لندن – ابتسام يوسف الطاهر:
في عرض لأكثر من 100 فنان وفنانة في مجمع لاستوديوهات في لندن، والذي يذكر البعض انه كان معملا للشكولاتة، وحول الى ورش للرسم، ولشتى الابداعات الفنية، من تصوير سينمائي وفوتوغرافي، ورسم، ونحت، الى طبع على القماش، وغيرها من اعمال فنية.
كان العرض لبضعة ايام فقط، وتميز بان كل فنان فتح ورشته للقاء المشاهدين والمتذوقين للفن، ليتحدث كل منهم عن عمله، وتقنياته للزوار.
التقيت بثلاث نساء اعجبني ما قمن به من اعمال فنية، ولأن ما جمعهن هو الدقة في الرسم، مع فكرة العلاج النفسي لبعضهن، من خلال وسيلتهن للتعبير بلوحات فنية، بعضها يحتاج لصبر ودقة متناهية، كما هو الحال في اعمال الفنانة البريطانية زينة (اسمها الفني)، والتي كانت على بساطة موضوعاتها، لكن الطريقة التي استعملتها والمسماة فن كم المجسمات quantum particle art فهي تشكل موضوعها، طيرا كان، او فراشة، عن طريق رسم مجسمات صغيرة، بالوان اقرب الى تشكيلة الأحجار، او المرمر، تقول : “استلهمت تلك الطريقة وانا في المكسيك، بين الاثار الشهيرة لحضارة المايا، تلك الطاقة الخلاقة التي هي عبارة عن مجموعة جزيئات، تشكل مانراه في الطبيعة من اشكال جميلة، وبالوان خلابة، كذلك الصلوات الروحانية “، كلها جعلت من رسوماتها عبارة عن صلوات خاصة بها، من خلال تشكيلة النقاط المجسمة، وكل نقطة لمجموعة الوان متناسقة، لتشكل وحدة فنية جميلة، تبعث على الدهشة والارتياح.
ومن المشاركات في العرض الصديقة مي الراضي، التي تعد نفسها هاوية في الطبع على الحرير والقماش، وكانت تلك اول مشاركة لها في معرض جماعي مع هكذا عدد من الفنانين، وكانت مشاركتها عبارة عن مجموعة شالات حريرية، وفساتين طبعت على بعضها صورا، وزخارف عراقية، او اسلامية. وفي يوم الافتتاح حيث حضر مسؤول المنطقة البرلماني، وكتشجيع لها اشترى منها رباط عنق حرير، طبعت عليه بعض الزخارف، تقول “الراضي” ان تلك الاعمال تشكل اهمية كبيرة لها، ففي ظل القلق الذي يلازمها على العراق، ومايحصل هناك، اضافة الى متاعب الغربة، جعلت من الطباعة والرسم على القماش متنفسا لها، ووسيلتها لمواجهة المشكلات النفسية بطريقة معبرة ومفيدة.
الفنانة الاخرى هي البريطانية كارول تارن، التي عرفت بفن البورتريت، فلها عدة مشاركات فنية في معارض سنوية، ولكن جذبتني لوحاتها الطبيعية التي رسمت فيها ورود وشجيرات صغيرة، فكانت اشبه بقماش ملون، لما في تلك الاعمال من دقة في رسم التفاصيل الصغيرة للنبتة، والظل والضوء في خبايا اللوحة، اضافة الى مجاميع اخرى من فنانين لم يتسع الوقت لزيارتهم والتحاور معهم جميعا، لكنها فرصة للتعرف على اعمال عديدة، ومكان عمل الفنان الذي له تأثير على المواصلة والابداع.
مشاركة عراقية في معرض يتخذ الرسم علاجاً نفسيا
التعليقات مغلقة