عدت ..غانماً مكرّماً

رسخ انتصار العراقيين على الارهاب وتحرير مدنهم من الاحتلال الداعشي صورالايمان بوحدتهم على اختلاف توجهاتهم وجسدت معركة تحرير الموصل قدرة العراقيين على استعادة قواهم ومواجهة ظروف التشرذم والانقسام واستذكار الصفحات المضيئة في مسيرتهم كامة ودولة على مدى التاريخ الطويل ..ويمكننا القول اليوم ان عناوين هذا التوحد وهذه القوة موجودة ومتعمقة داخل نفوس اولئك الذين جادوا بارواحهم واكرمونا بالاستشهاد والتضحية وقدموا اجسادهم قرباناً للتحرير وضحوا باغلى مايملكون في سبيل ان يعود وطنهم سالماً وغانماً مكرماً بالنصر ومتوجاً باكاليل الغار ولربما سيدرك العالم اجمع اجلا ام عاجلا اسرارا هذه القوة الحقيقة للعراقيين حينما يدون التاريخ الاحداث والوقائع التي رافقت عمليات تحرير اجزاء واسعة من اراضي العراق وقد منحتنا هذه الاحداث دروسا وعبرا واستخلصنا منها نتائج في مقدمتها الايمان بالله مهما كانت الهزيمة ومهما كان الضعف فهو القادر على توفير الظروف وتهيئة الاسباب التي تعيد للمهزوم وللضعيف انتصاره وقوته ومن بعدها امتلاك الارادة فمالم تمتلك الارادة على تغيير المسارات ومالم تمتلك الارادة بالشروع على اعادة الامور الى نصابها لن تستطيع فعل أي شيء وستبقى تدور داخل حفر الفشل ولابد للعراقيين ان يشكروا الله اولا على الهداية والتسديد والانصات الى كلمات اب روحي في ايام عصيبة ومن ثم الاستجابة لها بالتأييد العارم ولم يخيب السيستاني الظنون حينما توجهت اليه الانظار وانتظرت ماسيخرج من البيت القديم في النجف وحرص على تذكير العراقيين باسرار القوة التي بحوزتهم وعدم الالتفات لما يقوله الاعداء والحاقدون ومايتوقعونه ومايتمنوه ومايطلقونه من رسائل اليأس والاحباط وايقن هذا الاب الروحي بان هذا الشعب هو الاولى والاقدر على رد كيد المتآمرين وتحطيم احلام الطامعين وهنا نقف اجلالا واحتراما لفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الاعلى علي السيستاني وضمنها بما يبث الحياة ويستحضر القيم وبما يستنهض الهمم من دون ان يتوجه الى الجيران او الاصدقاء او الاعداء بأي مطلب بل توجه الى قلوب العراقيين وعقولهم وخاطبهم وذكرهم بان هذه المهمة مهمتهم وان هذه القضية قضيتهم ولابد من تقديم التضحيات في سبيل ان يعود لهم وطنهم سالماً غانماً مكرماً وهاهي الايام تثبت صواب المنهج وصدق الحديث .رحم الله الشهداء من ابنائنا الذين جادوا بدمائهم واسترخصوا ارواحهم من اجل كرامة وطنهم وتحية لتلك المنازل التي خرجوا منها ملبين النداء وتحية لاولئك الاهل والعيال الذين فارقوهم.
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة