اطلقوهم فهم بشر.!

عاتبني احد الاصدقاء على استخدام مفردة العار في عمودي يوم السبت توصيفا لحالنا بعد تهجير المسيحيين من الموصل ، وقال آخرون ان التهجير لم يكن وليد اليوم فقد تم تهجير عوائل مسيحية كثيرة من البصرة الى بغداد على يد ميليشيات شيعية متطرفة وتناقصت اعداد المسيحيين الى نحو النصف في واحدة من اهم اخفاقات زمن مابعد التغيير في الحفاظ على اللحمة الوطنية وتعميقها..

ونكاية بالعتب اقول لصديقي العزيز أحدثك عن العار الثاني في مخيمات اللاجئين من نينوى على اطراف مدينة اربيل، فقد شاركت بزيارة تضامنية لمخيم “خازر” المتمدد وسط العراء والنائم على الاحلام المغتالة والحاضر المأساوي والمستقبل المجهول ..

شيء من الخيال ان تتصور عراقيا لاجئا في وطنه يتحسر على نجعة ماء صاف ، لكن كل الخيال رأيته امامي في المخيم ، بقيت مصدوما وانا استمع الى حكايات وقصص واحقاد وامنيات ومطالب نزعت الكثير منهم هويتهم الوطنية ، فاصبح الوطن طارئا ومنبوذا وبلاد الله الاخرى هي الوطن والملاذ والمرتجى  ..!!

اطفال قذرون بخوطون في الاترية..

رجال زاغت نظراتهم في المجهول  وثلمت رجولتهم ..

نساء فقدن اي اثر للانوثة وتلفعن بالحزن والاحلام الضائعة ..

يقول الروائي الكولومبي ماركيز لصحفي سأله عن خيالاته واجوائه السحرية في اعماله الادبية فقال له نصا “الواقع اغرب من الخيال”..

في مخيم خازار للاجئين العراقيين تحققت هذه المقولة تماما دون تزويق ، وللاسف يعتقد المسؤولون ان حل القضية بسيط جدا وهو عبارة عن توفير الخيم والاكل، بانتظار المعجزات..

مسؤلوون جاءوا وغادروا تاركين خلفهم الوعود بالعودة التي سرعان ما تبددت مع مرور الايام ..

مسؤولون جاءوا وغادروا تطايرت خلفهم، مع تراب المخيم، وعودا بالسماح لهم بمغادرة المخيم والانتقال الى محافظات عراقية وليس الى دول اخرى، وسرعان ما تحولت الوعود الى اسوار يعيش خلفها كائنات لاتعيش عيشة البشر..!!

يسمعون من الاذاعات عن مليارات الاموال التي ستصلهم قريبا جدا ، لكنهم يغسلون اياديهم بالتراب تساوقا مع اكاذيب غيرها يطلقها المسؤولون عن الوطن والناس..!!

بدون الدخول في التفاصيل الخيالية المؤلمة والصادمة والتي تحسسنا بالعار المزدوج ايضا ، استطيع ان الخص مطاليبهم ،أو مطلبهم الاساس ، بعد ان يأسوا  من كل ما قيل لهم من وعود هي اكاذيب بلا حدود …

افتحوا لهم الابواب واطلقوهم .. فهم بشر اذا كنتم لاتحسبونهم عل العراقيين !!

 عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة