إيران: إصرار المسؤولين في الإقليم على إجراء الاستفتاء سيدفع بنا إلى اتخاذ مضادة

أكدت أنه مخطط استعماري يهدف إلى إضعاف العراق
السليمانية ـ عباس كاريزي:

الاستعدادات التكنيكية لاجراء الاستفتاء في الموعد المحدد لذلك استكملت وانتهت الاجراءات التكنيكية والمهام الادارية المطلوبة له، وذلك وفقا لما اعلن مسؤول رفيع المستوى في الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي اكد ان ايران والمالكي وبعض الاحزاب الكردستانية تقف ضد الاستفتاء.
وصعد هيمن هورامي وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومستشار الشؤون السياسية لرئيس الاقليم من اللهجة والخطاب المتشدد تجاه المعترضين على اجراء الاستفتاء محاولا اظهار قوة وثبات حزبه على اجراء الاستفتاء في موعده المحدد عقب الانتهاء من الاستعدادات المطلوبة لاجرائه.
واكد هورامي في تصريح ان الاستفتاء قادم لا محالة وهو يهدف الى تحديد مصير شعب وليس لتعميق الصراع السياسي بين القوى الكردستانية، مؤكدا ان على من يطالب بتأجيل الاستفتاء ان يوضح الدوافع ومبررات مقنعة لشعب كردستان.
واضاف هورامي ان المالكي وايران وبعض الاطراف السياسية في الاقليم وبعض الدول تعترض على اجراء الاستفتاء، وان التعذر بعدم وجود ارضية مناسبة لاجراء الاستفتاء حجج واهية متسائلاً « اذن متى يمكن ان تكون الارضية مناسبة، على الذين يعارضون اجراء الاستفتاء ان يقولوا لنا صراحة متى هو الوقت المناسب لاجراء الاستفتاء»، لذا فان هذه الاعتراضات حجج سياسية ليس الا.
وتابع «ان اية دولة لحد الان سوى الجمهورية الاسلامية لم تقل صراحة بانها بالضد من مبدأ الاستفتاء، حتى الولايات المتحدة التي لدينا تماس مباشر معها، هورامي طالب الولايات المتحدة اذا ما كانت معترضة بأن تصدر بياناً للكرد تطالب فيه الاقليم بعدم اجراء الاستفتاء وتأجيله الى وقت يحددونه لاحقا، مؤكدا ان الكرد في الاقليم لن يسلموا مصيرهم لابيد ايران ولا الولايات المتحدة.
وتابع اذا لم نجر الاستفتاء ما هو البديل عن الوضع الراهن وعدم اجراء الاستفتاء هل هو بقاء الوضع على ما هو عليه مع العراق، لاننا لايمكن ان نبقى على هذا الوضع مع بغداد، لاننا نعتقد بان المبادئ التي بنيت عليها العملية السياسية في العراق انتهت ولايمكن لنا ان نبقى مع العراق مجددا.
واشار الى ان الاستفتاء يهدف الى تحقيق الاستقلال واذا لم يكن لذلك الهدف فان الحزب الديمقراطي غير مستعد لدعمه، وهو ليس للضغط على بغداد او لتحقيق كسب سياسي، وتابع ان اجراء الاستفتاء في 25 من ايلول لا يعني اعلان الدولة في اليوم التالي، وانما الاقليم سيدخل في عملية تفاوضية طويلة مع بغداد لبناء الدولة ويبدأ مفاوضات جدية معها لتأسيس دولته المستقلة ولن يقبل بان يتم التفاوض على عودة الاقليم الى العراق مجددا.
واضاف ان هذه العملية ستتم، وان رفضتها من قبل حركة التغيير او الجماعة الاسلامية او اي حزب آخر لن يجدي نفعاً، وان الحزب الديمقراطي الكردستاني يضع اجراء الاستفتاء فوق اية اعتبارات اخرى في هذه المرحلة، بما في ذلك اعادة تفعيل البرلمان.
موضحا ان حزبه رفع جميع الخطوط الحمر تجاه اعادة تفعيل البرلمان، بما في ذلك عودة رئيس البرلمان يوسف محمد لترؤس جلسات البرلمان، شريطة ان يخصص جلساته لانجاح مسألة الاستفتاء وعدم الاعتراض على ولاية رئيس الاقليم، مؤكدا ان حزبه لا يفرض شروط مسبقة و لا يقبل بأملاء الشروط عليه من اية جهة سياسية.
واضاف هورامي ان حزبه بحاجة الى اجراء لقاء مباشر وحوار مع حركة التغيير، واجرى لذلك اتصالا معها وهو بانتظار رد حركة التغيير، لانهاء القطيعة السياسية بين الجانبين واحتواء الخلافات، بهدف اعادة تفعيل البرلمان ليصدر قانونا لاجراء الاستفتاء والاعتراف بشرعية رئيس الاقليم المنتهية ولايته في 19 من اب عام 2015.
وعلى صعيد ذي صلة اكد هورامي ان حزبه لم يكن موافقا على زيارة وفد من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الى ايران في الوقت الراهن، قائلاً كان عليه ان ينتظر تشكيل اللجان الفرعية للاستفتاء كي تذهب لزيارة دول الجوار، موضحاً ان وفد الاتحاد الوطني الذي يزور ايران اكد لهم قبيل توجهه الى طهران انه لن يساوم على مسألة الاستفتاء، وطالب هورامي ايران باعادة النظر في التصور الذي تعتمده تجاه اقليم كردستان،وان تقوم بفتح حوار جدي مع الاقليم لبحث جميع القضايا المشتركة.
الى ذلك ابلغت ايران رسميا المسؤولين الحكوميين والحزبيين في الاقليم، بان اصرارهم على اجراء الاستفتاء سيدفع بهم لاتخاذ ردود فعل عملية مضادة لحكومة الاقليم، وذلك في اطار المساعي الدبلوماسية التي بدأتها الجمهورية الاسلامية بعد ان اعلنت رسميا رفضها اجراء الاستفتاء.
وقال عضو الهيئة القيادية في الاتحاد الوطني فريد اسسرد في تصريح لصحيفة اوينة، ان المسؤولين الايرانيين بدأوا بالمرحلة الثانية من ابداء اعتراضاتهم على مسالة الاستفتاء، والتي تتمثل باعلان اعتراضهم ووقوفهم بالضد من اجراء الاستفتاء ، قائلاَ «ان ايران لن تقبل باي شكل من الاشكال اجراء الاستفتاء في كردستان».
بدوره اکد أمین المجلس الأعلی للأمن القومی الايراني علی شمخانی، أن متابعة ملف إجراء الإستفتاء بهدف الإنفصال وإیجاد الإنقسام بین صفوف الشعب العراقی، بسبب التهمیش وعدم تلبیة حاجاتهم الحقیقیة لاتتسق مع حکمة وسیاسة المسؤولین العراقیین.
وتابع شمخانی خلال استقباله وفد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يزور طهران برئاسة نائب الامين العام كوسرت رسول علي، بأن تحریر الموصل والانتصار علی داعش یبشر بمستقبل أفضل للشعب العراقی الموحد والتغلب علی الفتن الخارجیة التي تريد إیجاد الإنقسام فی البلاد.
وأضاف بأن العراق الآمن والمستقر والموحد من شأنه أن یوفر الأمن الدائم والإستقرار والتقدم، لافتا إلی ان ملف إجراء الإستفتاء فی اقلیم کردستان العراق، یمکن أن یکون جذابا فی البدایة، لکن فی الحقیقة سوف يتسبب بعزل العراق وممارسة الضغوط علی الاکراد فی البلاد، اضافة الى انه سوف يضعف کردستان وفی نهایة المطاف سيسهم بإضعاف العراق برمته.
وقال شمخاني بأن متابعة ملف إجراء الإستفتاء بهدف الإنفصال وإیجاد الإنقسام بین صفوف الشعب العراقی بسبب التهمیش وعدم تلبیة حاجاتهم الحقیقیة لاتتسق مع حکمة وسیاسة المسؤولین العراقیین.
وأضاف بأن بعض الدول الإقلیمیة والخارجیة یرید إضعاف العراق والدول الکبیرة فی منطقة غرب آسیا، ویجب أن لا نسمح بتنفیذ هذه المخططات الإستعماریة تجاه الشرق الاوسط ومصالح العالم الإسلامی.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة