(1ـ2)
بون ـ جاسم محمد:
تسعى دول اوروبا الى تقوية امنها الداخلي ومسك الحدود لمواجهة عودة المقاتلين الاجانب، في اعقاب خسارة التنظيم الى معاقله في الرقة والموصل خلال عام 2017. وهذا يعني ان اوروبا وخاصة دول “الشنغن”، حريصة على فرض رقابة على حدودها من اجل رصد العائدين من القتال في سوريا والعراق ومناطق اخرى. يذكر بان تنظيم داعش، سرح اعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب من سوريا والعراق بعد تعهدهم بتنفيذ عمليات ارهابية في اوطانهم ، اوربا.
اعتبر مركز “صوفان” الاستشاري للشؤون الأمنية في تقرير له، أن عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم داعش من العراق وسوريا، إلى دولهم سيشكل “تحديا أمنيا هائلا” لهذه الدول. وجاء في التقرير انه “حتى الآن عاد ما لا يقل عن 5600 مواطن أو مقيم من 33 دولة إلى بلدانهم (…) ما يشكل تحديا هائلا للأمن ولعمل أجهزة الأمن”.
يقول “بوب واينرايت” مدير الأوروبول” إن الخطر لا يزال مرتفعا على الأمن الأوروبي الداخلي، ويبقى عدد العائدين من الأوروبيين الأصليين أو المتجنسين بالجنسية الأوروبية من الذين قاتلوا في السابق في صفوف تنظيم “داعش” غير معروف بشكل دقيق، كون بعضهم لا يمر عبر المسالك الطبيعية للعبور مما يجعل من الصعب تحديد هويته ومعرفة ما إذا كان قد دخل أحد البلدانالأوروبية أم لا”.
واقع الجماعات المتطرفة التي سافرت الى سوريا والعراق والعائدين الى اوطانهم
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى العراق وسوريا منذ نشوب القتال في عام 2011 يقدر بأكثر من 27 ألفا. وتشير مجموعة سوفان -وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك ولها مكاتب إقليمية في العديد من الدول تقدم خدمات أمن إستراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات- إلى أن ما بين 27 ألفا و31 ألف شخص قد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة.
وذكرت المنظمة أن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى هذه الجماعات يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، والدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تشمل تونس (6500) والسعودية (2500) وروسيا (2400) والأردن (2250) وتركيا (2100) وفرنسا (1700) والمغرب (1350) ولبنان (تسعمئة) ومصر (ثمانمئة) وألمانيا (760) . يجدر الملاحظة ان هذه الاحصائيات فيها اختلاف نسبي عن اخر احصائية قدمها مركز صوفان.
وعن أعداد المقاتلينالذين ساهموا في القتال، في سوريا والعراق من كل قارة تشير إحصاءات المنظمة إلى (14 ألفا و72) من آسيا و(9607) من أفريقيا و(5997) من أوروبا و(330) من أميركا الشمالية و(195) من جزر المحيط الهادئ و(76) من أميركا الجنوبية. ووفقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن 10 % من( 9000 )”جهادي” قدموا من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، عادوا إلى بلدانهم. ويفيد التقرير بأن روسيا أرسلت أكبر عدد من “الجهاديين” إلى سوريا والعراق (3417) .
المانيا
ـ سافر 900 وعاد 280 وقتل منهم حوالي 145 شخص.
ـ العناصر الخطرة : 700 عنصرا، 240 يقيم حاليا في المانيا وحوالي 90 منهم في السجن.
ـ الجنسية الألمانية يشكِّلون 350.
ـ الجنسيات الأوروبية 30% الخطرين جدا والمشتبه باستعدادهم لممارسة العنف.
ـ جنسيات مختلفة 20% الجنسيات، وهم مَن تشملهم إجراءات التسفير القسري حسب القانون الألمان، ويتراوح عددهم 100 شخص.
وتعتقد السلطات الأمنية أن المتطرفين المصنفين كخطرين ممكن أن يقوموا بعمليات إرهابية. وحسب الوكالة الاتحادية فإن هناك 760 حالة تحقيق تجري على المستوى الاتحادي والمحلي ذات علاقة بمتطرفين اسلامويين وتشمل أكثر من ألف مشتبه بهم.
بريطانيا
عاد إلى بريطانيا 450 متطرفا من جملة 900 سافروا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة. تقارير الاستخبارات البريطانية ذكرت بان الاستخبارات تراقب عن كثب 3000 عنصر خطر ضمن فرضية الارهاب الاسلاموي، بينما تقارير اخرى ذهبت الى ابعد من ذلك ليصل العدد الى اكثر من 7000 متطرف اسلاموي داخل بريطانيا. علما بان مراقبة شخص واحد يحتاج على الاقل 25 فردا من عناصر الاستخبارات، وهذا يعني ان الاستخبارات البريطانية، في هذه الحالة لا تستطيع ان تراقب جميع العناصر الخطرة، وهذا مايدفع بريطانيا الى تعزيز ميزانية الامن ومصادره البشرية، في ظل التهديدات القائمة وبعد خروجها من الاتحاد الاوروبي. كشف واقع الارهاب في بريطانيا، بان التهديدات الامنية في الغالب هي تهديدات داخلية، وان 75 من العمليات الارهابية التي تم تنفيذها في بريطانيا، كانت من الداخل.
بلجيكا
كشفت التقارير الاستخباراتية، بأن بنك المعلومات المحدث، الذي أنشأته السلطات البلجيكية، يحتوي على أسماء 614 شخصا، من بينهم 104 نساء، غادروا البلاد للقتال إلى جانب الجماعات المتطرفة. تتراوح أعمارهم ما بين 15 و70 عاما، كما أن هناك واحداً من كل 6 أشخاص، أدرجت أسماؤهم في القائمة، يبلغ من العمر قرابة 20 عاما. وتشير المعلومات إلى أن 266 شخصا من القائمة يتواجدون حاليا في الأراضي السورية والعراقية، بينما عاد 114 متطرفا عاد إلى بلجيكا.
عديد المقاتلين الاجانب
من دول اوروبا
المانيا: سافر 850 شخص وعاد 280 شخص.
بريطانيا: سافر900 شخص وعاد 450 شخص.
فرنسا: سافر 1000 شخص وعاد 210 شخص.
السويد: سافر300 شخص وعاد 150شخص.
النمسا: سافر 300 شخص وعاد 50شخص.
هولندا: سافر 280 شخص وعاد 50 شخصا.
بلجيكا: سافر 614 شخص وعاد 104 شخص.
إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا: مجتمعة حوالي 635 شخصا سافر الى سوريا والعراق وعاد منهم 212 شخصا.
من هم منفذي العمليات
الانتحارية في أوروبا
ـ 56 متطرفا تورط في تنفيذ عمليات ارهابية في اوروباخلال عام 2017 .
ـ 73 % من مجموع المنفذين من حملة الجنسيات الاوروبيا، محليا.
ـ 14% من مجموع منفذي العمليات الارهابية كانوا يتمتعون فياقامة دائمية في اوروبا، محليا.
ـ 05% من مجموع منفذي العمليات الارهابية كانوا من اللاجئين في اوروبا.
ـ 06% من منفذي العمليات الارهابية تسللوا بشكل غير شرعي من خارج اوروبا.
ـ 57% من منفذي العمليات الارهابية ذوي ماض إجرامي.
ـ %08 من منفذي العمليات الارهابية تلقوا أوامر مباشرة من تنظيم داعش.
ـ 92 %، من منفذي العمليات الارهابية، كانوا من المتأثرين بدعاية داعش.
أنماط المقاتلين الأجانب العائدين إلى بلدانهم
في ظل اختلاف مصادر تهديد عودة” الجهاديين” إلى أوروبا، يمكن تصنيف أربعة أنماط للعائدين من سوريا:
اولا : نمط عدم التكرار مرة أخرى، وهؤلاء يكون لديهم الحماس الشديدة للانخراط في القتال ، ولكنهم يكتشفون بعد ذلك مدى بشاعة القتال، ويقررون بعدم المشاركة مرة أخرى، وهذا النمط لا يمثل خطورة.
ثانيا: الانزواء النشط ، وهؤلاء لا يقتصرون فقط على الانزواء والندم، ولكنهم يحاولون منع ذويهم من الذهاب وخوض التجربة نفسها.
ثالثا : وهو السياح “المجاهدون”، وهؤلاء يحملون في البداية أفكارًا مثالية عن القتال، ثم يصطدمون بالأمر الواقع، ولكنهم يحاولون خداع الآخرين بنشر أفكار عن “عظمة”” الجهاد “عند عودتهم إلى ديارهم، وهذا النمط يشكل خطورة على الدول الأوروبية.
رابعا : الجهاد العابر للقارات ، وهؤلاء لديهم التزام إيديولوجي للعنف باسم الإسلام في الداخل والخارج، وهؤلاء لا يعودون إلى ديارهم إلا بعد تنفيذ عدة هجمات في الخارج، وهو النمط الأشد خطورة و الأكثر انتشاراً.