إعلان النصر على داعش يحيل سماء بغداد إلى عرس بهيج

بغداد – أحلام يوسف:
لم تكن حرباً اعتيادية، ولم يكن نصراً اعتيادياً، فالحرب ضد داعش لم تكن حربا بين الخير والشر، او بين عدوين واضحي المعالم والصورة، بل كانت حرب الحب ضد الحقد والبغض، وحرب النور ضد الظلام، وحرب التحضر ضد التخلف والأمية، أي انها حرب أفكار بالدرجة الأولى، لذا فالنصر هنا، له معان كثيرة، ويحمل على كتفيه معاني أكبر، وأسمى، وأجمل من كل معاني النصر المتعارف عليها.
الحرب ضد داعش اسفرت عن ضحايا وشهداء كثر، لكن.. هل هناك نصر في هذا الكون يمكن ان يتم من دون ضحايا، لكن يظل عزاؤنا بأن النصر بحد ذاته هو ثأر لكل هؤلاء، وهو ترجمة لمعنى ان دماءهم وحياتهم لم تهدر وتسفك هدرا. مساء الاحد وبعد اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي إتمام النصر، خرجت الجماهير الى شوارع المدن، وكان لساحة التحرير الحصة الأكبر من المحتفلين الذين رفعوا اعلام العراق عاليا، مهللين، ومتغنين بالوطن، وحب ارضه، وشعبه، وهناك من رفع صورة أخيه الشهيد واختلطت دموع فرحه بدموع حزنه، ليعلن ان الجيش العراقي بجميع صنوفه قد اخذ بثأره، وليقول لروحه ان تضحيته كان ثمنها عظيماً.
الكاتب القصصي والصحفي لؤي زهرة قال بالمناسبة: عندما احتفل بالنصر على داعش فإنني احتفل بالسلام، ذلك السلام الذي غاب عن وطني لعقود طويلة، فقد عشنا جُلَٓ اعمارنا ما بين حروب، وحصار، ومفخخات حصدت الارواح البريئة، والأنفس الزكية، لا اعتقد ان هناك ثمة انساناً سوياً يعشق الحرب، فهي لا تنجب الا الدمار، والويلات تبقى آثارها على الشعوب. وتابع زهرة: يخطئ من قال بأن داعش مجرد جرذان وجبناء، ومن يقل ذلك فهو يقلل من بسالة جيشنا وشعبنا بقصد او من دون قصد، فلقد واجهنا أعتى قوة على وجه الأرض، وانتصرنا عليها، وهذا يعكس حقيقة قوتنا، وعندما نرمي خلافاتنا، ونصبح قادرين على مواجهة تلك القوة الغاشمة، والتي اصبحت الان مجرد اسطورة، فهي لم تستطع الصمود امام عظمة شعب وادي الرافدين. سنحتفل بالنصر، فقد دفعنا ثمنا غاليا لتحقيقه، وسنترحم لشهدائنا الذين بذلوا ارواحهم الطاهرة من اجل القضاء على دولة الخرافة، واستعادة جزء مهم كان قد سلب منا على حين غفلة من الزمن. ما اتمناه بعد تحقيق النصر المؤزر بأذن الله، ان نغادر لغة الحرب والترويج لها، ونزرع بذرة امل في دروب العراقيين، لننعم بسلام ونبني وطننا.
اما القاص محمد عواد فقال: بالنسبة الي انا متفائل بالوضع في مدينة الموصل، لان أهل الموصل مروا بتجربة مريرة بعد احتلال داعش للمدينة، وحسب اعتقادي فان أهل الموصل يثقون بالعبادي اليوم أكثر من سياسيهم، وخاصة اصحاب المنصات، اما مستقبل العراق، فإذا لم تشخص المرجعية إسماء الفاسدين، ولن يتم حل الحشد الشعبي بعد التحرير، فان العراق مقبل على المجهول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة