ضجت وسائل الاعلام، على اختلاف أنواعها وجنسياتها خلال الأيام الماضية، بتناول عزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس.
وعلى الرغم من ان ترمب لم يحول عزمه الى قرار فعلي حتى كتابة هذه السطور، الا ان وسائل الاعلام ضجت بردود الأفعال التي تواترت بشأنه على المستويين العربي والعالمي لما ينطوي عليه هذا العزم من خطورة بالغة.
كل ردود الأفعال في الساحتين العربية والدولية عكست الرؤيا المضادة لفكرة ترمب او عزمه، عدا ردود الفعل الإسرائيلية التي رحبت في البداية بنقل السفارة الأميركية الى القدس ثم ما لبثت ان التزمت الصمت..هنا متابعة لردود الأفعال التي تناقلتها وسائل الاعلام التي اشرنا اليها
*اردوغان «القدس خط أحمر للمسلمين»
هدد رئيس تركيا رجب طيب اردوغان بعقد اجتماع للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لمعارضة أي تحرك يعترف بالقدس على انها اسرائيلية واضحة. وقال اردوغان امام برلمان بلاده «ان القدس، خط أحمر للمسلمين».
واضاف «سنواصل كفاحنا ضد هذا بعزم حتى النهاية»، وهذا يمكن أن يمر على طول الطريق بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل «.
*مصر والاردن يحذران من اثارت وعاء الغليان في المنطقة
تحدث وزراء الخارجية من مصر والأردن مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون في الساعات الـ 36 الماضية، محذرا من أن انحيازه مع إسرائيل في مشاحنات قديمة حول وضع القدس يمكن أن يثير وعاء الغليان بالفعل في المنطقة. وتجاهل ترامب المهلة نصف السنوية يوم الجمعة الماضي التي فرضها قانون عام 1995 على الرئيس الاميركي بيل كلينتون على نقل السفارة الى القدس.
*البابا يؤكد ضرورة الاعتراف بحقوق الجميع
قال البابا فرنسيس امس الأربعاء قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزمع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إن ”الاعتراف بحقوق الجميع“ في الأرض المقدسة شرط أساسي للحوار.
وأدلى البابا الذي تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الأزمة امس الاول الثلاثاء بهذه التصريحات أمام مجموعة من الزوار الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع الفاتيكان.
وأضاف «إن الأرض المقدسة بالنسبة لنا نحن المسيحيين هي بلا جدال أرض الحوار بين الرب والبشرية».
وتحدث البابا عن الحوار بين الأديان «وفي المجتمع المدني أيضا».
وتابع «والشرط الأساسي لهذا الحوار هو الاحترام المتبادل والالتزام بترسيخ هذا الاحترام في سبيل الاعتراف بحقوق الجميع أينما كانوا».
*خامنئي يشير الى عجز واشنطن عن حل القضية الفلسطينية
قال المرشد الإيراني الأعلى أية الله علي خامنئي، امس الأربعاء، إن نية الولايات المتحدة لنقل سفارتها إلى القدس دليل عجزها وفشلها في حل القضية الفلسطينية.
وأضاف خامنئي خلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول عيد المولد النبوي وفقا للمذهب الشيعي: «الانتصار سيكون حليفا للأمة الإسلامية وفلسطين ستتحرر والشعب الفلسطيني سينتصر»، مشيرا إلى أن أيدي الولايات المتحدة أصبحت مغلولة في قضية فلسطين ولا يمكنها حلها.
وأكد خامنئي أن الشعب الإيراني هو «أهل وحدة»، مضيفا أنه يوجد «هناك في المنطقة من يسعى وراء الحرب». مشيرا إلى أن «مصير الدول التي تسعى وراء الحروب في المنطقة هو الزوال».
*لا تعليق من نتياهو بشأن خطوة ترامب
لم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اعتزام الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل امس الأربعاء وذلك في أول تصريحات علنية له منذ تأكيد البيت الأبيض السياسة الجديدة.
وتحدث نتنياهو في كلمته التي استغرقت 21 دقيقة بإيجاز عن جوانب القوة في اقتصاد إسرائيل ونطاقه العالمي مركزا على أهمية الروابط مع الولايات المتحدة. لكنه لم يذكر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزمع بشأن القدس والمقرر في وقت لاحق امس الأربعاء.
*تحذير اوروبي
حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال إجرائها محادثات مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بروكسل من أي خطوة من شأنها نسف جهود استئناف عملية السلام “يجب تجنبها».
وقالت موغيريني «يجب إيجاد حل عبر المفاوضات للتوصل إلى حل لوضع القدس باعتبارها عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) في المستقبل بطريقة تلبي تطلعات الطرفين».
*اعتداء صريح
واعتبرت جامعة الدول العربية في ختام اجتماع طارىء، امس الاول الثلاثاء، أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو «اعتداء صريح على الأمة العربية».
*قطر ترفض
وأعربت قطر عن «رفضها التام لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية ( لم تذكر اسمه)، إن « من شأن مثل هذه الإجراءات تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين».
*العراق يحذر
ورفضت الحكومة العراقية، امس الاول الثلاثاء، اعتزام الولايات المتحدة الأميركية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، محذرة من تداعيات هذه الخطوة.
وقال حيدر العبادي، رئيس الوزار، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي ببغداد، إن «مجلس الوزراء (العراقي) يرفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ويحذر من تداعيات الموضوع».
*العاهل المغربي يرفض الإعلان المحتمل
أعرب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، امس الاول الثلاثاء، عن «رفضه القوي» للإعلان المحتمل من قبل الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب بيان للديوان الملكي المغربي.
وقال البيان إن الملك محمد السادس «عبر عن رفضه القوي لكل عمل من شأنه المساس بالخصوصية الدينية المتعددة للمدينة المقدسة أو تغيير وضعها القانوني والسياسي».
*السيسي: نقل السفارة «يعقد» الوضع
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الاول الثلاثاء، بحثا خلاله «القرار المزمع اتخاذه بشأن القدس». وإن السيسي أكد على «الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة».
كما أكد على «ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط».
*السعودية: نقل السفارة خطوة خطيرة
نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد لترامب، خلال اتصال هاتفي، أن أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية يعتبر «خطوة خطيرة»، وسيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة، موضحا أن «سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية».
وشدد العاهل السعودي على أن «من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين».
*شيخ الأزهر: نقل السفارة «سيفتح أبواب جهنم على الغرب
من جهته، حذّر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، امس الاول الثلاثاء، من أن الإقدام على نقل السفارة الأميركية إلى القدس «سيفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق».
جاء ذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، شرقي القاهرة، وفق بيان للأزهر.
وقال الطيب «الإقدام على هذه الخطوة سيُهدد السلام العالمي، وسيؤجج غضب المسلمين، ويُعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم».
*علماء فلسطين بالخارج تعدها استهانة بمشاعر المسلمين
واعتبرت هيئة علماء فلسطين في الخارج (غير حكومية)، أن «نقل سفارة الولايات المتحدة إلى مدينة القدس المحتلة، يمثل تصعيداً عدوانياً خطيراً، واستهانةً بمشاعر المسلمين الذين يعدّونها ثالث أقدس مدينة لديهم».
وأشارت الهيئة إلى أن «الواجب على الأمة كلّها مواجهة هذا الاستهتار بمشاعرها وشعائرها، بكل ما تستطيع من جهودٍ وإمكانات».
*هنية: «تجاوز لكل الخطوط الحمراء»
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، امس الاول الثلاثاء، أن نقل السفارة «تجاوز لكل الخطوط الحمراء»، داعيا إلى رفضها فلسطينيا وعربيا.
وأكد هنية في رسالة بعثها لزعماء الدول العربية والإسلامية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وهيئات ومنظمات عربية ودولية أن الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة «لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمر، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته».
التكهنات تدفع اميركا الى الحذر
الحسابات الأميركية سواء لما هو متوقع بشأن نقل السفارة الى القدس أم لردود الأفعال دفعت الولايات المتحدة الى اصدار تحذيرات لرعاياها سواء في إسرائيل ام دول أخرى من العالم
ففي ظل أجواء سياسية متوترة وسط تنامي التكهنات المحيطة بالقرار الأميركي المرتقب بشأن نقل سفارة واشنطن إلى القدس، أمرت الولايات المتحدة موظفيها الرسميين، امس الاول الثلاثاء، بتجنب زيارة مدينة القدس القديمة والضفة الغربية بعد دعوات للتظاهر.
وأفادت توجيهات صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية «مع الدعوات الواسعة للخروج في تظاهرات امس الاربعاء في القدس والضفة الغربية، لا يسمح للموظفين الحكوميين الأميركيين وأفراد عائلاتهم حتى إشعار آخر السفر بشكل شخصي إلى مدينة القدس القديمة والضفة الغربية».
ترمب يتجاهل العالم ويتصلب
وفيما تتواتر تداعيات ما يمكن ان يوصف بأزمة سياسية جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاهل الأخير التحذيرات الصادرة من الشرق الأوسط والعالم، امس الاول الثلاثاء، من نسف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأبلغ قادة في المنطقة بنيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأعلنت السلطة الفلسطينية هذا عن طريق خدمة انباء وفا التي تديرها الدولة بعد وقت قصير من حديث الزعيمين. وصرح البيت الأبيض للصحافيين امس الاربعاء بأن ترامب أجرى محادثات مع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليخبرهم بقراره.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الثلاثاء أبلغه فيه باعتزامه نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن الرئيس عباس حذر من مخاطر مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم «.
وقالت سارة ساندرز السكرتير الصحفى للبيت الابيض للصحفيين امس الاول الثلاثاء «ان الرئيس، متصلب جدا في تفكيره في هذه المرحلة»، واصفا عملية صنع القرار بانها عملية مشتركة بين الوكالات. ومن جهة اخرى، قال ابو ردينة في بيان ان «الموقف الفلسطيني حازم وثابت ،ولن تكون هناك دولة فلسطينية بدون القدس الشرقية عاصمة لها وفقا لقرارات المجتمع الدولي». كما عقد أبو مازن اجتماعا طارئا في مكتبه بعد محادثة هاتفية مع ترامب «.