مستمرون بدعمها وتدريبها
بغداد ـ زينب الحسني:
للمرأة العراقية ظروف استثنائية في كل ما يتعلق باختياراتها للعمل وشريك الحياة وحتى في بعض الاحيان في التخصص الدراسي هذا ان سمح لها بإكمال دراستها، مما يجعلها تعمل في مجالات بعيده كل البعد عن تخصصها والمجال الذي لا ترغب فيه.
فالاختيارات غير متاحة لذا فأنها دائماً مجبرة على العمل في بيئة لا تناسب طموحها وعطاءها الذي لو استثمر بالنحو الجدي والحقيقي ستكون مبدعة وخلاقة في اي مجال يحقق رغبتها في التفوق العلمي والعمل، وفي ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تسببت بان تتولى المرأة اعالة أسرتها بعد فقدان المعيل نتيجة الاعمال الارهابية او الانفصال والطلاق بسبب ظروف اجتماعية وانعدام فرص العمل تدفع العديد من النساء الى الانخراط في دورات تدريبية في شتى المجالات التي ترغب فيها المرأة.
من دون معيل
وقالت مدير دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة عطور حسين الموسوي لـ « الصباح الجديد»: ان الدائرة تسعى الى تقديم أفضل الخدمات الى المستفيدات من المسجلات في قاعدة بيانات الدائرة، لاسيما النساء اللاتي بلا معيل من خلال تنفيذ برامج تعليمية ونفسية، فضلًا عن التنسيق والتعاون مع المنظمات والجهات ذات العلاقة بالشأن الاجتماعية لتقديم قروض ميسرة لهن.
وأشارت الى: ان الدائرة وبالتنسيق والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر قامت بمنح الارامل والمطلقات المسجلات في قاعدة البيانات اللاتي بلا معيل من الراغبات بإقامة مشاريع صغيرة خاصة مبالغ نقدية لفتح ابواب الرزق لهن ولأسرهن ويكون لديها اكتفاء ذاتي، مشيرة الى ان هذه المبالغ سيتم من خلالها تحديد نوع المشروع الذي تريد القيام به وملئها استمارة تعهد بذلك.
وذكرت الموسوي: ان لجنة الصليب الاحمر ودائرة الحماية الاجتماعية للمرأة وضعت معايير لاختيار المستفيدة وهي (ان تكون المعيلة الوحيدة لأسرتها، لا يوجد في الاسرة رجال بالغين فوق 18 عامًا، ليس لديها عمل اخر، توفر المهارة المطلوبة حسب مشروعها، توفر طريقة تسويق للمنتج)، ويجب ان تقدم المستفيدة جميع الاوراق الثبوتية، فضلاً عن الوثائق التي تؤيد كونها ارملة او مطلقة.
وبينت: ان لجنة الصليب الاحمر اقامت ورشة عمل للمستفيدات من اجل تدريبهن على كيفية انجاح مشاريعهن وتسويق المنتج وتحديد المشروع لكل واحدة منهن حسب رغبتها والمهارة المطلوبة لديها، وفي ختام الورشة اقيمت وجبة ضيافة للترحيب بهن.
تدريب النساء
وقد اوضحت مدير الدائرة: ان المراكز التدريبية التابعة للوزارة مستمرة بعملية تدريب النساء من الخريجات والارامل والمطلقات والارامل وفاقدات المعيل بغية اكتسابهن مهارة تمكنهن من الولوج في سوق العمل وسعيها منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال اقامة مشاريع صغيرة مستقبلاً لتكون مصدر دخل لهن ولأسرهن وعدم الاعتماد على الاعانة الاجتماعية فقط، داعية المشتركات الى خوض التجربة كون المرأة قادرة على صنع الحياة من جديد لها ولأطفالها.
واكدت: حرص الوزارة على اقامة مثل هذه الدورات لغرض تمكين المرأة فاقدة المعيل اقتصادياً ومحاولة اكسابها الخبرة والمهارة في ظل هذه الظروف، مشيرة الى انها فرصة لتقديم الدعم المطلوب لها مادياً ومعنوياً، من خلال الدورات التدريبية الخاصة بـمجالات الحلاقة، والخياطة، وصناعة المعجنات، وتربية الدواج.
تمكين المرأة
وأشارت الى: ان وزارة العمل مستمرة بتنفيذ دورات تدريبية من شأنها ان تمكن المرأة اقتصادياً، وهي مستعدة لإقامة دورات اخرى بالتعاون مع المنظمات سواء كانت محلية ام دولية من خلال تهيئة الملاكات الخاصة بالتدريب ورفدهم بالأسماء حسب قاعدة البيانات الموجودة لديها، لافتة الى ان مشروع تمكين المرأة فاقدة المعيل هو أحد اهداف الوزارة التي تسعى لتحقيقها من خلال اكسابها المعارف والمهارات المطلوبة في عدة مجالات مهنية تمكنها من اقامة مشروع خاص بها مستقبلاً.
بيئة العمل
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اعدت دراسة نظرية لتأثير بيئة العمل على المرأة والاسرة وضرورة التركيز على دراسة فيزيولوجية عمل النساء وتصميم بيئة العمل والعمليات الانتاجية ووضع المعايير التصحيحية على دراسات جدية وحقيقية تلحظ خصوصيات عمل المرأة «الصباح الجديد « حصلت على نسخة منها.
تأثير المرأة في الأجيال
وبينت مدير قسم الدراسات ورئيس ابحاث اقدم تغريد فائق ناجي التي اعدت دراسة نظرية لتأثير بيئة العمل على المرأة والاسرة وضرورة التركيز على دراسة فيزيولوجية عمل النساء وتصميم بيئة العمل والعمليات الانتاجية ووضع المعايير التصحيحية ، موضحه ان بيئة العمل تختلف وتتنوع درجة خطورتها حسب اختصاص وممارسة كل مهنة ما يستدعي على الدوام ضرورة الالتزام بشروط الصحة والسلامة المهنية للتقليل من اثارها السلبية على صحة العاملين ذكورًا واناثاً ، حيث اهتمت ابحاث الصحة المهنية تاريخياً بدراسة اثر العوامل الضارة في بيئة العمل على الرجل كونه العنصر الاساس وبغض النظر عن بعض هذه الابحاث قد تناول المرأة العاملة وخصوصيات تأثرها بهذه العوامل الا ان هذه الدراسات لم تكن كافية لتضيء جميع جوانب هذه المسالة خاصة وان عمل المرأة لا يفسح المجال لتأثرها فقط بل يوفر الامكانية الحقيقية لتأثر الاجيال المقبلة ايضًا اي اطفالها في مرحلة الحمل والارضاع.
واضافت :ان تأثير المخاطر الكيميائية على صحة المرأة العاملة ودخول المواد السامة الى الجسم واشكال تأثيراتها الحادة والمزمنة ، اذ غالبًا ما يكون الجهاز العصبي المركزي مستهدفاً في التأثيرات للمواد الكيميائية تليه اجهزة دوران الدم والكبد والكلى والرئة والجلد والعظام ، اما بالنسبة لمعالم البيئة الفيزيائية من حرارة ورطوبة وضجيج واهتزاز واشعاع ,اضافة الى التصميم « التلائمي « للآلات والمعدات وامكنة العمل وانظمته واوقات العمل والراحة التي تصمم حسب الدراسات بنحو يناسب الرجال من دون ان تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات التشريحية الفيزيولوجية لعضوية المرأة وأوضاعها المتغيرة دوريا وما يعتريها بجوانب الحمل والارضاع وبرغم تطرق العديد من التشريعات الوطنية في معظم دول العالم لأهمية الالتزام بتطبيق معايير بيئة العمل ،الا انه في كثير منها لا صدى له في التطبيق على ارض الواقع ، وطالما تشكل النساء نصف المجتمع وتتزايد نسبتهن باطراد في سوق العمل نظراً للدافع الاقتصادي بالدرجة الاولى ودوافع اخرى اجتماعية وثقافية تتباين من بلد لأخر الا تستحق المرأة التي اثبتت كفاءتها وقدرتها وفاعليتها في كثير من مواقع العمل والانتاج وتفوقت في اماكن اخرى بنحو ايجابي وعلمي لعديد من الاختصاصات المهنية الحيوية.
العمل في جميع المجالات
واوضحت : أن المرأة قد اثبتت نفسها بقدرتها على العمل في كل المجالات فبدأ من رئيسة الدولة كما في الفلبين وباكستان سابقاً مروراً برئيسة الوزراء الى وزيرة الى عاملة في الطاقة الذرية وصولاً الى الطبيبة والمهندسة المعمارية والممرضة وعاملة المصنع والمعلمة وغيره ولم يعد هناك مجال لم تدخله المرأة ، فلابد من ضرورة التركيز على دراسة فيزيولوجية عمل النساء وتصميم بيئة العمل والعمليات الانتاجية ووضع المعايير التصحيحية على دراسة جدية وحقيقية تلحظ خصوصيات عمل المرأة ، وان دول العالم تمر بمرحلة متطورة وفي ظل تقدم علمي وتكنولوجي واسع النطاق كما ان مجتمعاتنا في الوقت الحاضر تحولات اجتماعية واقتصادية ,وتحت تأثير هذه الظروف بدأ دور المرأة كعضو في المجتمع يتنامى ويبرز متخذا ابعادا واشكالاً جديدة اذا اصبح لديها ولضمان خير وتقدم البشرية ان تشارك المرأة الرجل في العمل وجميع مجالات الحياة ويمكن القول ان تقدم المجتمعات يقاس بدرجة تقدم المرأة فيها بشتى الميادين الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لذلك فعلى الصعيد العالمي وضعت العديد من الوثائق والاتفاقيات التي تؤيد وتحمي المرأة وتخدم قضاياها وتقدمها للقيام بدورها المنتج والفعال في الانشطة المجتمعية.
أعمال شاقة للمرأة
وتابعت انه لا تخفى على أحد المشكلات الصحية المهنية الخاصة بالمرأة العاملة، سواء في البلدان النامية او الصناعية.
ومما يزيد من الاعباء على العاملات في البلدان النامية قيامهن بأعمال بدنية شاقة، اضافة الى عملهن في المنزل وخارجه، واساليب العمل المتعددة، فضلًا عن الاعباء الاجتماعية المعتادة، اما في البلدان الصناعية، حيث تعمل المرأة كذلك في المنزل وخارجه، فغالبًا ما تترك للنساء الاعمال اليدوية منخفضة الاجر.
هذا ويتم تصميم العدد والآلات في الغالب وفقاً للقياسات البشرية الخاصة بالرجل، على ان المرأة ايضًا تستعملها. وقد تواجه المرأة ايضاً مشكلات التعرضات المهنية التي تضر بصحتها الانجابية.
واظهرت بعض الدراسات، ان نسب البطالة بين العاملات اللاتي يتقاضين اجوراً منخفضة تزيد على المعدلات المتوسطة، مما قد يكون له آثارا اجتماعية وعواقب صحية سلبية على الاسرة.