دفع بالمجلس الأعلى لحقوق المرأة لمناشدة الحكومة والمنظمات لمعالجة آثاره الخطيرة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
ناشدت رئيس المجلس الاعلى لشؤون المرأة في حكومة اقليم كردستان بخشان زنكنة مؤسسات حكومة الاقليم والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للعمل بجد لتدارك ظاهرة العنف الذي يمارس ضد المرأة في الاقليم.
واكدت زنكنة في حديث للصباح الجديد ان العنف الذي يبرز ضد المرأة لا يقتصر على الاقليم فقط، وهو مسألة تاريخية تعود الى التمييز بين الرجل والمرأة وحرمانها من حقوقها المشروعة، وتابعت ان الارهاب والعنف الذي تمر به المنطقة والعراق على وجه الخصوص ومجيئ ارهابيي داعش ونزوح مئات الالاف من المواطنين ادى الى تدهور واقع المرأة وتزايد حالات العنف والقهر ضدها بنحو بارز.
وقالت زنكنة بمناسبة اليوم العالمي لاصدار الامم المتحدة قرارا لمناهضة العنف الجنسي ضد المرأة في مناطق النزاعات، ان المرأة في الاقليم وصلت الى مستوى رفيع من الوعي وباتت لا تساوم ولا تتنازل عن حقوقها التي كفلته لها الاعراف والقوانين، ولم تخف زنكنة تأثير الازمة الاقتصادية التي يمر بها الاقليم جراء الخلاف مع بغداد على تنامي حالات العنف ضد المرأة.
وبينما عدت زنكنة الاحصائيات التي تضمنها تقرير اعدته المديرية العام لمناهضة العنف ضد المرأة، خطراً حقيقياً على واقع المرأة، اكدت ان العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على جميع مفاصل وافراد المجتمع.
زنكنة وجهت عبر الصباح الجديد نداء الى جميع المنظمات الدولية ومؤسسات حكومة الاقليم الرسمية وغير الرسمية والمحاكم والمنظمات، لمواجهة الارهاب المتنامي في المنطقة ومعالج تأثيراته وتداعياته السلبية على دور المرأة وحقوقها في المجتمع.
وكانت العديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والامم المتحدة وممثلين عن دول اجنبية قد احيت اول امس الاثنين في اربيل يوم القضاء على العنف الجنسي في اوقات النزاعات، الذي شهد تقديم العديد من النشاطات والفعاليات التي نادت بمنع الارهاب الجنسي ضد المرأة.
هذا وسجل تقرير اصدرته هيئة حقوق الانسان في الاقليم ارتفاعا ملحوظا في حالات العنف ضد المرأة في الاقليم سببه حالات العنف ضد المرأة في السليمانية وصلت الى درجة قصوى من الخطورة.
وقال محمد كومشيني المتحدث الرسمي باسم هيئة حقوق الانسان بالاقليم في تصريح ان الاحصائيات التي تنشر عن نسب الاعتداءات الجنسية ضد المرأة في الاقليم لا تمثل الارقام الحقيقية لحجم الاعتداءات والعنف ضد المرأة في الاقليم.
وتابع كومشيني ان العادات والتقاليد والاعراف القبلية المتبعة في كردستان يمنع نشر الارقام والاحصاءات الحقيقية، ولجوء النسوة الى القضاء للمطالبة بحقوقهن ضد العنف الجنسي الذي يمارس بحق المرأة.
ووفقا لاحدث الاحصاءات والتقارير الذي قدمته المديرية العامة للعنف ضد المرأة في الاقليم، ان الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي شهدت، قتل 10 نساء وانتحار 14 امرأة اخرى، و72 حالة احتراق، 37 حالة حرق نساء لانفسهن.
كما وتضمن التقرير تسجيل 326 تعذيب وتسجيل الف و848 شكوى في المحاكم، فضلا ً عن تسجيل 30 اعتداء جنسياً.
الى ذلك كشفت مديرية مناهضة العنف ضد المرأة عن ارتفاع كبير لحالات العنف ضد المرأة في مدينة السليمانية، حيث سجلت 32 حالة خلال الـ 4 اشهر الماضية من ضمنها القتل و الانتحار و الاعتداء الجنسي اضافة الى 440 شكوى قضائية تخض المرأة.
ونشرت مديرية مناهضة العنف ضد المرأة في مدينة السليمانية، بياناً سجلت فيه ارتفاعاً ملحوظاً في حالات العنف الذي تتعرض له المرأة في المحافظة خلال الشهور الاربعة الماضية مقارنة بالعام المنصرم.
وبحسب البيان فان محافظة السليمانية ما عدا ادارتي رابرين و كرميان، سجلت 27 حالة عنف في الاشهر الاربع الاولى من عام 2016 ، تنوعت بين «قتل ،وانتحار، وحرق و اعتداء جنسي»، اضافة الى تسجيل 170 شكوى بشأن تلك القضايا والمماثلة لها.
وشهدت محافظة السليمانية خلال الشهور الاربعة الاولى من العام الحالي 2017 ارتفاعا ملحوظا مقارنة مع احصائية العام الفائت حيث تم تسجيل 34 حالة عنف و»يعد هذا ارتفاع كبير ودق ناقوس خطر» على حد قول ناشطات في حقوق المرأة.
كما سجل في الاشهر الاربع الاولى من العام الجاري 440 شكوى قضائية تخص قضايا العنف ضد المرأة اي ما يزيد عن العام الفائت بـ270 شكوى.
وقالت هانا شوان ان عوامل هذا الازدياد الخطير لحالات العنف ضد المرأة تعود الى ما تعرض له البلاد من ازمات، وان المرأة هي الضحية الاكبر في اي بلد يشهد الحرب والعنف، وهو ما تجسد خلال الحرب الدائرة ضد داعش وممارساته الاخير من انتهاكات بحق المرأة.
وحملت الناشطة الحكومة مسؤولية ازدياد ظاهرة العنف ضد المرأة، مبنية ان الحكومة وجميع مؤسساتها ذات الشأن بمتابعة قضايا المرأة، لا توفر البيئة المناسبة لوقف حالات العنف او الحد من ازديادها، الذي بات يمثل ظاهرة خطيرة يجب تداركها والعمل على معالجة اسبابها الحقيقة.