توقعات بقتال شرس.. ودعوات للأمن الوطني لتعزيز تدقيقاته بأيمن المدينة
نينوى ـ خدر خلات:
بعدما ضاقت السبل بقيادات وعناصر تنظيم داعش الارهابي اثر خسارتهم للاغلبية المطلقة من احياء مدينة الموصل، باتت الموصل القديمة بمساحتها القليلة وجغرافيتها المعقدة آخر منطقة تتجمع فيها قيادات واطباء وارهابيين اجانب في التنظيم المتطرف، مع توقعات بقتال شرس، ودعوات الى جهاز الامن الوطني لتعزيز اجراءاته وتدقيقاته في الاحياء المحررة بايمن المدينة للقبض على عشرات الدواعش الذين اندسوا مع المدنيين الهاربين من مناطق القتال.
وقال ابو رؤى العبيدي، احد اعضاء فريق مرصد “موصليون” المختص بمتابعة وتحليل اجراءات تنظيم داعش الارهابي في حديث الى “الصباح الجديد” عن اوضاع المدينة القديمة انه “في ليلة بدء الهجوم الاخير لتحرير المدينة القديمة، دعت القوات الامنية عناصر داعش للاستسلام عبر مكبرات الصوت من الجانب الايسر، كما طمأنت المدنيين ووعدتهم بتخليصهم من داعش وتحرير مناطقهم”.
وحول وضع عناصر داعش، افاد بالقول “في المدينة القديمة يتجمع مئات المقاتلين الهاربين من المعارك منذ سبعة اشهر، ما يعني ان معنوياتهم منهارة، ومن المتوقع هرب الكثير منهم مع عائلاتهم بحجة انهم مدنيون، وهو ما حصل في مناطق الزنجيلي والشفاء، واختفوا في احياء الايمن المحررة غير الخاضعة للتدقيق الامني”.
وشدد على ان “القادة والاطباء والاعلاميين والاجانب كلهم في المدينة القديمة، وينبغي ان يكون هنالك حضور قوي لجهاز الامن الوطني في ممرات الخروج للتدقيق على الهاربين من تلك المناطق لفرز عناصر وقيادات داعش عن المدنيين الابرياء”.
ويرى العبيدي ان “بعض هؤلاء القيادات والارهابيين الاجانب سيقاتلون حتى الموت خصوصا المعروفين منهم او الارهابيين البارزين ، فيما سيسلم نفسه او يهرب البعض الاخر خصوصا غير المقاتلين، كالشرعيين (القضاة) والاطباء والاعلاميين، اسوة بما حصل امس، علما ان العمليات العسكرية مستمرة، ومن المتوقع ان تستمر المعارك اسبوعا لاتمامها حسب خبراء صرحوا بذلك لنا”.
ولتسليط الضوء على المدينة القديمة بنحو تفصيلي اكثر، اوضح العبيدي ان “مساحة الموصل القديمة تبلغ اربعة كيلومترات مربعة، وتبدأ من ساحل نهر دجلة شرقا الى شارع المحطة وكراج بغداد غربا، ومن امتداد الجسر الثاني جنوبا الى امتداد الجسر الخامس شمالا، و يقطعها الشارع الممتد من الجسر القديم افقيا وشارع الفاروق عموديا الى اربعة اقسام، بينما يقع الجامع الكبير الذي يضم المنارة الحدباء في قلب الموصل القديمة تقريبا، كما تحوي المدينة القديمة على عشرات الاضرحة والمقامات التاريخية التي دمر اغلبها تنظيم داعش الارهابي”.
وبخصوص اوضاع المدنيين المحاصرين فيها، بيّن انها “تضم نحو ١٠٠ الف مدني محاصرين في دورهم وسراديب منازلهم، ومعرضين للقصف اذا بقوا داخلها، وللقتل اذا غادروها قبل ا اكمال تحريرها، فضلا عن ان عشرات القتلى دفنوا في المساجد والحدائق والبيوت المهدمة في الاشهر الماضية لعدم تمكنهم من الخروج منها لشدة القصف”.
اما في الجانب الانساني، وبحسب العبيدي فان “الوضع الانساني للمدنيين المحاصرين صعب جدا، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء بعد ان نفد كل شيء بسبب الحصار، علما ان المدنيين الذين من المتوقع ان ينزحوا منها مع تحرير عدد من الفروع والازقة بحاجة الى مواد غذائية عاجلة ومساعدة طبية قريبة، ووضعهم لا يحتمل أي تأخير في تلبية متطلباتهم الغذائية والدوائية”.
وكانت قوات عراقية مشتركة تتكون من قوات جهاز مكافحة الارهاب، الجيش العراقي متمثلا بالفرقة 16 وقوات الرد السريع وقوات الشرطة الاتحادية قد اطلقت هجوما واسعا لتحرير الموصل القديمة من اربعة محاور، لاتمام الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير مركز مدينة الموصل.
ويرى خبراء ان المعركة ستكون صعبة على القوات العراقية لانها ستضطر للتخلي عن الكثير من اسلحتها الفتاكة بسبب الطبيعة الجغرافية لارض المعركة مع قيام داعش باحتجاز عشرات الالاف من المدنيين لاستعمالهم كدروع بشرية.