المركز الثقافي البغدادي صورة مشرقة لحياة العراقيين

أطلق البعض عليه اسم (سوق عكاظ العراق)
حذام يوسف
بالقرب من دجلة الخير، على ضفاف نهر دجلة عند نهاية شارع المتنبي، أنشئ صرح كبير من صروح الثقافة العراقية، إذ قامت محافظة بغداد، في عام 2011بافتتاح المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي ليكون ملتقى للأدباء والمثقفين، وتحول هذا المكان بعد اعماره وصيانته، من قبل محافظة بغداد، بإشراف الدكتور صلاح عبد الرزاق، من بناية مهملة، إلى أكبر مركز ثقافي يتوسط أهم شارع للثقافة والأدب في بغداد، حتى اطلق البعض عليه اسم (سوق عكاظ العراق)، أو رئة العراق، كما سماه الدكتور عبد الرزاق في حديثه عن هذا الصرح، موضحا أهمية النشاطات التي أقيمت في هذا المكان، ثقافيا وابيا برعاية عدد من المنظمات العربية والعالمية لما يمتاز به من سعة ومكانة تاريخية مهمة – تلك البناية صارت تدعى اليوم بالمركز الثقافي البغدادي.
يوضح الدكتور صلاح عبد الرزاق في حديثه “للصباح الجديد”، ان البناية المكلمة للمركز الثقافي البغدادي كان ممكن ان تتم إعادة ترميمها بشكل يليق ببغداد وثقافته، ولكن وضع البلد الاقتصادي حال دون تحقيق ذلك:” هذه البناية كانت في السابق دارا للعلوم وكلية الحقوق، ثم تحولت الى متصرفية بغداد، وبعد أحداث التغيير، تعرض للسرقات، وتم حرقها للأسف، وكان من المؤمل إعادة ترميمها والحفاظ على واجهتها وديكوراتها الهندسية، ولكن للأسف لم نجد تعاونا من قبل أمانة بغداد، لبناء كراج خاص بشارع المتنبي.”.
ويوضح الدكتور صلاح عبد الرزاق أيضا، التلكؤ الحاصل في موضوع دعم المركز الثقافي:” المحافظة تشكو من قلة الميزانية، وللأسف الوزارات المعنية بالموضوع غير متعاونة ومنها وزارة الثقافة، وفي النية إقامة مجموعة مطاعم وبازارات خاصة بالسجاد والانتيكات، ولكن للأسف الى الان نعاني من قلة الميزانية، وكنا قد اقترحنا السماح بزيادة إيراداتنا عبر ايجار القاعات بمبالغ رمزية عن كل نشاط، لتكون داعما لنا في ترميم ونظافة البناية.”.
أول ترميم لهذه البناية كان سنة 1992م، حيث قامت دائرة الآثار بترميمها، واستغرق العمل ثلاث سنوات إلى عام 1995م، حيث حافظت الآثار على الهيئة التاريخية للبناية وأزالت الأبنية المستحدثة في عهد اتخاذها مقرا للمحاكم المدنية بعد الاحتلال البريطاني للعراق في الحرب العالمية الأولى، إذ اتخذها الإنجليز مقرا للمحاكم المدنية سنة 1919، واستمرت الحال كذلك حتى سنة 1978، وعلى الرغم من الصيانة التي قامت بها الجهات العدلية في الثلاثينات والأربعينات، فإن البناية تعرضت لتشويه كبير في تلك المرحلة.
يواصل الدكتور صلاح عبد الرزاق حديثه عن المعوقات التي تواجه إدارة المركز الثقافي البغدادي، واولها كما يؤكد موضوع الدعم المادي الذي أثر بشكل مباشر على تزويد القاعات بالكهرباء بشكل مستمر، وطرحنا عليه بدورنا بعض المقترحات التي تسهل حركة الزوار للمركز منها عمل مدخل ثاني للمركز الثقافي البغدادي، لتخفيف الزخم على الباب القريب من تمثال الشاعر معروف الرصافي، أيضا.
يواصل الدكتور صلاح عبد الرزاق حديثه لفريق الصباح الجديد الذي التقاه في مكتبه بالمركز الثقافي البغدادي، ويؤكد ان هناك خطط قادمة لنشاطات جديدة، لكن العائق المادي للأسف يقف حائلا دون تحقيقها، وعند مفاتحتنا لرئاسة الوزراء، اعتذروا بأن هناك أولويات أخرى لديهم عليهم تحقيقها، مشيرا الى انهم لم يتوقفوا عن العمل بأقل الإمكانيات، وقد قاموا بطبع عدد من الكتب التي تهتم بتراث بغداد ومعالمها، منها كتاب عن بغداد قبل تأسيسها للأستاذ زهير صاحب، إضافة الى كتاب اخر عن الشعر الاندلسي للأستاذ محمود عبد الجبار.
يذكر أن العاصمة بغداد تعتبر من أهم المدن التي تحتوي على مبان تراثية وأثرية وتتوزع هذه المباني على مساحات واسعة من مدينة بغداد القديمة، وعلى جانبي الكرخ والرصافة، ويعود تاريخ إنشاء بعضها إلى مطلع العصر العباسي، والبعض الآخر إلى العهد العثماني، وكذلك إلى العصر الحديث. وكانت دائرة التراث في الهيئة العامة للآثار والتراث قد أحصت وجود 1600 مبنى في بغداد تتراوح أعمارها بين 200 عام (العهد العثماني في مطلع القرن الماضي)، و50 سنة، (إبان الحكم الملكي في العراق)، وتضم مساجد وكنائس وخانات وقصوراً ومنازل تحمل طابعا تاريخيا، ويوجد في عموم العراق، نحو ثمانية آلاف موقع تاريخي ومبنى اثري. وكانت دائرة التراث في الهيئة العامة للآثار والتراث قد أحصت وجود 1600 مبنى في بغداد تتراوح أعمارها بين 200 عام (العهد العثماني في مطلع القرن الماضي)، و50 سنة، (إبان الحكم الملكي في العراق)، وتضم مساجد وكنائس وخانات وقصوراً ومنازل تحمل طابعا تاريخيا، ويوجد في عموم العراق، نحو ثمانية آلاف موقع تاريخي ومبنى اثري. فيما ثمنت وزارة الثقافة المبادرة، داعية مؤسسات الدولة كافة لتبني مشاريع ثقافية مماثلة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة