المخرج مجد حميد لـ»الصباح الجديد«:
الصباح الجديد ـ خاص:
لنبدأ من آخر نشاط لك في مصر ومشاركتك في مهرجان الجونة السينمائي؟
المشاركة في مهرجان الجونة هي المشاركة الدولية الاولى لي، وقبل ذلك كانت هناك مشاركة محلية في مهرجان ثلاث دقائق في ثلاث ايام الذي أقامه الدكتور حكمت البيضاني، وحصلت فيه على المركز الاول , اما في الجونة فالأمر مختلف قليلا، لاسيما وانت تنافس عدد اكبر من الافلام والتركيز الاعلامي هنا اكبر، وحضور الضيوف المختصين بالعمل السينمائي يتيح فرصة للتسويق وان تكون على خارطة المحترفين في مجال صناعة الأفلام، وتكلل ذلك بالفوز بالجائزة الخاصة لافضل فيلم قصير المقدمة من فاكتوري فيلم .
مشاعرك وأنت تسمع خبر فوزك بجائزة أفضل فيلم روائي قصير؟
كانت مفاجئة سعيدة بالنسبة لي كنت اتمنى ان أقدم شيء للعراق، وخصوصا انا صاحب الفيلم العراقي الوحيد المشارك في المهرجان وسط 36 دولة من شتى انحاء العالم، وسط منافسة قوية من دول لها باع في صناعة الافلام مثل الولايات المتحدة وبريطانا والمانيا وغيرها من الدول الاسيوية واللاتينية، كذلك والافريقية وان تتحصل على جائزة هذا بحد ذاته شيء مفرح والحمد لله استطعت ان ارسم فرحة على وجوه العراقيين الذين كانوا ينتظرون ان يسمعوا اخبارا مفرحة
هل لديك نية بعرض الفيلم في بغداد؟
في النية عرض الفيلم قريبا في منتدى المسرح التجريبي، وفي عدة اماكن ثقافية أخرى، لتكون هناك فرصة اكبر لمشاهدة الفيلم من قبل عدد اكبر من الجمهور.
كيف بدأت خطواتك في عالم السينما وهو عالم كما نعلم واسع وساحر، ومن كان خلف هذه الخطوة؟
اتذكر كنت صغيرا جدا عندما شاهدت اول كاميرا سينمائية قياس 16 ملم في منزلنا , اغرتني فكرة النظر في العدسة وتحديد الاشياء باطار وعزل الاشياء الاخرى عن المنظور , كنت ربما في الخامسة او السادسة من العمر كانت الكاميرا لعمي الاكبر غانم رحمه الله الذي كان يعشق توثيق اللحظات العائلية عموما وجدتها صدفة في منزلنا وكنت الهو بها خلسة عن والدي لم اكن اعرف كيف تعمل كل ما اعجبني فيها ان انظر من منظار الرؤية عبر العدسة الى الموجودات، وبعدها بدات بالبحث عن كيفية تشغليها وكيف تعمل شدتني الفكرة كثيرا، وقررت ان اكون ممثلا او مخرجا المهم ان اعمل في مجال الأفلام، واروي القصص للاخرين وفق ما انا اراه، وهكذا بدأت البذرة الأولى ثم استمرت برعاية والدي لي وتشجيعي على دخول المجال الفني، وادخلني مدرسة الموسيقى والباليه وصورت اوبريت العصفور الصغير، ربما يتذكره ابناء جيلي من الثمانينيين، نلت في حينها شهرة مبكرة لم آلفها ولم احبها اطلاقا حتى اللحظة، فانا احب الخصوصية جدا وبعد ذلك بفترة ليست بطويلة، اعتقد بعد سنتين وانا بعمر عشر سنوات او اكثر بقليل، قمت بتمثيل مسلسل تلفزيوني للاطفال اسمه هيا معي امام العملاق رائد محسن وتعلمت منه الكثير رغم صغر سني , احببت التمثيل احببت الكاميرا والامر برمته، وهكذا استمريت حتى دخولي كلية الفنون الجميلة والتخرج منها والانخراط بالعمل الفني منذ تلك الفترة وحتى الان .
ماذا تضيف لك هذه المشاركات في المهرجانات العربية والعالمية ومنها مهرجان الجونة؟
المشاركة في المهرجانات العربية والعالمية تضعك على المسار الاحترافي اكثر وتعرف الناس بك وبما تنجز، وتفتح لك الابواب لتفهم صناعة السينما اكثر وكيف تسير الامور بتمويل الافلام وتوزيعها، اعتقد ان الخبرة تكتسب من خلال التعلم ومشاركة الخبرات مع الاخرين من خلال المهرجانات والورش التي تقام في تلك المهرجانات والندوات واللقاءات الفنية المهمة، مع صناع السينما من مختلف انحاء العالم كذلك انت توصل صوتك للاخرين بما تنجز وبما تريد قوله عن بلدك شعبك وايصال صوتهم لان الفنانين او المثقفين بنحو عام ومن يعمل بمجال الاداب والفنون هم القوة الناعمة وصوت الشعب الذي يعبر عن احتياجاته ومعاناته وذاته
حدثنا عن فريق العمل معك في الفيلم، وكيف كان العمل معهم؟
جميع فريق العمل هم من اصدقائي وعملوا معي متبرعين ليقللوا كلفة الانتاج وكانوا متعاونين الى ابعد الحدود ومحترفين كل في مجال عمله , بالنسبة لي كانت تجربة ممتعة وساحرة , استمتعت جدا , تجربة مليئة بالحب والشغف خصوصا انها التجربة الاولى لي كمخرج , لقد عملت سابقا كممثل وكاتب واخرجت افلاما وثائقية وعملت في المونتاج، لكن على مستوى اخراج الافلام الروائية كان مصور بغداد هو الاول اذا استثنينا فيلم التخرج، الذي انتجته ايام كنت طالبا في كلية الفنون، وهي ايضا تجربة عزيزة على قلبي شاركني فيها الاصدقاء وبعضهم شاركني ايضا هذه التجربة وعملنا سويا مرة اخرى
خطتك القادمة؟ كيف وأين ستنفذها؟
انا احلم ولا اخطط كثيرا للأشياء، لكن ارسم اهداف كبيرة واسعى لتحقيقها بكل الطرق , في كل مكان يمكن لك ان تنجز شيء، لكن ما يعنيني حقا هو ان اتحدث عن قصتنا معاناتنا كشعب عراقي فانا ابن هذا البلد , لا تعنيني الشهرة كثيرا، ولا تغريني واحاول الابتعاد عنها لكن العمل في المجال الفني يحتم عليك ان تكون معروفا وهذا امر مزعج في بعض الاحيان برغم التسهيلات التي تقدم لك عندما تكون مشهورا لكنه ياخذ من جرف خصوصيتك الكثير ويقيدك نوعا ما , كل ما احلم به هو ان انجز المزيد من الافلام التي تحكي ما حصل وما يحصل ويؤشر للاخطار التي مرت بنا وان نوضح الحقائق التي تزيف عندما يتحدث عنا الاخرون بافلامهم او عناوينهم الفنية او الثقافية الاخرى فنحن نتعرض لتشويه كبير بما ينقل عن العراق وعدم انصاف ايضا وهذا كله بسبب غياب المنتج الفني العراقي , بعض الاحيان تشاهد مسلسل او فيلم يتحدث عن العراق ولا تجد ممثل عراقي او كاتب عراقي يصحح ما يكتب بل يتاجر اخلارون بقضيتك وفق ما يشتهون او ما يرونه هم سواء بحسن نية ام من عدمه وكما يقول المثل اهل مكة ادرى بشعابها نحتاج ان يصل صوتنا الى الاخر ونحن قادرون على ذلك
الجدير بالذكر ان المخرج الشاب مجد حميد هو أيضا ممثل وخرج ومؤلف، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة بغداد، وعضو نقابة الفنانين العراقيين , عضو إتحاد المسرحيين العراقيين , عضو الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح وموظف في وزارة الثقافة العراقية، شارك في عدد من الأفلام ككاتب ومخرج وممثل منها (فيلم أحرار، فيلم ابتسم مرة أخرى، فيلم ميزوبوتيميا، فيلم وداعا نينوى، فيلم الساعة صفر، والفيلم الفائز بجائزة افضل فيلم روائي قصر مصور بغداد شارك ككاتب و مخرج.