مغارة الأصداف.. عجيبة من عجائب التأريخ الحديث

لندن – ابتسام يوسف:
في احدى مدن مقاطعة كنت في جنوب بريطانيا، في “مارغريت” التي يؤمها السياح للتمتع بساحلها البحري الجميل، وعلى بعد أمتار من البحر، في شارع سكني ضيق يقع على هضبة مرتفعة، هناك يوجد (شيل غروتو) كهف الاصداف.
يقصد (شيل غروتو) السياح البريطانيون، والأجانب، ليلمسوا جدرانه، وسقفه المغطى تماما بالصدف والمحار والقواقع، وكل اصداف الكائنات البحرية الصغيرة التي يلفظها البحر على رماله.
اكتشف كهف الاصداف عام 1835 ومن يومها كتب عنه الكثير، ووضعت الكثير من النظريات لتفسير سبب تزيين الكهف بتلك الاصداف، وبنحو متقن، وبزخارف جميلة، ولم يتوصلوا الى يومنا هذا الى اسم مصممه.
في زيارتي له فوجئت بان الدخول للكهف يمر عبر دكان صغير يبيع الاصداف البحرية، واللعب المطعمة بتلك الاصداف للسياح، مستغلا شهرة الكهف الصغير واصدافه.
يحاول الخبراء منذ لحظة اكتشافه معرفة الوقت الذي حفر فيه، حيث يعتقد البعض انه يعود الى القرن الثامن عشر، فلم يكن مجرد حفرة، وانما هناك غرفة تعلوها قبة بفتحة، تسمح بدخول الضوء في اثناء النهار، وبقية الممرات مضاءة بمصابيح وضعت فيما بعد.
يعتقد البعض انه ربما كان مكاناً للتعبد، حيث كان هناك العديد من الرهبان الذين يعزلون أنفسهم عن العالم الخارجي، وهناك رأي مغاير يعتقد ان الكهف او المغارة تلك، كانت ملجأ للهرب من السلطات لأي سبب كان، ولكي يحتمل الوحدة والعزلة في مكان بارد ورطب مثل هذا، وجد وسيلة تبعد عنه الخوف، والقلق، ووحشة الوحدة، من خلال تزيين جدران وسقف الكهف بملايين الاصداف البحرية تلك، وبأشكال زخرفية منتظمة، وتدل على حس فني جميل، وصبر أجمل.
جدير بالذكر ان كهف شل أو مغارة شل الصدفية، يبلغ ارتفاعها نحو 21 مترا 70 قدما، وقد قدر عدد الاصداف المستعملة في تشييدها بنحو 4 مليون و600 ألف صدفة، بشتى الألوان والاحجام، تم استعمالها في البناء بنحو دقيق، وبعضها تم لصقه على الأسقف والجدران بعناية شديدة.
وتبلغ مساحة تلك المغارة ألفي قدم مربع نحو 185 مترا مربعا، ويرجح بعض العلماء أن تلك المغارة ربما تكون قد شيدت منذ 3000 عام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة