أين الوقوف يانور عيني يامرور؟

كل شيء يضيق في بغداد, كلما ضغط الارهاب على الحكومة, ضغطت الحكومة على الناس واتعبتهم, لم يعد للحكومة من حل سوى غلق الطرق.

ربما سيأتي يوم تصبح اسرتنا مسورة بالكونكريت عندها ستفرح الحكومة وتنام قريرة العين فلقد استطاعت ان تخلق اكبر زنزانة في تاريخ العالم القريب والبعيد, اضافة الى ذلك هناك شرطة المرور, صار المشهد مألوفاً وهو ان ترى في الشارع البغدادي, من شرطي المرور غير البسيط الى اكبر رتبة, الكل يحمل دفتر غرامات ويجوب الشوارع بحثا عن صيد, يتحين اية فرصة للانقضاض على الكيا, السايبة وحتى الخايبة, غرامة اووووو (منكدر نحجي مناك العالم), اجراء مهم موضوع الغرامة, تحد من الفوضى والخروج على القانون شرط ان يكون (المغرم) امينا, لكن الذي يحدث ان المواطن حائر وشرطة المرور هي الاخرى حائرة, حيرة المواطن تكمن ان الكل ضده, فهو لا يعرف اين يقف لتقله سيارات النقل العام, السائق يبدو وكأنه لص, (اصعد اخويه بسرعة) السيارة تتحرك والمواطن يركض, وربما يقع (وتعال ياعمي شيلني), كل هذا بسبب الفوضى التي خلقها الشارع واعني به المرور, فهو يحمل دفتر الغرامة والسائق خائف حيث لا اشارة تعينه حتى يعرف اين يقف كما كان يحدث في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم, حتى باص الامانة خضع للفوضى بعد ان كانت هناك اماكن للوقوف يعرفها الطرفان, السائق والمواطن.

هناك سر ارجو ان تعلمنا به شرطة المرور, قرب سوق الشورجة مثلا, الشارع ضيق والفوضى تعم وحركة السير بطيئة جداً بسبب الزحام, لكنك ترى سائق الاجرة يقف وينزل يتعاون مع المواطن في حمل بضاعته ووضعها داخل السيارة والانطلاق تحت سمع وانظار رجال المرور الذين يحملون دفاتر الغرامة, (هاي متسجلوها ليش اغاتي؟).
انتم تؤكدون على حزام الامان في بعض الايام ولكنكم لا تعرفون ان بغداد وكما اشرت في اعلاه تحولت الى سرير, دلوني على حادث قاتل لا سمح الله منذ العام 2003 والى الان, ربما على طريق محمد القاسم الذي هو الاخر يتحول الى جحيم من الزحام في بعض الايام, لم اسمع في حياتي ان طريقا سريعا ازدحمت به سيارات, السيد مدير المرور, هل شاهدت كيف يركض المواطن خلف سيارات الكيا في الخلاني وكم من مرة وقع على الارض وكيف يقف رجالكم بالمرصاد رافعين دفاترهم بوجه السائق؟ ارجوكم ضعوا اشارات يعرف فيها المواطن اين يقف ولكم الاجر والثواب.. احيانا المواطن يسأل, عجبا دوريات مرور, عجبا شرطة اتحادية, عجبا لواء بغداد, عجبا كاسكيتات مدنية؟ حيرة..

 

مقداد عبدالرضا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة