على خلفية سلسلة من الهجمات الجهادية في أوروبا
بروكسل ـ أ ب ف:
أعلنت السلطات البلجيكية امس الاربعاء انها تعرفت على هوية منفذ «الهجوم الارهابي» في بروكسل الذي قتله جنود امس الاول الثلاثاء بعدما تسبب في انفجار في محطة قطارات في العاصمة.
وعقد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال واعضاء في الحكومة امس الاربعاء اجتماعا لمجلس الامن القومي بحضور ممثلين عن أجهزة الامن في البلاد.
وأعلن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون امس الاربعاء انه تم التعرف على هوية الرجل الذي قتل امس الاول الثلاثاء لكن من دون كشفها، على ان تعطي النيابة الفدرالية البلجيكية تفاصيل اضافية خلال مؤتمر صحافي .
وقال جامبون لتلفزيون «إر تي بي إف» البلجيكي إن «هوية الإرهابي معروفة، تمكنا من تحديدها» من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وسئل عن فرضية وردت بأن القنبلة التي كان المهاجم يحملها لم تنفجر فعلا، فأجاب «من الواضع أن الانفجار الكبير لم يحصل».
وألمح جامبون إلى عمليات دهم جارية وقال «من الواضح في إطار إجراء تحقيق ومع التعرف الى هوية (المنفذ) ان تكون عمليات الدهم أحدى عناصر أي تحقيق».
ويأتي هذا الانفجار على خلفية سلسلة من الهجمات الجهادية في أوروبا في الاشهر الماضية وخصوصا في بريطانيا التي شهدت في الاونة الاخيرة هجمات في لندن ومانشستر، وكذلك في فرنسا.
واعلن الناطق باسم الشرطة البلجيكية بيتر دي فال مساء الثلاثاء انه حوالى الساعة 20,50 بالتوقيت المحلي (18,50 ت غ) قام عسكريون كانوا في محطة «سنترال» المركزية للقطارات في بروكسل، احدى اكبر المحطات في بلجيكا، «بشل حركة» المشتبه به عبر اطلاق النار.
وبعيد منتصف الليل اعلن المتحدث باسم النيابة العامة الفدرالية البلجيكية اريك فان در سيبت لوكالة فرانس برس ان المهاجم قتل.
وبحسب شاهد عيان فان المهاجم هتف «الله اكبر» قبل ان يفجر عبوته الناسفة.
وتم فتح المحطة امس الاربعاء كما اعلنت السلطات البلجيكية.
واثر الانفجار اخلت قوات الامن محطة القطارات وفرضت حولها طوقا امنيا، مما تسبب «بحالة ذعر حقيقية»، كما اعلن متحدث باسم ادارة سكك الحديد البلجيكية «انفرابيل».
واوضح المتحدث ان «الناس يعبرون فوق سكك الحديد»، مؤكدا ان حركة القطارات نوقفت موقتا.
و»الانفجار الصغير» كما وصفته السلطات وقع على ما يبدو في حقيبة، بحسب شاهد عيان. واظهرت صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي كتلة نار ترتفع بضعة امتار في احد أروقة المحطة. وكان الرواق شبه خال من المارة على ما يبدو.
من ناحيته قال نيكولاس فان هيريفغين الموظف في المحطة للصحافيين «كنت في الخارج. في طابق الميزانين كان احدهم يصرخ. لم اعر الامر اهتماما. ثم هتف الله أكبر، وفجر عربة جر الامتعة».
واضاف «كنت خلف الحائط حين وقع الانفجار. نزلت وأخطرت بقية زملائي لاجلاء الجميع. كان (المشتبه به) لا يزال في المكان ولكن بعدها لم نره».
واوضح الشاهد «لم يكن انفجارا ضخما لكن دويه كان كبيرا. الناس راحوا يركضون مبتعدين».
ووصف فان هيريفغين المشتبه به بأنه ممتلئ البنية وشعره قصير ويرتدي تي شيرت بيضاء اللون وسروال جينز.
شرطيتان بلجيكيتان تقفان متأهبتين خارج محطة قطارات سنترال في بروكسل في 20 حزيران 2017 اثر تفجير ارهابي وقع داخل المحطة
وخففت قوات الامن من شدة الطوق الامني امس الاربعاء الذي كانت فرضته حول المحطة الواقعة في وسط بروكسل وعلى بعد بضع مئات الامتار من «غران بالاس دي بروكسل»، المعلم الشهير في العاصمة البلجيكية.
وأدى الهجوم الى تعليق حركة القطارات في العاصمة كما تم تحويل سير حافلات النقل المشترك خارج وسط المدينة، بينما جعلت السلطات المترو مجانيا تسهيلا لعودة السكان الى منازلهم.
واثر الانفجار «تم اخلاء حوالى مئة شخص» من المحطة، بحسب ما اعلنت اليزا رو المتحدثة باسم شركة سكك الحديد البلجيكية «اس ان سي بي».
واضافت «ما ان سمعنا دوي الانفجار تم فرض طوق امني في المكان. كان هناك اناس يبكون وآخرون يصرخون. لقد اصيبوا بصدمة حتما».
ويأتي هذا الهجوم في سياق هجمات جهادية استهدفت دولا عدة في اوروبا في الاشهر الاخيرة ولا سيما بريطانيا وفرنسا.
وحصل غداة هجوم في باريس حيث حاول اسلامي الاثنين الماضي ان يصدم شاحنة صغيرة للدرك على جادة الشانزيليزيه بالقرب من المكان الذي قتل فيه شرطي بيد جهادي قبل شهرين. وتوفي في الحادث الذي تسبب به.
وشهدت بريطانيا موجة هجمات جهادية مع ثلاث هجمات خلال ثلاثة اشهر تبناها تنظيم الدولة الاسلامية وأوقعت 35 قتيلا.
وكانت بروكسل شهدت في 22 آذار 2016 اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية. ويومها فجر انتحاريون انفسهم في محطة مترو في بروكسل ومطار العاصمة، ما اسفر عن مقتل 32 شخصا.
واظهر التحقيق ان الجهاديين ينتمون الى نفس الخلية التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني 2015 واوقعت 130 قتيلا.