أحزاب المعارضة تجدد رفضها التعامل مع حكومة الإقليم وتطالب بحكومة إنقاذ وطني

برغم مطالبة الولايات المتحدة للقوى السياسية بدعمها والتعاطي معها
السليمانية ـ عباس كاريزي:

في الوقت الذي تستعد فيه منظمات ونشطاء المجتمع المدني للخروج في تظاهرات بمحافظات الاقليم للمطالبة بحل حكومة الاقليم الحالية وتشكيل حكومة انقاذ وطني تأخذ على عاتقها ادارة الاقليم لحين اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، اكدت الجماعة الاسلامية في كردستان رفضها لمطالبة الادارة الاميركية الاطراف السياسية الكردستانية التعامل مع حكومة الاقليم الحالية، مؤكدة ان هذه الحكومة فاقدة للشرعية ولايمكنها بعد الان تمثيل شعب كردستان.
رئيس لجنة حقوق الانسان في برلمان كردستان القيادي في الجماعة الاسلامية سوران عمر قال في تصريح للصباح الجديد، ان اغلب القوى السياسية الكردستانية وصلت الى قناعة تامة بعدم قدرة الحكومة الحالية على تلبية تطلعات الشارع الكردي، وهي ترفض التمديد لها وتعدها فاقدة للشرعية وثقة المواطنين على حد سواء.
واضاف عمر ان الكتل الفاعلة في برلمان كردستان غير مستعدة للتعاطي مع هذه الحكومة، التي قال انها سرقت وبددت اموال نفط الاقليم ونفط كركوك واهدرت ثروات الشعب خلال السنوات الثلاث الماضية، اضافة الى ان عليها العشرات والمئات من قضايا الفساد لدى هيئة النزاهة، التي قال ان اغلبها لم تفعل نتيجة لعدم وجود سلطة للمؤسسات الرقابية على المسؤولين في حكومة الاقليم، واردف قائلاً «ان عودة التعامل مع هذه الحكومة هو تكرار للتجربة السابقة التي قال انها فشلت وفقا لكل المعايير.
وعن المطالبات الشعبية بتشكل حكومة انقاذ وطني، تابع عمر «ان الية تشكيل هذه الحكومة يجب ان يعتمد الشفافية ومشاركة الجهات الاساسية بعيدا عن هيمنة وسيطرة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني» حسب قوله.
وعن التهيئة للخروج في تظاهرات عد عمر ذلك من الحقوق الاساسية للمواطنين ومنظمات المدنية، منتقدا رفض السلطات ان يخرج الشعب في تظاهرات للتعبير عن ارائهم، مشيرا الى ان قانون حق التظاهر الذي اقر قبل سنوات في البرلمان غير منصف ولايمثل رؤية جميع الاطراف.
وكان محافظ السليمانية وكالة عمر قلعة دزيي قد دعا المواطنين والاطراف السياسية الى التعاون للمحافظة على الامن والاستقرار في المدينة، مطالباً المنظمات والنشطاء بعدم الخروج في أية تظاهرة من دون الحصول على اذن رسمي من الجهات المسؤولة.
وقال عمر في مؤتمر صحفي عقده في مبنى المحافظة امس الثلاثاء، ان هناك قانون ينظم حق التظاهر في الاقليم، وهو ينص على ضرورة ان تأخذ الجهات المنظمة للتظاهر اذنا من السلطات قبل تنظيم اية تجمعات جماهيرية، مضيفاً «اذا ما التزمت الجهات المنظمة للتظاهرة بهذه القانون فان الاجهزة الامنية ستقوم بالتعاون وحامية المتظاهرين»، وبخلافه اشار عمر الى ان اية جهة تحاول خلق الفوضى واستهداف الامن في المحافظة، فان السلطات ستقوم باتخاذ الاجرات القانونية وستقدم المخالفين الى القضاء.
وكانت حركة التغيير والجماعة الاسلامية قد طرحت عددا من الآليات للاطاحة بحكومة الاقليم الحالية منها التظاهر والاضراب والاعتصام العام في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم، بنحو مدني متحضر من دون اللجوء الى العنف وحددوا اليوم الاربعاء موعدا للخروج في تظاهرات وتنظيم اعتصام مدني في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم.
مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، وفي احدث موقف لبلاده عدّ مختلفا نوعا ما، قال أن الولايات المتحدة تؤيد حكومة إقليم كردستان «قوية» في عراق موحد وفيدرالي، وتدعو الأحزاب الكردية إلى دعمها في الفترة التي ستسبق انتخابات عام 2018.
وأكد ماككورك عبر تغريدات له على موقع «تويتر»، أن الولايات المتحدة شاركت الأسبوع الماضي في الجهود المبذولة لفتح حوار جديد بين بغداد واربيل، وحل النزاعات سلميا في ظل الدستور العراقي، مطالباً بإنهاء جميع المواجهات المسلحة بين الجانبين.
وأضاف ماككورك أن واشنطن تثني على القرار الذي وصفه بالتاريخي الذي اتخذه مسعود بارزاني للتنحي عن منصبه، مبيناً ان الولايات المتحدة ستتعاون مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، ونائبه قباد طالباني، مؤكدا دعم بلاده لحكومة إقليم قوية في عراق موحد وفيدرالي.
ودعا ماكغورك، الأحزاب الكردية إلى دعم حكومة إقليم كردستان في الفترة التي ستسبق انتخابات عام 2018.
الى ذلك نفت مصادر في جمارك اقليم كردستان وصول قوات عسكرية عراقية تركية الى معبر ابراهيم الخليل مع تركيا.
وقال مسؤول الامن في معبر ابراهيم الخليل عبد الوهاب محمد في تصريح إن الحركة طبيعية في المنفذ الحدودي الذي يديره الاقليم لحد الان نافياً قدوم أية قوة عسكرية سواء كانت عراقية أم تركية الى معبر ابراهيم الخليل.
وكانت وكالة انباء «الأناضول» التركية اعلنت أن قوات تركية وعراقية وصلت إلى معبر «إبراهيم الخليل» لتسليم الحكومة المركزية أعمال المنفذ الحدودي شمالي دهوك.
وقالت الوكالة امس الثلاثاء إن قوات تركية وعراقية دخلت إلى منفذ إبراهيم الخليل.
وكانت القوات العراقية قد تسلمت معبر فيشخابور الحدودي مع سوريا، ورفع رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي أيضاً العلم العراقي عليه.
يشار الى أن معبر الخابور الذي يحمل اسم إبراهيم الخليل في العراق، هو نقطة العبور الرئيسة بين تركيا وإقليم كردستان ويعد الرئة التي يتنفس منها الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، فضلا عن ان انبوب نقل النفط من الاقليم يمر عبر هذه النقطة الى ميناء جيهان التركي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة