لجنة الاشراف تعقد اول اجتماع لها مع بارزاني السبت المقبل
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تعقد اللجنة العليا للاستفتاء اول اجتماع لها مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني السبت المقبل، التي تقرر تشكيلها من ممثلين عن جميع الاطراف الكردستانية، في اجتماع السابع من شهر حزيران المنصرم وسط مقاطعة من حركة التغيير والجماعة الاسلامية، اللذين رفضا المشاركة معتبرين قرار اجراء الاستفتاء غير قانوني ما لم يتم التصويت عليه في برلمان كردستان.
وقال ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني في اللجنة العليا للاستفتاء ابو كاروان لشبكة روداو ان اللجنة ستجتمع السبت 8-7-2017 مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني بهدف البدء باتخاذ التحضيرات المطلوبة لاجراء الاستفتاء وتشكيل اللجان وتوزيع المهام عليها.
في غضون ذلك علمت الصباح الجديد من مصادر مطلعة عن اتفاق الاتحاد الوطني الكردستاني مع حركة التغيير خلال اجتماع المجلس القيادي المشترك بينهما الذي عقد في 23 من حزيران المنصرم، على ان لا يسمي الحزبان ممثلين عنهما في اللجنة العليا للاستفتاء، مالم يسبق ذلك اعادة تفعيل برلمان كردستان من دون شروط مسبقة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني.
عضو برلمان كردستان القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني فرحان جوهر وبينما اكد في حديث للصباح الجديد عدم وجود نية لدى الحزب الديمقراطي لتأجيل موعد اجراء الاستفتاء، اشار الى انه في حال رفضت حركة التغيير المبادرات التي قدمها الديمقراطي لاعادة تقعيل البرلمان، فان الاجراءات ماضية لاجراء الاستفتاء من دون الحاجة الى اصدار قانون له من قبل برلمان كردستان.
وقال جوهر ان الولايات المتحدة لم ترفض مسألة اجراء الاستفتاء وانما كان لها ملاحظات على موعد اجرائه، معلنا زيارة وفد رفيع المستوى من الاقليم الى اميركا ودول الجوار لتبديد الشكوك حول موعد ونتائج الاستفتاء.
واكد جوهر ان وفدا من حكومة الاقليم سيزور بغداد قريبا لبحث مسألة الاستفتاء كي يبدد الشكوك ويوضح الصورة ويصل الى صيغ للتفاهم مع الحكومة الاتحادية، فضلاً عن التأكيد على ان الاقليم لن يمثل خطرا على العراق لا الان والا مستقبلاً.
وتابع ان العراق بعدم تجاوبه مع حقوق الاقليم في جميع الجوانب دفع بالاقليم الى اللجوء الى هذا الخيار، متوقعا ان لايكون موقف دول الجوار كموقف ايران لانه حليف رئيسي للحكومة في العراق، الذي عده بالمتشدد من مسألة الاستفتاء، المزمع اجراؤه في الاقليم في 25من ايلول المقبل.
وانتقد جوهر موقف الاطراف السياسية الكردستانية المعارضة لاجراء الاستفتاء وفقا للسبل التي اعلن عنها الحزب الديمقراطي، مشيرا الى ان تلك الاطراف تنظر الى العملية من رؤية حزبية ضيقة، لانها تعتقد بان نجاح الاستفتاء سيعطي دفعة قوية ويعد مكسبا وانتصارا لسياسة الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني.
واضاف ان الجنة العليا للاستفتاء ستجتمع في اقرب فرصة مع رئيس الاقليم للبدء باتخاذ الخطوات المطلوبة لاجراء الاستفتاء، حتى ان لم يتم تفعيل برلمان الاقليم الذي قدم الحزب الديمقراطي العديد من المبادرات لاعادة تفعيله، قوبلت اغلبها بالرفض من قبل حركة التغيير، مؤكدا ان رئيس الاقليم له الحق وفقا للقانون بتوجيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الاقليم لاجراء الاستفتاء في موعده المحدد، من دون الحاجة لقانون من برلمان كردستان، الذي عطل بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي في 12من تشرين الاول من العام 2015، على خلفية ازمة قانون رئاسة الاقليم الذي تسبب بتأزم العلاقة بين الديمقراطي وحركة التغيير.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد تجاوب مع مبادرة تبناها الاتحاد الوطني لاحتواء الازمة السياسية في الاقليم وانهاء التوتر والتصعيد بين طرفي الصراع الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، تضمنت اعادة تفعيل برلمان كردستان وهو من حصة حركة التغيير، وبقاء رئيسه الحالي يوسف محمد برغم اعتراضات الديمقراطي عليه، لحين انتهاء الدورة التشريعية الحالية في 6-11- 2017 ، شريطة ان يخصص البرلمان ما تبقى من دورته الحالية لمناقشة واصدار قانون لاجراء الاستفتاء، وان يلغي من جدول اعماله اية مقترحات تقدم لمناقشة قانون رئاسة الاقليم مثار الجدل، عقب انتهاء المدة القانونية لولاية رئيس الاقليم الحالي مسعود بارزاني في 19 من اب عام 2015 وبقائه لحد الان في السلطة.
بدوره يقول احدث تقرير لمركز سترانفور القريب من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) تابعته الصباح الجديد، تناول عن الوضع في العراق للثلث الثالث من العام الحالي، ان نجاح الاستفتاء المزمع اجراؤه في كردستان سيكون حدثا تاريخيا مهما بالنسبة للاقليم وللكرد في دول الجوار كي يحذو حذو نظرائهم في العراق، ويتابع تقرير المؤسسة الا ان بارزاني لا يريد عبر اجراء الاستفتاء تحقيق الاستقلال لشعبه، وانما ينوي اسكات الاصوات التي تتحدث عن بقائه بشكل غير قانون في منصب رئيس الاقليم برغم انتهاء مدة ولايته.
من جانبه دعا الباحث الإسرائيلي الدكتور موردخاي كيدار العالم الى دعم انشاء دولة كردية، مبيناً انه فقط القوة الكردية والقوة العسكرية الكردية والدولة الكردية يمكن تكون الضمان للشعب الكردي ليعيش حياة طبيعية، «هذا أولا وقبل كل شيء موقف أخلاقي».
وتابع ان الكرد ليسوا مهاجرين، و ليسوا غزاة ولن يذهبوا إلى أي مكان آخر، لذا «يجب على الغرب وخاصة إسرائيل أن تتخذ موقفا أخلاقيا وهو أيضا موقف واقعي وعليها ان تدعم بالقول والفعل الحقوق المشروعة للأكراد في الاستقلال الكامل ودولة مثل جميع شعوب العالم الأخرى».
وكان رئيس الاقليم مسعود بارزاني قد جدد مطالبته العرب الى احترام حق شعب كردستان في الاستفتاء، وتحقيق الاستقلال عبر الحوار والوسائل السلمية.
وتابع بارزاني خلال استقباله قناصل كل من الامارات والسعودية ومصر وفلسطين والكويت والاردن والسودان في منتجع صلاح الدين حسبما افاد بيان لرئاسة اقليم كردستان، ان الاستفتاء حق مشروع وطبيعي لشعب كردستان، يجب على جميع الأطراف احترامه.
مبيناً ان شعب كردستان يمضي نحو الاستقلال وضمان حقوقه عبر الحوار والوسائل السلمية، وهذا هو السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار المشكلات والصراعات الدموية.
يشار الى ان تبني بعض الاطراف الكردستانية وطرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن قد ادى الى تعميق حالة الانقسام السياسي والتوتر الذي يشهده الاقليم، اساساً نتيجة للصراعات السياسية والازمات الاقتصادية التي تعصف به منذ اكثر من عامين، والتي ادت الى تعطل العملية السياسية وشل برلمان كردستان، وتوقف عجلة الحياة والخدمات في كثير من مفاصل ومؤسسات الاقليم، ما خلف تبعات خطيرة على المجتمع وادى الى تردي الواقع المعيشي للمواطنين.