فرضت الحكومة التركية على أثره عقوبات على الاتحاد الوطني الكردستاني
السليمانية- عباس كاريزي:
على خلفية اعتقال ضابطي مخابرات رفيعي المستوى من قبل حزب العمال الكردستاني فرضت الحكومة التركية عقوبات اقتصادية وسياسية على محافظة السليمانية باقليم كردستان، بضمنها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الاتحاد الوطني الكرستاني بزعامة الرئيس مام جلال.
وفي اجراء غير متوقع قامت الحكومة التركية باعادة ممثل الاتحاد الوطني في انقرة، واغلقت ممثلية الاتحاد هناك، حيث عاد ممثل الاتحاد الوطني في انقرة بهرز گی الذي يشغل منصب ممثل الاتحاد الوطني في انقرة منذ 17 عاماَ الى مدينة السليمانية يوم الخميس 24-8-2017 بعد ان تسلم اخطاراً من الحكومة التركية بترك البلاد واغلاق ممثلية الاتحاد الى اشعار آخر.
الصباح الجديد زارت ممثل الاتحاد الوطني في منزله بمحافظة السليمانية، الذي قال لنا انه لم يتوقع ان تتعامل تركيا بهذا الشكل مع ممثلية الاتحاد لديها، مشيرا الى ان هذا الاجراء بعيد عن الاعراف و القيم الدبلوماسية.
گای قال فيما كان ينتهز فرصة للحديث معنا بين استقبال وتوديع الزائرين، الذين توافدوا على شقته بمجمع باك ستي وتنوعوا بين شخصيات سياسية وحزبية ومسؤولين حكوميين، انه تفاجئ بابلاغه من قبل المسؤولين في الحكومة التركية بان عليه ان يغلق الممثلية ويغادر الاراضي التركية في غضون ثلاثة ايام، متوقعا ان يكون السبب وراء اغلاق الممثلية مشكلات امنية بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية، ولا دخل للاتحاد الوطني فيها.
گای اضاف انه خلال السنوات التي قضاها ممثلاً للاتحاد الوطني في تركيا كان مواظباً على مراعاة خصوصية الاوضاع، بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، مؤكدا ان الاتحاد الوطني الكردستاني متمسك بمبادئه الوطنية والتزاماته تجاه الكرد في تركيا وله علاقات وطيدة مع حزب الشعوب الديمقراطية الكردي وحزب العمال الكردستاني، وكان الرئيس مام جلال يعمل دائما على اعادة احياء وتفعيل عملية السلام بين الاحزاب الكردية المعارضة والحكومات المتعاقبة.
وحول مسألة الاستفتاء اضاف ان تركيا اعلنت معارضتها لمسألة الاستفتاء منذ اليوم الاول، مضيفاً «انا شخصيا متأكد من ان الاستفتاء لن يجرى في 25- من ايلول المقبل».
وعلى صعيد متصل كشف مصدر سياسي مطلع للصباح الجديد، ان الازمة بين الاتحاد الوطني والحكومة التركية ناجمة عن شاطات سرية قام بها جهاز الاستخبارات التركي في محافظة السليمانية من دون التنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وتابع المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان جهاز (الميت) الاستخبارات التركية ارسل قبل شهر او اكثر من الان ضابطين رفيعي المستوى الى محافظة السليمانية، دخلا متنكرين بهويات تجار ينويان الاستثمار في المدينة، قاما بعد ذلك بالتنسيق مع عملاء لهم في المنطقة بفتح قنوات للتواصل مع منشقين عن حزب العمال الكردستاني، في مدينة كوية بهدف تنفيذ عمليات اغتيال لقادة ومسؤولين في حزب العمال الكردستاني.
وتابع ان هذين الضابطين وبعد اجراء العديد من الاتصالات نسقا مع منشقين عن حزب العمال الكردستاني، واتفقوا على خطف او قتل رئيس منظمومة المجتمع الكردستاني جميل بايك، الذي يتواجد في جبال قنديل ويعاني من الام في الظهر كان يروم زيارة الطبيب لاجراء الفحوصات الطبية المطلوبة. ويتابع المصدر ان تلك العناصر طلبت الحكومة التركية بمبلغ مالي ضخم مقابل تنفيذ عملية الاغتيال، وفي اليوم الذي كان محددا لتسليم الاموال لهم في مدينة كوية، تمكن حزب العمال الكردستاني من اعتقال الضابطين التركيين بعد ان نصب كميناً محكماً، واعتقل كذلك جميع افراد الخلية واقتاد الضابطين فوراً الى جبال قنديل وصادر الاموال التي كانت بحوزتهم.
وكان ضابطان تركيان برتب عالية قد دخلا الى اقليم كردستان عبر مطار السليمانية باسماء مستعارة، من دون اخطار او علم الاجهزة الامنية في المدينة، للاشراف وتمويل عمليات اغتيال وقتل لقادة ومسؤولين في حزب العمال الكردستاني، الا ان حزب العمال الكردستاني تمكن من اعتقالهم بعد الكشف عن خطتهم وهما الان معتقلان لديه في جبال قنديل.
وقال المصدر ان وزي الخارجية التركية مولود جاوش اوعلو طالب خلال زيارته الاقليم الخميس المنصرم الاتحاد الوطني الكردستاني بالتدخل لاطلاق سراح الضابطين، المعتقلين لدى العمال الكردستاني، وهو ما اخفق الاتحاد بتنفيذه، نظرا لرفض ال (PKK) تسليمهم تحت اية ظروف، اضافة الى ان الاتحاد ابلغ الحكومة التركية انه لم يكن على علم بدخول هذين الضابطين الى محافظة السليمانية.
الى ذلك طالب حزب الشعوب الديمقراطي السلطات التركية بالاعتذار من الاتحاد الوطني الكردستاني على خلفية قرار طرد ممثل الاخير من انقرة بطلب تركي.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي(HDP)،في بيان ان « طرد بهرورز كلالي ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي عمل في تركيا مدة 17 عاماً، انتهاك للقانون والاتفاقات السياسية، مطالباً السلطات التركية بالاعتذار من الاتحاد الوطني الكردستاني وممثله بهروز كلالي، و حل المسألة من خلال الحوار.
الى ذلك افادت وسائل إعلام بأن الحكومة التركية علقت منح أهالي محافظة السليمانية تأشيرات الدخول الى أراضيها الى اجل غير مسمى.