لكي لا يتكرر ما حصل لكرار

كرار نوشي .. فنان تحدى الظروف القاسية التي تعيشها عائلته في افقر حي من أحياء بغداد ليختار الطريق الصعب ..طريق المحبة والحياة، طريق الفن.
حين رأيت صورته تذكرت الفنان حسين فهمي حين قال في لقاء معه، إن أحد المخرجين رآه في نادي وأعجبه شكله، أشقر وعيونه ملونة، فعرض عليه دور لأحد الأفلام، وهكذا دخل حسين فهمي عالم السينما والتلفزيون، من دون دراسة ولا خبرة! فماذا لو حظي شاب أكثر وسامة وأجمل من حسين فهمي، وبالوقت نفسه فنان درس التمثيل والاخراج وأبدع وهو في عمر الزهور!
ففكرت أن الفن والتلفزيون والادب والثقافة والكهرباء و.. كلها مغبونة بل وتتهاوى بسبب غباء وجشع المسؤولين لدينا! ولم يكد غضبي يهدأ حتى فجعت بخبر قتل الشاب الفنان كرار نوشي. وبتلك الطريقة البشعة البعيدة عن البشر والحيوان. (لماذا؟) لم تهد صرختي غير جدران القهر التي سورتني.
سؤالي اعادني لعقود مظلمة زرع فيها الحقد وكره كل ما هو جميل، عن طريق التحكم بأذواق الناس من الملبس وقصة الشعر الى التفكير. حقبة زرعت بذور الشر في النفوس الوسخة والغاية لتركيع وتدجين الناس! ليصبحوا كما يريد السلطان ويهوى الشيطان. فماذا نحصد؟ وتلك النفوس تتوارث ما هو قبيح ومشوه، يؤذيها النور وتزكمها روائح الزهور فتدوس على كل ما هو جميل.
«لم أحقد على من قالوا عني كلام قبيح وبائس فأنا مسامحهم»، كلام كبير ينطقه شاب صغير مترع بالمحبة والطيبة، ونفس كبيرة ارعبت نفوسهم الضئيلة، لا يدري ان تلك الكائنات لا تقدر الطيبة والتسامح ولا تحترم غير من يسحقها ويدوس عليها بعقب الأحذية، فقد تربوا ليكونوا قطيعا يساق بالعصا.
فكيف يستوعبون الحرية، لا شرطة ولا قانون ولا دولة تحترم سلامة وامان ابناءها! فصاروا مثل الكلاب الضالة والجائعة والمتعطشة لكل قذارات العالم (مع الاعتذار للكلاب بكل انواعها). فنثروا اوساخهم ومن يرفض وساختهم، يتربصون به ليمارسوا جبنهم وحقدهم، وبتلك الطريقة البشعة التي تشبههم.
فالدولة مطالبة بقلع الشجرة الموبوءة تلك من الجذور، واعادة الاعتبار لكرار وأهله ومعاقبة المجرمين واعدامهم فورا لإعادة الاعتبار للمواطن العراقي ليشعر بالأمان، ومحاسبة المسؤولين على تقصيرهم الفادح، وإطلاق اسم كرار على أحد شوارع الحي الذي يسكنه ليكون صفعة بوجه اعداء الحياة.

ابتسام يوسف طاهر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. avatar
    موفق
    يوليو 9, 2017 في 7:23 م

    لو بقي الوضع على ما هو عليه. ولم يحاسب المخطيء والمسيء. ويحاكم علنياً، ويتم إدانته علنياً. فسيظل المجرمين يعيدون كرّتهم وقتلهم لكل ما هو جميل في العراق… على قلته!