تناقلت وكالات الانباء والمواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي خبر تعرض موقع للخيانة الزوجية إلى الاختراق من قبل فريق قراصنة هدد بنشر بيانات ومحادثات عملاء الموقع.
وأفادت الأخبار بأن فريق قراصنة اخترق موقع الخيانات الزوجية الشهير “Ashley Madison”، ونشر الفريق كميات هائلة من البيانات يحتمل أن تؤثر على حنحو 37 مليون مستخدم “خائن” على الموقع. والشعار الذي يتبناه موقع الخيانة الزوجية الشهير مكتوب فيه “الحياة قصيرة، قم بتجربة مثيرة”.
فريق القراصنة حذر الشركة وطلب منها ضرورة غلق الموقع بنحو دائم، وإلا سيتم الإفراج عن جميع سجلات العملاء على مواقع الانترنت، بما فيها طبيعة المحادثات التي تمت بين العملاء، وبيانات بطاقات الائتمان الخاصة بهم، وأسمائهم وعناوينهم الحقيقية.
القراصنة أو مايطلق عليهم “الهكرية” أصبحوا يشكلون تهديداً حقيقياً للدول والحكومات والشعوب والأفراد على حدٍ سواء، فقد انتقل “القراصنة” الذين تعرفنا عليهم في الأفلام السينمائية من السطو والقتل في عرض البحر إلى “القرصنة” والسلب لمعلومات الأنظمة والمواقع الإلكترونية الخاصة والعامة مع فارق التشبيه طبعاً، اختلفت الطرائق والوسائل و”القرصنة ” واحدة!
تختلف قوة وإمكانية “القراصنة” و”المقرصنين” بحسب الجهات التي تمول هذه الجهة أو تلك، فهناك أجهزة مخابراتية عالمية تقوم “بالتلصص والقرصنة ” بنحو مباشرٍ أو غير مباشر، لأهدافٍ “تجسسية ” بهدف الحصول على المعلومات الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وهناك أيضاً جهاتٌ أخرى تقوم بالمهمة نفسها يكون تمويلها من قبل الدول والأحزاب أو المنظمات أو الأفراد بهدف الحصول على معلومات حول تحركات الأحزاب المنافسة أو السياسيين المناوئين لها وغيرذلك!
ومن أجل أخذ الحيطة والحذر، فقد عملت الحكومات والجهات المعنية على الاستعانة بأنظمةٍ متتطورةٍ لحماية المعلومات فضلاً عن تشريع القوانين الخاصة لحماية المواقع الإلكترونية المهمة ، كذلك إبرام الاتفاقيات بين الدول الصديقة أو المتحالفة التي تضمن تبادل المعلومات والأسرار … و مع كل ذلك كشفت المعلومات مؤخراً عن تجسس الولايات المتحدة على مكالمات المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الفرنسي وغيرهم!
أما عندنا فحدث ولاحرج، ففي زمن “المراهقة” الديمقراطية وبدلاً من الاستثمار الأمثل لتكنلوجيا المعلومات في التواصل ونشر المحبة والأمل وتبادل العلوم والثقافة فقد أصبحت الساحة الإلكترونية ملعباً لصراع الديكة والمراهنات..ومكباً لنفايات كل من هب ودب من أصحاب العقول المريضة أو المصابة بعوق أخلاقي أو تربوي أو سياسي أو اجتماعي!
حلت شعارات التسقيط والنفاق والفضائح والكذب والافتراءآت بديلاً عن التواصل الاجتماعي.
من قبل أفراد وجماعات يعيشون بيننا أو ممن يعتاشون في الخارج على فضلات وفتات هذا أو ذاك، إنهم شريحة “تعاني من أمراضٍ أخلاقيةٍ مزمنة ” وعقد ولادية، تختفي وراء أقنعةٍ ووجوهٍ زائفةٍ وأسماءٍ مستعارة، تنهش في جسد العراق والعراقيين .. ومما زاد الطين بلة دخول أنصار هذا السياسي أو تلك الكتلة في حفلات التسقيط والتسفيط الالكتروني !
المواطن في العادة هو الضحية، ففي الوقت الذي ينشغل فيه المقاتل العراقي والمتطوع من الحشد الشعبي، في محاربة العصابات الإرهابية في مدن العراق الساخنة يعمل هؤلاء على تحطيم الجانب المعنوي ونشر الشعور باليأس من خلال ترويج الأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تحطيم الجانب المعنوي للمواطن وإشغاله عن قضيته ورسالته الوطنية!
والمضحك المبكي أن هؤلاء يصدقون الأكاذيب والقصص التي يلفقونها أو يبتكرونها !
وهنا تذكرت حكاية جحا وجاره و”الطنجرة ” إذ اسـتعار جحا ذات يومٍ “طنجرة” من أحد جيرانه وعندما أعادها أعاد معها “طنجرة” أخرى صغيرة فسأله جاره عن سبب إرفاق تلك “الطنجرة” الصغيرة مع تلك التي استعارها فقال جحا إن “طنجرتك” ولدت في الأمس “طنجرة” صغيرة وإنها الآن من حقك. وبعد مرور الأيام ذهب جحا إلى جاره مرةً أخرى وطلب منه “الطنجرة” ثانيةً فأعطاه جاره إياها، وبعد مرور بضعة أيام ذهب جار جحا إلى بيت جحا وطلب منه أن يعيد له “طنجرته” فقال له جحا وهو باكياً إن “طنجرتك” قد توفيت بالأمس فقال له جاره متعجباً كيف توفيت “الطنجرة” فقال جحا أتصدق إن “الطنجرة” تولد ولا تصدق أن “الطنجرة” تموت!
• ضوء
بدلاً من أن تَلعن الآخرين .. إبحث عن مَوقعك من الإعراب!
عاصم جهاد