أميركا تربط استمرار دعم البيشمركة ببقاء الإقليم ضمن عراق موحد

إقليم كردستان يواجه عقوبات مسبقة على خلفية إصراره على إجراء الاستفتاء
السليمانية – عباس كاريزي:
بدأت التداعيات السلبية لقرار رئيس اقليم كردستان باجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم في ايلول المقبل تلقي بظلالها السلبية على الاقليم، ففي حين استهلت ايران عقوباتها بقطع المياه التي كانت تصب في نهر الزاب الصغير شمال شرقي محافظة السليمانية، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان استمرار دعم قوات الببيشمركة مرهون ببقاء الاقليم ضمن العراق الموحد.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين اربيل وبغداد على خلفية مسألة الاستفتاء، سيؤدي الى ايقاف المساعدات العسكرية والمالية الاميركية التي تقدم لقوات البيشمركة.
وذكر موقع المونيتور الاميركي في تقرير ان مشروعاً قدم للكونكرس الاميركي يدعو الى قطع المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الادارة الاميركية لقوات البيشمركة، مضيفاً ان المشروع سيتم مناقشته الاسبوع الجاري يتضمن الربط بين استمرار المساعدات الاميركية ببقاء الاقليم ضمن عراق موحد.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قال في مقال نشرته صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأميركية، ان الوقت قد حان لكي يعلن الكرد عن قرارهم النهائي بشأن إجراء الإستفتاء، داعيا في الوقت نفسه كل من “واشنطن والمجتمع الدولي الى ان يحترموا قرار الشعب الكردي”.
واضاف بارزاني في مقال بعنوان ” آن الآوان لكي تقرر كردستان استقلالها” ان كردستان مستقلة ديمقراطية ومستقرة ستكون أفضل شريك لدول الجوار، وقال ان سكان الاقليم سيقررون في الـ 25 من سبتمبر/ايلول المقبل في استفتاء ملزم ،إن كانوا سيبقون مع العراق ام سيعلنون الاستقلال، مؤكداً ان استقلال كردستان امر لابد منه وسيحصل ، داعيا في الوقت نفسه واشنطن والأسرة الدولية إلى احترام ما يريده الكرد منذ عقود.
وتابع بارزاني إن الاستفتاء سيبت في نزاع تاريخي مع الدولة العراقية ” مشيراً الى ان ” الهدف من التصويت هو معالجة مشكلة قديمة بعمر الدولة العراقية ، كما ان بغداد ومنذ سنوات تخرق حقوق الكرد وتنظر إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، لافتا إلى أن ” استقلال كردستان سيجعل المنطقة أكثر استقرارًا و سيعزز العلاقات بنحو اكبر بين الكرد والعرب في العراق.
ايران التي كانت على مر عقود سنداً للقضية الكردية في العراق وكان لها دور بارز في الدفاع عن محافظات الاقليم، خلال الهجوم الذي شنه عناصر تنظيم داعش الارهابي على مدن الاقليم بعد احتلال محافظة الموصل وصلاح الدين عام 2014 ، اعلنت صراحة معارضتها لاجراء الاستفتاء وتمسكها بوحدة وسلامة اراضي العراق، قامت بقطع مياه نهر الزاب الصغير الذي يدخل اراضي الاقليم عبر محافظة اربيل مروراً بمحافظة السليمانية ما ادى الى تجفيف مياه النهر بنحو شبه كامل وانعكس سلباً على الواقع الزراعي ومياه السقي والشرب في المناطق التي يمر بها النهر.
وزير الزراعة في حكومة اقليم كردستاني عبد الستار مجيد وهو عن الجماعة الاسلامية، وبينما اشار الى الاثار والتبعات الخطيرة لقطع مياه النهر على المزارعين والمواطنين ومياه الشرب لمحافظة السليمانية، اكد ان تأثيرات ذلك ستصل الى المواطنين في وسط وجنوب البلاد.
وتابع مجيد في تصريح تابعته الصباح الجديد ان استمرار قطع مياه نهر الزاب الصغير عن مدن الاقليم سيؤدي بالاقليم الى تخفيض اطلاقات المياه عن وسط وجنوب البلاد.
وقال ان مياه الزاب الصغير التي تصب في نهر دوكان بمحافظة السليمانية لا تقتصر فوائده على محافظات الاقليم وانما تمتد لتصل الى محافظات وسط العراق، لذا فان قطع المياه لا يضر بالاقليم فقط وانما سيضر بجميع مدن العراق.
واوضح مجيد ان ايران تعمل منذ اكثر من عشرة سنوات على بناء سد مائي لتوليد الطاقة الكهربائية في مدينة سردشت، الا انها تستعمل هذا المشروع كورقة ضغط ضد الاستفتاء الذي يعتزم الاقليم اجراءه في 25 من ايلول سبتمبر المقبل.
وعدّ وزير الزراعة والموارد المائية في حكومة الاقليم الحكومة الاتحادية مقصرة تجاه هذه القضية، مطالبا بأن يكون للحكومة الاتحادية موقفاً واضحاً تجاه قطع مياه نهر الزاب من قبل ايران.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة