مما ينذر بتفاقم الأزمة والتوتّر مع الأسرة الدولية
كاركاس ـ أ ب ف:
وجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ضربة قاسية الى معارضيه باقالة النائبة العامة لويزا اورتيغا بقرار صدر عن الجمعية التأسيسية بعيد بدء عملها، مما ينذر بتفاقم الازمة والتوتر مع الاسرة الدولية.
وقال خوليو بورخيس رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة امس الاول السبت، ان «ما يجري في فنزويلا هو اخذ كل المؤسسات رهينة لمعسكر واحد ومن قبل حزب سياسي واحد».
وخلال جلسة علنية بثت وقائعها على التلفزيون، صوت اعضاء الجمعية برفع الايدي على اقالة رودريغيز. واعلنت رئيسة الجمعية دلسي رودريغيز بعد ذلك وهي مبتسمة اقصاء اورتيغا «بالاجماع». وردد عدد من المشاركين في اجتماع الجمعية التأسيسية «مدعية خائنة دقت ساعتك».
واعلنت محكمة العدل العليا التي تتهمها المعارضة بالارتباط بالسلطة، بعد ذلك ان اورتيغا ستحاكم بتهمة ارتكاب «مخالفات».
وقد تم تجميد حساباتها المالية ومنعت من مغادرة البلاد. وصرحت اورتيغا التي تنتمي الى تيار تشافيز ونأت بنفسها منذ اشهر من مادورو، انها لا تعترف بقرار اقالتها.
ودانت اورتيغا «الحكم الديكتاتوري» ووعدت «بمواصلة الكفاح من اجل الحرية والديموقراطية في فنزويلا». وقالت «انهم لا يكتفون بتوقيف الناس بشكل تعسفي بل يقومون بمحاكمتهم امام القضاء العسكري والآن لا يسمحون للنائبة العامة بالدخول الى مقرها».
وكانت وحدات من الحرس الوطني منعت اورتيغا من دخول مكتب النيابة العامة في وسط كراكاس. وقد غادرت المكان في نهاية المطاف على دراجة نارية.
يمكن ان تؤدي اقالة رودريغيز الى تصاعد التوتر مع الاسرة الدولية القلقة من ميل السلطات الى الاستبداد.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت في تغريدة على تويتر ان «الولايات المتحدة تدين الاقالة غير المشروعة للنائبة العامة لفنزويلا»، منددة بـ»الحكم الديكتاتوري المتسلط لمادورو».
من جهتها، اكدت رئيسة تشيلي ميشال باشيليه على تويتر ان اقالة اورتيغا «خطوة اضافية في ضرب الديموقراطية ولا تساهم في تحقيق السلام للشعب الفنزويلي».
اما الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، فقد قال انه «اول قرار ديكتاتوري» للجمعية التأسيسية.
من جهة اخرى، قرر وزراء خارجية البرازيل والارجنتين والاوروغواي وباراغواي امس الاول السبت تعليق عضوية فنزويلا في السوق المشتركة لاميركا الجنوبية (ميركوسور) «لانتهاكها النظام الديموقراطي».
وسبق ان استُبعدت فنزويلا من السوق المشتركة في كانون الاول لاسباب تجارية. لكن استخدام كلمة «النظام الديموقراطي» يضفي على القرار بعدا سياسيا.
واضاف الوزراء ان «التعليق لن يُرفع ،الا عندما يرى الاعضاء الاخرون في المجموعة ان النظام الديموقراطي اعيد تماما». واشترطت الدول المؤسسة للسوق للتراجع عن هذا الاجراء «الافراج عن السجناء السياسيين واعادة صلاحيات السلطة التشريعية واحياء البرنامج الزمني للانتخابات والغاء الجمعية التأسيسية».
لكنّ مادورو اكد امس الاول السبت ان فنزويلا لن يتم «ابدا» اقصاؤها من السوق المشتركة لاميركا الجنوبية. وقال ان «فنزويلا لن يتم ابدا اقصاؤها من ميركوسور. ابدا. روحنا وقلبنا وحياتنا هي ميركوسور»، مؤكدا ان محاولات الحكومة البرازيلية او الارجنتينية آيلة الى الفشل.
ادى أعضاء الجمعية اليمين الدستورية الجمعة الماضي في غياب الرئيس. وقد اعلنت السبت ان ولايتها ستكون لعامين حدا اقصى بينما وعد مادورو بانها ستعيد «السلام» وتعمل على انهاض الاقتصاد لكن المعارضة تتهمه بالسعي الى توسيع سلطاته وتمديد ولايته الرئاسية التي تنتهي في 2019.
وأثار انتخاب الجمعية التأسيسية امس الأحد وسط أعمال عنف أودت بحياة عشرة أشخاص، موجةً من الاستنكار الدولي،وقتل أكثر من 120 شخصا في المجمل في أربعة أشهر من التظاهرات ضد الرئيس الاشتراكي.
من جهة اخرى، اعلنت ليليان تينتوري زوجة ليوبولدو لوبيز احد قادة المعارضة الفنزويلية الافراج امس الاول السبت عن زوجها وفرضت عليه الاقامة الجبرية في منزله في كراكاس من جديد.
وذكر مصور من وكالة فرانس برس ان نحو عشر سيارات تقل عناصر من مكتب الاستخبارات الفنزويلي ينتشرون بخوذهم حول منزل لوبيز في حي يقع بشرق العاصمة.
وكان لوبيز (46 عاما) يمضي حكما بالسجن حوالى 14 عاما بتهمة التحريض على العنف في موجة التظاهرات الاولى ضد الرئيس مادورو التي اسفرت عن سقوط 43 قتيلا.
وقد نقل الى منزله وفرضت عليه الاقامة الجبرية للمرة الاولى في الثامن من تموز ثم نقل فجر الثلاثاء الى سجن راموس فيردي العسكري في احدى ضواحي كراكاس، بموجب قرار لمحكمة العدل العليا التي الغت الاقامة الجبرية واتهمته بالتخطيط للهرب.
وشمل قرار المحكمة رئيس بلدية كراكاس السابق المعارض انطونيو ليديزما (62 عاما) الذي نقل الى السجن الثلاثاء ايضا ثم اعيد الى منزله فجر الجمعة. وكان اوقف وسجن في شباط 2015 واتهم بالتآمر ضد الرئيس مادورو، وقد وضع في الاقامة الجبرية في منزله في كراكاس بعد شهرين لاسباب صحية.