بارزاني يتوجه برفقة لجنة الاشراف على الاستفتاء الى بروكسل
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بدأت اللجنة العليا التحضيرية للاستفتاء على استقلال اقليم كردستان التي يترأسها مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، جولتها بزيارة عاصمة الاتحاد الاوروبي بلجيكا للقاء القادة الاوروبيين وتقديم التوضيحات المطلوبة بخصوص مسألة الاستفتاء والنتائج التي يمكن ان تتمخض عنه.
بارزاني الذي ترأس وفد لجنة الاشراف على الاستفتاء التي وصلت الى بروكسل امس الاثنين يحدوه الامل بان يتمكن من التأثير على موقف دول الاتحاد الاوروبي مستغلا علاقاته الشخصية بقادة بعض الدول الاوروبية، لتغيير موقفها الرافض لاجراء الاستفتاء، بيان لرئاسة اقليم كردستان ذكر ان رئيس الاقليم مسعود بارزاني توجه برفقة وفد المجلس الاعلى للاستفتاء الى بروكسل لزيارة البرلمان الاوروبي ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي كما سيلتقي مجموعة من المسؤولين في بلجيكا.
وبينما قاطعت احزاب الاتحاد الوطني وحركة التغيير والجماعة الاسلامية المشاركة او تسمي ممثل لها في المجلس الاعلى للاستفتاء الذي شكله بارزاني في السابع من حزيران المنصرم، كشف مصدر سياسي مطلع رفض الكشف عن اسمه في تصريح للصباح الجديد عن سعي محموم يقوم به الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني لثني الاتحاد الوطني وحركة التغيير والجماعة الاسلامية بكل السبل والوسائل عن موقفهم الرافض لاجراء الاستفتاء من دون تطبيع الاوضاع السياسية المتشنجة في كردستان على خلفية ازمة رئاسة الاقليم.
وقال المصدر ان الديمقراطي دعا رسميا من حركة التغيير لعقد اجتماع مشترك معلناً استعداده لاعادة تفعيل برلمان كردستان بهيئة رئاسته الحالية التي كان يدعو سابقا الى تغييرها، عقب اصرار رئيس البرلمان يوسف محمد على تعديل قانون رئاسة الاقليم ومنع تمديد مدة ولاية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لولاية رابعة.
واوضح المصدر ان الديمقراطي الذي عطل برلمان كردستاني بقرار من مكتبه السياسي قبل الان بعودة عمل برلمان كردستان برئاسته الحالية التي يشغلها يوسف محمد وهو عن حركة التغيير ورفع جميع القيود والشروط التي كان يضعها لذلك.
وقال ان الحزب الديمقراطي دعا قيادة في حركة التغيير الى عقد اجتماع مشترك لمناقشة آلية تفعيل البرلمان، مبيناً ان حركة التغيير لم ترد لحد الان على مطالبة الديمقراطي لها بعقد اجتماع مشترك، لبحث السبل الكفيلة بعودة جلسات البرلمان المعطل منذ قربة عامين جراء مناقشة نظام الحكم وتعديل قانون رئاسة الاقليم.
الى ذلك جدد سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي رفض الحكومة العراقية لاستقلال إقليم كردستان، متسائلاً: «لو لم يكن الهدف من الاستفتاء هو الانفصال فما الداعي لإجرائه؟».
وقال الحديثي في معرض استضافته في برنامج «حدث اليوم» على شاشة تلفزيون رووداو القريب من الحزب الديمقراطي ، إن «الدستور الذي كتب من قبل جميع الأطراف ومنها التحالف الكردستاني ضامن لوحدة البلاد بأنها دولة اتحادية ولا يتضمن حق أي مكون في الانفصال»، مضيفاً أن «الدستور يشكل مرجعية يستند إليها ويجب احترام ما صوت عليه العراقيون وهو ينظم مسارات العمل السياسي في العراق وأعطى صلاحيات واسعة للإقاليم».
ورحب الحديثي بأي وفد يأتي إلى بغداد مؤكدا حرص الحكومة الاتحادية على الحوار كوسيلة مثلى لحل الخلافات والإبتعاد عن المواقف أحادية الجانب، بهدف الوصول إلى نقاط مشتركة بين الجانبين.
وأوضح بان هذا ما تم الاتفاق عليه حينما زار وفد برئاسة البارزاني بغداد وزار العبادي بعد ذلك الإقليم، وتم التأكيد على وجود ضرورة ملحة لاستمرار الحوار وإجراء مشاورات موسعة والتزاور، لأنه لا يمكن حل المشكلات وكل طرف يجلس في مكانه بعيداً عن الآخر ولا بد من اللقاء وهذا ما نسعى إليه، ونحن لدينا إرادة جدية للوصول إلى حلول بما يستند إلى الدستور ويحفظ مبدأ التوافق الوطني».
وحول أجندة زيارة وفد إقليم كردستان إلى بغداد، قال الحديثي إنها «تبحث في كل المشكلات القائمة ومنها المناطق المتنازع عليها والثروات النفطية وآلية استثمارها من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والصلاحية المعطاة لكل طرف وميزانية البيشمركة ومسائل تتعلق بالمعابر الحدودية وآليات التعاون بهذا الصدد».
وحول موقف الحكومة العراقية من إجراء الاستفتاء قال «أن الانفصال يتعارض مع الدستور وأن أي قرار انفرادي مرفوض بالنسبة لنا، متسائلاً «لو لم يكن الاستفتاء للانفصال فما هو الداعي لإجرائه».
وتابع «لسنا مصرين على منع اجراء الاستفتاء لكننا رافضون له»، مشدداً على أن الحكومة الاتحادية تسعى لحل المشكلات عبر الحوار للوصول إلى حلول توافقية تحقق مصلحة الجميع.