانية قتلى و12 جريحا، ليكون اول اعتداء يوقع قتلى في نيويورك منذ اعتداءات 11 ايلول 2001.
واقتحم سيف الله سايبوف (اوزبكي-29 عاما) انذاك بشاحنة صغيرة مستأجرة، ممرا للدراجات ودهس مارة قبل ان يصطدم بحافلة نقل مدرسي. واوقف المهاجم الذي كان بايع تنظيم الدولة الاسلامية. ووجه اليه الاتهام وهو معرض لحكم بالسجن المؤبد.
وكانت نيويورك العاصمة المالية للولايات المتحدة شهدت العديد من محاولات الاعتداء في السنوات الاخيرة معظمها على يد ما يعرف بـ»ذئاب منفردة» تعلن انتماءها لحركات جهادية اسلامية.