بعد مضي 20 يوماً على تحرير مدينتهم.. الموصليون يبحثون عن “كل شيء”
نينوى ـ خدر خلات:
بعد مضي عشرين يوماً عن الاعلان الرسمي عن تحريرها من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، فان سكان مدينة الموصل، وخاصة بجانبها الايمن يبحثون عن كل شيء، الاهل والاقرباء، الممتلكات وخاصة السيارات، المستمسكات الرسمية، وغير ذلك.
يقول الناشط الموصلي لقمان عمر الطائي في حديثه الى “الصباح الجديد” انه “بعد نحو 3 اسابيع على الاعلان الرسمي عن تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الارهابي، ما زال الكثيرون من اهل المدينة المنكوبة سواء كانوا بداخلها او في خارجها في مخيمات النزوح او غيرها يبحثون عن اهلهم واحبائهم الذين تفرقوا عقب معارك التحرير”.
واضاف “المئات من العائلات تشظت بين سكان بالمخيمات او في مدن وقرى وبلدات قريبة او في محافظات عراقية اخرى، هنالك المئات من المفقودين الذين قد يكونوا تحت الانقاض، او في مخيمات النزوح لدى اقرباء لهم، او في مستشفيات يتلقون العلاج من دون وجود اقرباء لهم معهم”.
واشار الطائي الى انه “هنالك من يبحث عن احبائه ممن خطفهم تنظيم داعش في اثناء سيطرته على المدينة في حزيران 2014، ولا اثر لهم، والمخاوف كلها تنصب بفقدانهم الى الابد، لان التنظيم اقدم على اعدام المئات من اهالي المدينة لاسباب عديدة، مثل انتمائهم للاجهزة الامنية، او بتهمة التخابر والتواصل مع اجهزة امنية خارج المدينة حينها وغير ذلك من الاتهامات التي تتعلق بالعمل الاستخباري لصالح الحكومة العراقية”.
وتابع بالقول “هذا لا ينفي ان مئات العائلات اجتمعت مجددا وعثرت على ابنائها او ذويها في مخيمات و مستشفيات بفعل النشطاء الموصليين، علما ان ما يعرقل التواصل وسهولة جمع شمل هذه العائلات هو ان الاغلبية لم يحتفظوا باجهزة الموبايل ولا بشرائح الاتصال (سيم كارت) بسبب مخاوفهم من العقوبات التي قد تصيبهم اذا تم ضبطها بحوزتهم من قبل عناصر داعش المجرمين”.
وبحسب الطائي فان “هنالك من يبحث عن عجلاته وسيارته الخدمية منها والانشائية وحتى الشخصية، واغلب هذه العجلات مصدر رزق لتلك العائلات، وهنالك من يبحث عن مستمسكاته الرسمية مثل الهويات، الجنسيات العراقية، اجازات قيادة السيارات عقود الزواج، سندات اثبات ملكية وغيرها، لان التنظيم المتطرف صادر بعضها، وبعضها الآخر بات تحت الانقاض، او تم تركها في المنازل بسبب الهرب على عجالة في اثناء معارك التحرير”.
منوها الى ان “الامر المؤلم هو ان هنالك عائلات تبحث عن اطفال بعمر الورود، وهؤلاء الاطفال قد لا يكون بمستطاعهم معرفة اهاليهم حيث ان بعضهم لا يعرف سوى اسم “ماما” و “بابا” او يعرف الاسم الاول لاحد منهما او لكليهما، لكن نشر صور الاطفال والمعلومات المبسطة في مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على الوصول لهؤلاء الاطفال من قبل ذويهم”.
وبخصوص اغرب قصص البحث الموصلية، افاد الطائي بالقول ان “عائلة موصلية استشهد ابنها المتزوج على يد عناصر داعش، لكن زوجته واشقاءها كانوا ضمن التنظيم او بايعه بعضهم فيما بعد بضمنهم زوجته، بل ان الاخيرة تزوجت من ارهابي جزائري الجنسية بالموصل، ثم قاموا بنقل ابناء الشهيد وهما طفل وطفلة معهما لمكان مجهول، واعمام الاطفال يبحثون عن طفليهما منذ تحرير المدينة من دون جدوى لحد اليوم”.
ويرى الطائي انه “ينبغي بالحكومة العراقية اخذ اوضاع اهالي الموصل باهتمام خاص، ومساعدتهم في اصدار مستمسكات رسمية لهم بتسهيلات خاصة، والاهم هو مساعدتهم في الكشف عن المفقودين قبل تحرير المدينة الذين خطفهم واعتقلهم الدواعش لاسباب امنية، والبدء بعمليات استخراج جثامين المغدورين الذين تم رمي جثثهم بحفرة الخسفة جنوبي الموصل، تلك الحفرة المرعبة، على ان يتم ذلك بدعم من جهات دولية مختصة لتشخيص الجثث وتسليمها لذويهم، مع الاسراع بتعويض اصحاب العجلات المسروقة والمدمرة بسبب المعارك او بسبب مصادرتها من قبل داعش لاستعمالها كمعرقلات في خطوط الصد في اثناء عمليات التحرير”.