الجريمة واحدة .!

 تتحرك الة الموت بسرعة  وتمعن في بطشها وتتنوع في طرق اجهازها على الضحايا ..ويتساقط العشرات من الضحايا في شرق الارض وغربها وشمالها وجنوبها ..وثمة من يصرخ ويدين ويستنكر مافعله المجرموون بحق رعاياه او ابناء جلدته …من دون ان تكون هناك قبضة دولية قوية  تقف امام هذا الغول من الكراهية والغاء الاخر ..!! في العراق مذاهب واقليات لم تتمكن من لم شمل عوائلها فارتحلت الى مناطق في شمال وجنوب العراق هربا من الموت ليصطف الاف السكان  الشبك والتركمان من مدينة تلعفر وقرى اخرى على الطرقات وليسلكوا طرقا متعرجة من اجل الوصول الى مدن امنة ..ولاتزال عذابات اهالي هذه المدينة شاخصة وحية في مدن النجف وكربلاء والكوت والبصرة وغيرها من المدن العراقية ..ونحن نكتب هذه السطور تكون المهلة التي منحها تنظيم داعش للاقلية المسيحية في الموصل قد انتهت ..اما الرحيل او دفع الجزية او اعلان اسلامها او الموت …!!  وعكس بيان الامم المتحدة وتصريحات ممثلها في العراق حجم الكارثة عندما افصحا في البيان عن عدد النازحين الذين لاتزال عملية نزوحهم مستمرة داخل العراق …اكثر من مليون نازح  تركوا منازلهم واصبحوا من دون  مأوى …!!فصل اسود جديد يمهد لتقسيم العراق وافراغه من الاقليات التي تشكل منها العراق عبر التاريخ وساهم ابناء هذه الاقليات في صنع الحضارة العراقية بكل عناوينها ..!! في غزة الابرياء والمدنيون من الاطفال والنساء والشيوخ والفتيان يسقطون يوميا بنيران القصف الاسرائيلي ..في معركة طرفاها حماس والجيش الاسرائيلي  من دون ان يحاسب احد اسرائيل على بشاعة جريمتها وممارساتها داخل الاراضي العربية المحتلة ..!! في اجواء او كرانيا يسقط  المتمردون من الروس الذين يشتبكون مع الجيش الاوكراني  طائرة ماليزية مدنية كان على متنها المئات من الركاب من مختلف الجنسيات فوق الاجواء الروسية والاوكرانية من دون ان تطالب جهة ما بتحديد من ارتكب هذه الجريمة وياخذ حق الضحايا وفي ليبيا وجنوب السودان ونيجيريا يستمر مسلسل  الاغتيالات وقتل المدنيين وتهجير الاف السكان وخطف الفتيات في صراعات قبلية تشترك فيه الميليشيات واطراف حكومية ..وفي سوريا لاتزال المدن والقرى تقطر دما ولايزال سكانها في حركة نزوح مستمر وتشرد وضياع ….!! الجريمة واحدة والمجرمون على الارض من دون عقاب اممي رادع ..وثمة زعماء وحكومات واحزاب وجهات تدافع عن رعاياها ومصالحها وترفض الاعتراف بكوارث ومعاناة الاخرين او تغمض اعينها وتصم اذانها عنها …!! وتصبح المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والمحاكم الجنائية الدولية وقرارات مجلس الامن من دون معنى حينما لاتمتلك القوة لمنع وقوع مثل هذه الجرائم وحينما يتنقل المجرمون بيسر وحرية من بلد الى اخر من دون خوف ..!! لن يكون هناك سلام حقيقي او تعايش سلمي اذا لم تتكاتف الامم والحكومات والشعوب لصياغة منظومة قانونية جديدة يعلن فيها بوضوح تجريم هذه الافعال  وتحول دون تمكن القتلة  من الوصول الى اهدافهم وتؤمن الحماية الكافية للابرياء بمختلف دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم …!!

د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة