صالون كردستاني نوي يستضيف الكاتب والباحث الدكتور غسان العطية

أكد ضرورة إيجاد صيغ جديدة للعيش المشترك بين مكونات العراق
السليمانية ـ عباس كاريزي:

الى جانب التهديد والوعيد والتشنج والتصعيد السياسي والحكومي بين اربيل وبغداد تقيم العديد من المنظمات ومراكز البحوث والحلقات الثقافية بمحافظة السليمانية ندوات وملتقيات حوارية على نار هادئة لمعرفة النتائج والتداعيات والتبعات التي سيفرزها اجراء الاستفتاء على العراق والاقليم والمنطقة على حد سواء.
صالون صحيفة كردستاني نوي استضاف في احدث ندوة نظمها بالتعاون مع مراكز بحثية، الكاتب والباحث والسياسي العراقي الدكتور غسان العطية، الذي يزور الاقليم للتباحث في امكانية فتح افاق اوسع للحوار ومنع الاثار السلبية التي لقيها الصراع الدائر بين النخب السياسية في الاقليم وبغداد على الشارعين الكردي والعربي
افتتح رئيس تحرير صحيفة كردستاني نوي ستران عبد الله الندوة التي شهدت حضوراً ومشاركة من نخب سياسية وأكاديمية وكتاب وصحفيين، بتقديم نبذة عن تأريخ العطية السياسي والاكاديمي، ثم منح الكلمة للعطية الذي استهل محاضرته بتسليط الضوء على تأريخ العراق المعاصر، الذي قال ان العهود العراقية المختلفة منذ تأسيس العراق لحد اليوم فشلت في إيجاد صيغة للاندماج الاجتماعي والعيش المشترك، وإن كانت هناك محاولات جادة في العهد الملكي وأخرى إبان حكم عبدالكريم قاسم، ثم في ما بعد محاولة رئيس الوزراء عبدالرحمن البزاز، ومحاولة أخرى في السبعينيات بإصدار قانون الحكم الذاتي للأكراد، كل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح أو الديمومة، وسرعان ما كانت تعود العلاقة بين عرب العراق وكرده إلى نقطة الصفر، مبيناً “إن مسؤولية الفشل هذه يتحملها الطرفان العربي والكردي بدرجات متفاوتة”.
واكد العطية ان مسألة الاستفتاء بحاجة الى مقومات وترتيبات مسبقة يقف في مقدمتها ترتيب البيت الكردي وانهاء الخلافات الكردية الكردية، والاتفاق على صيغ مشتركة لمحاربة الفساد والتوزيع العادل لثروات الاقليم وتحقيق الشفافية ومعالجة مشكلات الحكم والرئاسة، وان يكون هناك برلمان فاعل بمشاركة جميع القوى السياسية، مشيرا الى ان الشعارات القومية وشحن الشارع التي ترفع الان ستؤذي الشعب الكردي ولن تخدمه.
واضاف العطية ان الاقتصاد الاساس للتعاون بين الشعوب ومكوناتها وان تحقيق الرفاه الاقتصادي، والتعاون يجمع بين الشعوب ويذيب الفوارق، ما يملي على النخب السياسية ان تشترك في مشروع وقيم سياسية لكي يضمنوا انفتاحاَ ينهي المشكلات والتوترات القومية والمذهبية.
وتابع “نحن نحتاج الى نخب من كل الاطياف يشتركون في مشروع سياسي مشترك، بعيدا عن الانتماءات والانقسامات” واذا ما انوجد مثل هذا الرقم العراقي عندها يمكن ان يكون للكرد كونفدرالية ويكون هناك عراق كردي وعراق عربي يشتركون في دولة واحدة تضمن الحقوق والواجبات.
إن الانفصال لا يعني بالضرورة حلاً لمشكلات إقليم كردستان، لأن غياب رؤية واضحة لكردستان ما بعد الانفصال قد يؤدي إلى مشكلات أخرى وربما أعمق، ولنا في تجربة انفصال الباكستان وجنوب السودان دروسا لا بد من الاستفادة منها، كما إن تجربة كردستان المستقلة عن بغداد في منتصف التسعينيات تؤكد ذلك، مضيفاً “في حال الاختلاف على المناطق المتنازع عليها بمبدأ التحكيم الدولي وهذا ما لجأ إليه الكثير من الدول ومنها البحرين وقطر في ما يخص حدودهما البحرية، إن التحكيم الدولي يرفع العتب عن الطرفين من جانب جمهورهما.
واشار الى إن إطلاق الدعوة إلى الاستفتاء على مستقبل العلاقة بين الكرد والعراق من جانب أربيل يؤكد فشل العملية السياسية ويفتح الباب واسعاً لاختيارات صعبة، لكن الأهم أن لا يؤدي الإعلان عن الاستفتاء أو تنفيذه إلى حرب أهلية جديدة تجعل الكل خاسراً.
متوقعاً ان تتيح الانتخابات المقبلة في حال ضمان حريتها ونزاهتها الفرصة لتحالفات بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، للمجيء ببرلمان متعاون وقادر على التجاوب مع الإصلاحات المطلوبة عراقيـاً وكردياً، مبيناً ان أي ثمن يدفع إلى الحيلولة من دون الانــزلاق إلى العنـف والحرب الأهلية يبقى أرخص من كـلفة حرب أهلية مدمرة، “ولنا في تجربة «داعش» درس بليغ”.
من جهته استبعد الدكتور سربست نبي ان يذهب الاقليم نحو الاستقلال لاسباب عديد منها ان النخب السياسية ليس لديها خطاب استقلالي وهي منشغلة في سجال استقلالي لتحقيق مأرب سياسية ومصالح شخصية، مبيناً ان الاستفتاء سيحقق شيئا واحدا وهو ان يمنح الشرعية لتحقيق الاستقلال، مبيناً ان الاستفتاء شرعي وهو ان نجح يمتلك شرعية الشارع التي هي فوق كل عقد اجتماعي.
مطالباً الشعب العربي ان يدافع عن هويته كما الكرد وغيرهم من القوميات، مشيرا الى ان على القوميين العرب ان يعوا ان هناك امة كردية فرضت عليها وصايات متعددة وفقا للمقاسات السورية والايرانية والتركية والعراقية.
يشار الى طرح مسألة الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان من قبل رئيس الاقليم مسعود بارزاني في الوقت الراهن، جوبه برفض محلي واقليم ودولي وخلف ردود فعل وتوجس وخوف لدى المواطنين في كردستان الذين يعانون خلال السنوات الاخيرة من اوضاع اقتصادية ومعيشية ومعاشية صعبة، وهم يخشون من ان يؤدي اغلاق دول الجوار لحدودها مع الاقليم الى ارتفاع الازمة الاقتصادية والذي سيؤدي الى صعوبة تأمين احتياجاتهم الاساسية من سلع ومواد غذائية والتي يستورد الاقليم اغلبها من دول الجوار والخارج

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة