بسبب قلة الوعي الثقافي وهيمنة العادات والتقاليد
بغداد – الصباح الجديد:
تزايدت في الآونة الاخيرة ظاهرة « زواج القاصرات « بصورة ملحوظة في المجتمع، حيث يقوم أولياء أمورهن بتزويجهن وهن صغيرات وحرمهن من حقهن في التعليم.
هذا وتعود اسباب تزايد الظاهرة الى الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد، خاصة وأن الكثير من العائلات فقدت معيلها جراء أعمال العنف والحروب، ما يسبب ضغطاُ على المنظومة الأسرية، فضلاً عن قلة الوعي الثقافي وهيمنة العادات والتقاليد المجتمعية السائدة التي تشجع زواج الفتيات والشبان في عمر مبكر.
«الصباح الجديد «كان لها وقفة مع ذوي الشأن لمعرفة آرائهم حول ذلك عليا حمود اكدت: ان هذه الظاهرة هي جريمة عظمى تعاكس الحياة الطبيعية بل تعمل ضدها وضد الاناث في العالم العربي ككل، اذ ان القاصرة في بعض الاحيان ماتزال صغيرة جدًا، ولم يكتمل لديها النضوج العقلي والعاطفي والجسدي ولم تكمل دراستها في المدرسة مع اقرانها، وفجأة يجبرها ربّ الاسرة او والدها على الزواج من شخص لم تره قبل ذلك، ما يشكل صدمة حقيقية للفتاة الصغيرة ويدمر حياتها.
وأضافت ان من المخجل والمعيب أن نحمل القاصرات طاقات لا يستطعنَ مواجهتها، وهذه القضية مهمة وخطيرة ويجب معالجتها والقضاء عليها.
جمال حسين بين: إن صعوبة الظروف الاقتصادية دفعتني لتزويج ابنتي وكان عمرها 12 سنة، ولم نسجل عقداً في المحكمة بل سجل لدى رجل الدين، وتمت مراسم الزفاف من دون مشكلات.
ظاهرة مستفحلة
غالب الياسري باحث اجتماعي قال إن: الظاهرة باتت مستفحلة، وهناك حالات وفاة للقاصرات بسبب الحمل أو العلاقة الزوجية أو ضرب الأزواج، وحالات فرار من منازل الزوج، وصولاً إلى الانتحار، مضيفاً أن المؤسسة القضائية العراقية ورجال الدين يتحملون المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع المزري، خاصة بعد أن انتقلت حالات زواج القاصرات إلى المدن الكبيرة بعدما كانت مقتصرة على الريف.
وأضاف: أن كثيراً من الأسر في المجتمع العراقي تفضل أن تكمل بناتهم الثامنة عشرة قبل التفكير بالزواج، ويكثر زواج القاصرات في المناطق التي تشهد ارتفاع نسبة الفقر في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها كثير من العائلات.
الحمل المبكر
ويرى أطباء وباحثون أن جسد المرأة لا يتقبل الزواج قبل عمر 17 سنة، لأن هناك مردودات سلبية في حالة الحمل تؤثر على الوضع الصحي بالنسبة لها ولجنينها، وقد يتسبب ذلك في موتها او موت الطفل.
اذ تقول الدكتورة النسائية بشرى الراوي: ان هناك مشكلات عديدة تنجم عن زواج القاصرات منها ما هو صحي كإصابة أبناء القاصرات بأمراض عديدة، إضافة إلى أن نسبة الوفيات في الأمهات القاصرات أعلى من الراشدات، كما يتسبب زواج القاصرات أيضاً في ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع لأجيال متوالية، لأن الأم القاصر غالباً ما تكون غير متعلمة.
هذا ويعد سن بلوغ الفتاة حسب قانون الأحوال الشخصية في العراق، ينحصر بين 17 إلى 18 سنة، ويتم الزواج بموافقة ولي الأمر المسؤول عن الفتاة وموافقة المرأة، حيث تمهل المحكمة الأطراف سبعة أيام يتم بعدها الزواج، وتكون المحكمة بمنزلة ولي الفتاة في سن البلوغ إذا كانت راغبة بالزواج من دون حضور ولي أمرها.