اولى القبلتين في الاسلام حيث كان يصلي المسلمون في جميع انحاء العالم باتجاه القبلة وهذا ما يجسد وحدة الأمة الاسلامية تحت شريعة الله .
تعلّق الاسلام بالقدس منذ نشأتها ,نظراً لأهميتها وقيمتها الدينية في العقيدة الاسلامية ,لذلك اهتم الملوك والولاة المسلمون على مر العصور بتشييد المباني الفخمة المزركشة ,والمباني الخاصة بالحجاج والمتعبدين بجوار المسجد ،وهي تعد من أقدم المدن على وجه الأرض ،تاريخها مشرف لأنها المرآة التي عكست حضارة الشعوب ،وتعد الاهم بالنسبة للديانات الثلاث.
لمدينة القدس سبعة ابواب مستعملة واربعة ابواب مغلقة ,كانت في القدم محمية كقلعة حول الهيكل ،من بعدها تعرضت خلال حقبات الزمن الى الهدم والتدمير واعيد اعمارها اكثر من مرة ، كما أجريت بداخل المسجد الاقصى العديد من الإصلاحات والتجديدات .
في اعقاب استيلاء اسرائيل على القدس الشرقية في حرب 1917قامت بعدة حفريات خارج ساحات المسجد الاقصى،ثم عادت سنة 1970 بحفريات مكثفة خارج السور بجوار المسجد والهدف ازالة آثاره وهدمه بطريقة معتمدة ,وباعتقاد الفلسطينيين أن انفاقاً حفرت تحت المسجد الأقصى من أجل تقويض اساسه ،وهذا ما جعل مبعوث اليونسكو الخاص بالقدس «ارينغ غرابار» يعلن ان المباني والهياكل في الحرم القدسي آخذة على التدهور.
يعد الأردن أن المسجد الأقصى المبارك جزءًا من السيادة الهاشمية الأردنية،حيث تدير مشاريع ترميم وصيانة الأماكن المقدسة في القدس بخلاف ما يعده الفلسطينيون.في الوقت نفسه التي تقوم فيه اسرائيل بفرض سيطرتها على المكان من خلال اجراءات أمنية وعمليات تفتيش عبر البوابات الإلكترونية بمشاركة منظمات دولية وباطلاع من قبل الحكومة الأردنية، إضافة إلى مقترح يقضي بإزالة البوابات الإلكترونية مقابل إعادة تفعيل مخطط وضع كاميرات حساسة داخل باحات الأقصى..
وأخيرا» لن يصون القدس سوى صمود أهلها ،الصمود ليس مجرد شعار نطلقه في تظاهرة أو اجتماع أو مؤتمر، الصمود هو عملية تعزيز وتعظيم وتقوية للإنسان الفلسطيني المنزرع في الأرض ،فبرغم اندلاع المواجهات في الضفة الغربية رفضاً للممارسات الاسرائيلية في المسجد الافصى والمعاهدات التي شارك فيها مئات الفلسطينيين رفضا للاجراءات الاسرائيلية والمواجهات العنيفة بين المعتصمين وقوات الاحتلال ،والمناداة لتدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في المدينة ,نجد بأن المجتمع الدولي ما يزال صامتاً. بينما العرب يتخبطون فيما بينهم وغارقين في مستنقع الطائفية متناسين القضية الاكبر وهي القضية الفلسطينية ,مصالحهم تغلبت على القضية التي اودت بشعب بأكمله وبلد عربي الى الاندحار.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك