منذ أن وجد الإنسان على كوكب الأرض وهو ينظر بدهشة تصل الى حد القدسية والعبادة الى الكواكب الأخرى وخصوصاً الشمس والقمر وضوئهما الذي يعطيه الكثير من مقومات الحياة كالإنارة والدلالة والحر والبرد والزراعة وغيرها…وقد أشارت الكتب السماوية وغيرهما من الكتب الخاصة بالديانات الأخرى الى هذين (العجيبين) فديننا الحنيف ربط تأريخ الأيام والسنين والمناسبات الدينية كالصوم والحج بظهور وغياب القمر ، وربطت ديانات وحضارات أخرى ذلك بالشمس ، وقام علم الفلك والتنجيم عليهما .
أقول ذلك وأنا أقرأ خبراً عن احتفالات واسعة في دولة تايلاند لمناسبة اكتمال القمر ، كما نحتفل نحن كباراً وصغاراً بالكسوف والخسوف ، ونعتبرهما ظواهر اعجازية على الرغم من أن العلم قد أعطى تفسيرات واقعية لكل هذه الظواهر ولكنه لم يتخط الإرادة الإلهية العليا التي تدير كل الأنظمة بأحكام ودقة ، ومع كل النظريات والدراسات والتطبيقات العملية التي استطاعت إيصال الإنسان الى القمر والمركبات الى المريخ وأن تكشف عن العديد من أسرار الفضاء ، إلا أن الإنسان بقي متمسكاً بطقوسه باعتبار هذا الفضاء غامضاً والنظر بقدسية وإجلال الى الكواكب والنجوم وخاصة (حبيبينا)الشمس والقمر …ألقليل ً من أبناء جيلنا لم يشارك في الدق على الصفائح طالباً من الحوت إطلاق سراح القمر الذي تحتجزه ، أو أداء مناسك الصلاة الخاصة بالخسوف والكسوف ، كما أن كل الحسابات العلمية الدقيقة تستطيع تحديد موعد ظهور أو غياب القمر لعقود طويلة مقبلة إلا أننا نتمسك بالتعاليم التي تنص على رؤية الهلال للإعلان عن بداية شهر رمضان وغيرهم ، ولكن المؤلم هو أن هذه الرؤية كانت (ثلاثية)الأوقات هذه السنة فصام المسلمون في ثلاثة أيام مختلفة، ولا ادعي علماً في هذا الميدان لأحدد الصح من الخطأ ولكني أتمنى أن نصل يوماً الى(رؤية سواء)علمية كانت أم بصرية.
شركاؤنا في الأرض من التايلنديين يعتبرون اكتمال القمر طقساً دينياً يحتفلون به بالرغم من وصولهم الى مستوى جيد من الصناعات(السيئة)التي تقلد الأصلية وتدفع بها الى اسواقنا فنشتريها لرخصها ثم نخسر لسرعة تلفها!
أما كتاب الروايات ورجال التحقيقات فقد ربطوا اكتمال القمر بالعديد من الجرائم التي يرتكبها بعض المرضى النفسيين ، ولم يستطيع أحد معرفة سرّ هذا الارتباط بين القمر والجريمة، رغم أننا عرفنا العلاقة بين القمر وحصول المد والجزر في البحار والمحيطات .
لااريد الخوض في القضايا العلمية والدينية ، ولكني أقول أن أجمل ما في القمر هو الغزل الذي يقال في علم الجمال حوله وتشببه بعض البشر به،ولعل من أجملها ما غنته فائزة أحمد:
قالوا القمر في السما وشنزلوا ع الحيط
كم منا يقول ذلك وهو يرى الجمال في (بعض)البشر والطبيعة فيشكر الله على نعمائه سواء كان متمتعاً به، أو (كحالنا)محروما منه!