الدعوة لاتخاذ إجراءات قانونية رادعة للحد من انتشارها
متابعة الصباح الجديد:
حذر مدير مستشفى ابن الهيثم التعليمي للعيون الدكتور عمار فؤاد عيسى المواطنين بالتزامن مع قرب حلول عيد الاضحى المبارك من خطر الاصابة بالالعاب ذات الاطلاقات البلاستيكية (الصجم) والمصابيح الليزرية التي تؤثر على شبكية العين وقد تسبب العمى في الكثير من الاحيان .
كما طالب الدكتور عيسى الجهات المعنية ذات العلاقة والاجهزة الرقابية بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة التي من شأنها ان تحد من انتشار هذه الالعاب الخطرة وتداولها في الاسواق المحلية كونها تتسبب سنويا وتحديدا ايام الاعياد بالكثير من الحوادث بالنسبة للاطفال.
وناشد مدير المستشفى الاهالي الى ضرورة منع اطفالهم من شراء هذه الالعاب التي تحرض على العنف وتنمي روح العدواة والكراهية لديهم ، لا سيما وانها باتت تمثل فخا يبتلع العديد من الاطفال كونها تصيبهم بعاهات دائمية قد تصل الى العمى وهو ما قد يسهم في قتل قدراتهم الجسمانية والعقلية .
من جانبه كشف مسؤول اعلام المستشفى حسام الساعدي عن استقبال اكثر من (60) حالة اصابة خلال ايام عيد الفطر الماضي جراء استعمال هذه الالعاب الخطرة فيما سجلت مستشفيات دائرة صحة الرصافة اكثر من (135) اصابة ، لافتا الى اهمية دور وسائل الاعلام في تنظيم الحملات التثقيفية والارشادية ، اضافة الى قيام منظمات المجتمع المدني بممارسة دورها الايجابي في هذا الجانب بهدف اشاعة روح التعاون والتسامح وخلق جيل سليم ومعافى .
وقد بات من المعروف ان الاطباء الذين يعملون في طوارئ المستشفيات حذروا من خطورة العاب كبنادق الصجم البلاستيكية والمصابيح الليزرية التي غالبا ما تؤدي الى الاصابة في العين ومن ثم فقدانها مع كل الاسف من دون دراية بهذه المخاطر ولكن فقط لجني الارباح السريعة ولو على حساب الابرياء .
وغني عن القول، أننا لسنا بحاجة إلى وقوع مآس عدة ليتم التحرك على المستويين الرسمي والشعبي، لمواجهة هذا الخطر، فأطفالنا باتوا في مرمى النيران التي لابد أن تصيبهم عاجلاً، أم آجلاً ، مستشفياتنا تستقبل في ايام الاعياد والمناسبات العشرات وربما المئات من الاطفال المصابين بلعب الاطفال الخطرة كبنادق ومسدسات (الصجم ) او المصابيح الليزرية التي تؤدي الى العمى .
ان استمرار وجود المستهترين بأرواح الناس في سبيل تحقيق مكاسب مادية سريعة، وعالية داخل مجتمعنا الذي يحقق قفزات نجاح متتالية في معركة تحديات العصر، والانتصار للمستقبل، هذا الوجود الذي سيعوق تحقيق طموحات المجتمع في الريادة والتميز والقيادة والوصول إلى الدولة الذكية واقعاً معيشاً، وليست حلماً نتمنى تحقيقه.
كما ان وجود هفوات في الرقابة المحكمة على منافذ الدخول إلى البلاد التي تفرضها السلطات الرقابية المختصة، تسمح بدخول مواد خطرة، وبضائع ممنوعة ومقلدة، برغم نجاحاتها التي لا يمكن حصرها بسهولة في حماية المجتمع من شرور المتربصين به، عبر ضبطيات مشهود لها بالحرفية والكفاءة والمسؤولية، حمت المجتمع من الدمار والاستنزاف.
مستشفياتنا تعلن بالأرقام عن مثل هذه الاصابات وتدق ناقوس الخطر، ولو سارعت كل الجهات الطبية الحكومية الأخرى، والقطاع الطبي الخاص، للإعلان عن أرقامها في هذا المجال، سنجد أننا بحاجة ملحة لتفعيل الالتزام بقانون حماية الطفل ، والتصدي الواعي والمسؤول لهذه الظاهرة شديدة الخطورة التي تمس الأطفال أحباب الله، في صحتهم، وتهدد حياتهم، حاضراً ومستقبلاً.
الجهات التي تمنح موافقات الاستيراد يجب أن يكون لديها متخصصون، وعلى دراية وكفاءة في منع البلاء قبل وقوعه، ويجب تفعيل سبل الرقابة في المنافذ، وتشديد الرقابة في الأسواق، وتنشيط مهام المؤسسات التعليمية والأسر في حماية الصغار.
ونأمل أن يتم تشديد عقوبات المستهترين بأرواح الناس، خاصة الأطفال منهم، الذين لا يردعهم وازع ديني ولا أخلاقي عن ارتكاب جرائم في حق الأطفال الضعفاء، الأبرياء .