«التغيير» والجماعة الإسلامية يطالبان بتأجيل الاستفتاء إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية

بارزاني يقول من بروكسل إنه يأمل بتليين الموقف الأوروبي
السليمانية ـ عباس كاريزي:

يستشهد السياسي والشخصية الكردية المعروفة بهاء الدين نوري بتقرير نشرته منظمة ستراتفور الاميركية للدراسات والبحوث لكي يوضح الاسباب الحقيقية التي تقف وراء تبني المسؤولين في الاقليم مسألة الاستفتاء في هذا التوقيت بالذات.
ويضيف نوري في مقال نشره بعنوان (هل الوقت مناسب الان لطرح مسألة الاستفتاء) تابعته الصباح الجديد، ان الهدف الحقيقي لطرح مسألة الاستفتاء من قبل الجهات الحاكمة في كردستان يأتي للتغطية على المشكلات الحقيقية التي تواجه الاقليم عقب 26 عاماً من حكم الكرد لانفسهم.
ويقول نوري ان رجال السلطة ربطوا مسألة الاستفتاء بقضية الولاء للوطن والاخلاص للشعب، ووضعوا انفسهم حكاماً يعدون من لا يوافقهم الرأي خائنا للكرد يغمضون اعينهم عن تأريخ 26 عاماً الماضية لهم في الحكم وتفاقم العديد من الملفات وفي مقدمتها الحرب والاقتتال الداخلي، وتنامي حالات الفساد وانعدام الشفافية في ملف النفط، وقطع رواتب الموظفين وانهيار الوضع الاقتصادي وتدهور اوضاع السوق، والادهى من كل ذلك هو فرض نوع وشكل آخر من الدكتاتورية على المواطنين وخصوصا في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي.
ويتابع بهاء الدين نوري بالقول « اذا كان لدينا رئيس حقيقي لما كان سيقبل ان يجثم على صدور الشعب لمدة 26 عاماً ، وكان سيفسح المجال امام برلمان كردستان ليتولى الاشراف على امور الاستفتاء الذي يراد له ان ينفذ بقرار من رئيس غير شرعي.
وبينما اكد نوري ان الوقت المناسب لاجراء الاستفتاء يكمن عندما يكون البيت الكردي موحدا يسوده الوئام والتفاهم، وليس كما هو الان يعاني اكثر من اي وقت مضى من التشتت والصراعات والتحارب، مبيناً ان زعماء الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي يعون ذلك جيدا الا انهم يأملون ان يتمكنوا عبر طرح مسألة الاستفتاء من تجديد ولايتهم لحكم الاقليم ل 26 عاما مقبلة.
ويقول نوري «سيدي الرئيس عندما لا تعير اهتماما لرفض واعتراضات كل من تركيا وايران والعراق واميركا واوروبا لاجراء الاستفتاء واعلان تلك الدول تمسكها بوحدة اراضي العراق، الا تقول لي بمن تستعين عندما تقوم بتجاوز كل هذه المواقف الدولية، الا تخشى ان تلجأ بعض هذه القوى الدولية الى القوة العسكرية، لانهاء كل ما تحقق من مكتسبات والاجهاز على نضال عشرات السنين لشعبنا، ويتساءل «الا يعد ذلك مخاطرة وكارثة حقيقية تواجه الاقليم». بارزاني الذي يترأس وفد المجلس الاعلى للاستفتاء الذي يزور بلجيكا قال في تصريح ادلى به عقب اجتماع عقده مع الحكومة البلجيكية ان الاجتماع كان جيدا وموقف بروكسل من الاستفتاء ودي.
واضاف مسعود بارزاني بعد اجتماع عقده مع نائب رئيس الوزراء البلجيكي وعدد من الوزراء في بروكسل، امس الثلاثاء إن الاجتماعات كانت جيدة جداً، «لقد أوصلنا رسالة شعب كردستان لأصدقائنا في بلجيكا»، مضيفاً «هنالك تفاهم جيد جداً، نحن نشكرهم وموقفهم ودي جداً».
وفد إقليم كردستان اجتمع كذلك في اطار زيارته الى بروكسل مع نائب رئيس وزراء بلجيكا ووزراء الدفاع والداخلية والهجرة والشؤون الاجتماعية والعديد من المسؤولين الآخرين.
ومن المقرر أن يجتمع الوفد مع رئيس إقليم فلاندرس تليه سلسلة اجتماعات ثنائية مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، ليبدأ بعد ذلك اجتماع رسمي في البرلمان الأوروبي.
ويتألف وفد المجلس الأعلى للاستفتاء الذي يترأسه بارزاني كل من الدكتور نجم الدين كريم ممثلاً عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وهوشيار زيباري ممثلاً عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وممثل الاتحاد الإسلامي محمد هاودياني ومسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، فلاح مصطفى، وممثل المكون التركماني، محمد سعدالدين، وممثلة المكون المسيحي، وحيدة هرمز، وممثل الكرد الإزيديين شيخ شامو.
وكانت حركة التغيير والجماعة الاسلامية والاتحاد الوطني قد رفضوا تسمية ممثلين لهم في اللجنة العليا للاستفتاء، معلنيين ذلك بفقدان هذه اللجنة للشرعية التي يجب ان تأتي وفقا لسياقات القانونية التي تتمثل بمنح الشرعية لاية قضايا مصيرية عبر برلمان كردستان، المعطل بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني منذ عامين.
حركة التغيير والجماعة الاسلامية عقدا امس الثلاثاء اجتماعا مهما بمحافظة السليمانية تداولا خلاله في الاوضاع السياسية ومسألة الاستفتاء، مؤكدين ان لهما ملاحظات جدية على الطرق وآليات والتحضرات المتبعة لاجراء الاستفتاء.
واكد الجانبان في بلاغ صدر عقب الاجتماع تسلمت الصباح الجديد نسخة منه على النقاط التالية:
1. الاستقلال حق طبيعي مشروع لشعب كردستان.
2. يجب ان يكون الاستفتاء خطوة باتجاه اعلان دولة كردستان المستقلة بضمنها المناطق الكردستانية المستقطعة، الا ان لدينا ملاحظات جدية على السبل والطرق والآليات المتبعة لاجراء الاستفتاء.
3. ينبغي اصلاح الاوضاع المعيشية والمعاشية للمواطنين، وان يتم الغاء نظام الادخار الاجباري لرواتب الموظفين بنحو كامل.
4. ينبغي اعادة تفعيل مؤسسات الاقليم وفي مقدمتهم برلمان كردستان من دون اي قيد او شرط، وان يقوموا بمهامهم من دون اية قيود او عوائق.
5. ان يتم اجراء الانتخابات البرلمانية العامة في موعدها المحدد وان يتم تأجيل الاستفتاء الى ما بعد الانتخابات او اجراؤها في وقت واحد مع انتخابات برلمان كردستان.
6. تحقيق المصالحة الداخلية ووحدة الصف الوطنية حول جميع المسائل المصيرية الوطنية، عبر حوار مفتوح بين جميع القوى الاساسية في اقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة