مهدي الحافظ رحل جسداً وظلت أفكاره حية بعقول محبيه

مهدي الحافظ، سياسي عراقي ولد سنة 1943 في مدينة الديوانية في العراق، سبق أن شغل منصب وزير التخطيط، وثم أصبح نائباً في البرلمان العراقي.
معروف عن الحافظ تمتعه برؤية اقتصادية شاملة، ومتابعة سياسية واضحة لكل أبعاد العملية السياسية، وما رافقها من إحباطات كبيرة ومؤثرة على الحياة العامة للعراقيين.
ومعروف عن الحافظ أيضاً انه كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سبعينيات القرن الماضي، ومن ثم تحول الى الليبرالية بعد استقالته من الحزب بداية الثمانينيات.
يتمتع مهدي الحافظ بشخصية هادئة، ويتميز بكفاءة وتجربة، وكانت بداية علاقته بالعمل السياسي من خلال ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي في عام 1958 عندما تخرج من قسم الكيمياء بدار المعلمين العالية في بغداد، ثم أصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العراقيين التابع للحزب.
غادر الى براغ للحصول على شهادة الدكتوراه، ثم أصبح رئيساً لاتحاد الطلبة العالميين الشيوعي، لكنه عاد الى بغداد عام 1970 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الذي دخل آنذاك فيما سمي بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي يقودها حزب البعث عام 1973 واصبح عضوا في قيادة السكرتارية العامة للجبهة، وعين مستشارا في وزارة الخارجية العراقية، متفرغا للعمل في الجبهة.
لكنه مع انفراط عقد الجبهة، واختلاف الحزب الشيوعي مع النظام البعثي، واستقالة الوزراء الشيوعيين عام 1978 إثر اعدام البعثيين 20 عسكريا، قالوا انهم كانوا يحاولون تشكيل تنظيم شيوعي داخل الجيش العراقي، غادر العراق عائدا الى براغ برغم صدور قرار رسمي بنقله الى السفارة العراقية في سويسرا بدرجة وزير مفوض، الا انه لم يلتحق بعمله.
ثم استقال الحافظ من الحزب الشيوعي عام 1982 اثر اندلاع الحرب العراقية الايرانية اواخر عام 1980 لاحتجاجه على موقف الحزب في الوقوف ضد صدام حسين، حيث كان رأيه ومجموعة من الشيوعيين، ان العراق يتعرض لمخاطر غزو إيراني، ويجب عدم العمل ضده، فشكل عام 1982 مع مجموعة من الشيوعيين السابقين من براغ تنظيما ليبراليا، حمل اسم البديل الديمقراطي، واصدروا مجلة شهرية بهذا الاسم.
ثم انحل هذا التنظيم، فغادر الحافظ براغ الى فيينا، فعمل في احد اقسام التنمية في مكتب الامم المتحدة هناك في منتصف الثمانينيات، ثم عمل في وكالة التنمية الصناعية للأمم المتحدة في بيروت لمدة خمس سنوات، الى ان احيل الى التقاعد، ثم ظل يتنقل بين فيينا وبيروت.
وفي العام 2002 شكل الحافظ مع مجموعة من الشيوعيين السابقين، والليبراليين، والديمقراطيين، وتكنوقراط مستقلين، تنظيماً سياسياً باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين، بزعامة وزير الخارجية الأسبق، والشخصية العراقية المعروفة عدنان الباجة جي، فأصبح هو نائبا للرئيس، ونشط في العمل ضد نظام صدام حسين، ثم عاد مع قيادة التجمع الى العراق ليكون رئيسه الباجة جي، عضوًا في الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم، وليصبح الحافظ وزيرا للتخطيط.
والحافظ (72 عاما) علماني من مواليد مدينة الديوانية (255 كيلومترا جنوب بغداد) وله دراسات وابحاث في الاقتصاد والصناعة في المنطقة العربية، متزوج وله ابن اسمه خيام يعمل في الامم المتحدة.
توفي النائب في ائتلاف الوطنية مهدي الحافظ، في أحد مستشفيات العاصمة بغداد عن عمر ناهز الـ 74 عاما. ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدثة باسم ائتلاف العراقية ميسون الدملوجي، القول إن الحافظ توفي بعد صراع طويل مع المرض.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة