الرباعة هدى مهدي:
حوار ـ سلمى الجُميلي
الجمع بين نقيضين هو من نوادر الأحداث لكن ثمة من جمع بينهما بكل مهارة .. اللين والشدة.. الترافة والقسوة.. هي صفات توزعت بين الحديد الُصلب ورقة الأنوثة لتجتمع فيها.. هدى مهدي.. رباعة تمكنت من ترويض ذاك المعدن لتصوغ منه أثمن الحُلي تزينت بها على مدار أعوام كثيرة منذ وطأت خُطاها ربوع البارالمبية.. لتلك المرأة كان لنا وقفة ترجمنا احداثها لبضعةِ سطور فالحديث عنها يطول.
نبدؤها بكلمة للمدرب رافد القيسي عنها.. هدى مهدي هي من الاسماء المميزة بمنتخب رفع الاثقال على الصعيدين الشخصي والعملي لما تملكه من هدوء وأخلاق وطيبة ميزتها عمن سواها، فضلا عن كونها من ابطال اللعبة لما نالته من اوسمة في المحافل الخارجية جعلتنا نفتخر بها، كما أن حرصها والتزامها يحبب الآخرين بها لا سيما وهي اليوم العنصر النسوي الوحيد في المنتخب حالياً مما جعلها (المدللة) تحظى باهتمام خاص خصوصاً ونحن مُقبلين على بطولة العالم في المكسيك أيلول القادم، ومن المُقرر مشاركتها مع زملائها بوزن فوق 86كغم، قلوبنا مُطمأنة لها وكلنا أمل بوصولها لمنصات التتويج وسنكون لها خير داعمين لتحقيق الرقم الذي يُرضي مدربيها واتحادها.. ومن الجدير بالذكر أن وسامها البرونزي بدورة خورفكان الأولى والتي أقيمت في الإمارات شباط الماضي كانت فاتحة الأوسمة التي نالها الوفد العراقي المشارك بالبطولة وقتها بخمس العاب وقد حصلنا على كأس البطولة بعدما جع الوفد العراقي 47 وسام منوع.
وسامية الانتماء
منذ دخولي للرياضة عام 2001 أدرج اسمي بسجلِ نادي وسام المجد الرياضي الذي تعلمنا منه معنى حُب الانتماء للعبة، كما أني لا انسى من كانت سبب وجودي بين الابطال اليوم وهي اختي وصديقتي اللاعبة ذكرى سلمان التي زرعت فيَّ حُب التحدي لأدخل عالم متحدي الاعاقة بالإضافة الى اخي وأستاذي الكبير حسن رضا الذي كان يمدني بالدعم المعنوي من أول يوم.. فلهم مني كل الود والامتنان.
متفردة في الوزن محلياً
افتقار البطولات المحلية لوجود منافِسات معي بذات الوزن جعلني أتفرد به لتكون الصدارة لي دون جهد، مما أفقدني طعم الفوز وطالما تمنيت ظهور لاعبات بهذا الوزن لنحظى بأجواءِ منافساتٍ فعلية إن كان بدوري العراق أو الأندية.
أصعب المنافِسات دولياً
هنا الامر يختلف لكثرة الدول المشاركة من شتى البقاع وأصعب الخصوم هن رباعات المنتخب المصري والصيني والنيجيري كونهن من أبطال العالم مما يوقد روح التحدي والإصرار على التنازع بيننا بغية الوصول الى المراكز المتقدمة في كل بطولة نلتقي بها.
الوسام البِكر
أول وسام نلته في رفع الأثقال كان فضية بطولة ماليزيا ولحظات البطولة رُسخت بعقلي كونها أول انجاز لي باسم بلدي الغالي
انترانيك جرحٌ لا يندمل
بعد محاولة صعبة لإخفاء دمعتها تنهدت وقالت: (الله يرحمه).. فراقه لم يكن سهلا وترك أثراً مؤلماً داخل الجميع، لم يكن مدربا وحسب انما مُعلما وأب روحي لكل اللاعبين حتى لغير المنتخبات.. كان رفيق مسيرتي منذ البدء وقد حوت اجندتها الكثير من الاوسمة الثمينة نلتها بفضله وغيابه سيبقى جُرحاً ينزف في أعماقي..
بيتي الثاني
منتخب رفع الأثقال هو بيتي الثاني وعائلتي، فاهتمام أفراده مرادف لحرص أهلي لا سيما أخي الكبير الدكتور عقيل حميد الذي كان معنا بمثابة أخٍ يحرص على رؤيتنا بأسمى المراكز ولم يتوانى عن تقديم اي دعم بغض النظر عن كونه رئيس اللجنة البارالمبية، فنراه في البطولات الخارجية متوسطا الجمهور ويشجعنا كأي عضو في الوفد المشارك.. روح البساطة التي يملكها محت كل الحواجز التي من شأنها ابعاد رئيس الاتحاد عن لاعبيه وتمكن من احتوائنا لنكون يدا واحدة لتحقيق حلم واحد وهو إعلاء اسم بلدنا.. وعلى الصعيد الشخصي لولاه ما كنتُ حصلت على اثمن وسام وهو فضية ابطال العالم فبعد أن كان مصيري مُقررا أن احل بالمركز السابع لصعوبة الخصوم، تمكن هو من رفع معنوياتي وتحفيزي بأسلوب الترهيب والترغيب لأتحدى لاعبات العالم وأخطف فضية البطولة.
بالفئات الشابة.. نأملُ خيراً
لدينا بعض اللاعبين الجُدد ممن نرى على ملامحهم سمات البطولة وبقابل الاعوام ان شاء الله سنرى ولادة اسماء لامعة يحذون حذو الأبطال البارالمبيين فارس وثائر ورسول وهذا بالتأكيد سيأتي بفضل جهود مدربينا د. مؤيد جاسم وسعد عواد ورافد القيسي وما وضعوه من منهاجِ اعدادٍ لهم ولنا.
اهتمامات غير رياضية
حياتي تكون بين التدريب والبيت، ومثلما امنح الجزء الصلب من ذاتي حقه من الحديد كذا امنح الجزء الأنثوي حقه بممارسة أعمال البيت لا سيما في المطبخ أتفنن بعمله وأجيده وهذا الأمر بشهادة الجميع.
شُكر وامتنان
أول كلمة شكر اقولها إلى رئيس نادي وسام المجد خالد رشك لما يقدمه لرياضييه
من دعم وتشجيع كما اشكر ألامين العام فاخر الجمالي، اليد الداعمة لكل الرياضيين كونه من ابطالها ومؤسسيها وإن بدت عليه الشدة ببعض الاوقات فهي ليس سوى من دافع حرصه المماثل لحرصِ الأب على أبنائه، مدربو مسيرتي الرياضية لا انسى فضلهم وجهودهم التي يبذلوها معنا كذلك اعضاء اتحادنا وكل من يعمل في الهرم البارالمبي.. لهم جميعا اقول شكرا لكل ما قدمتموه وما ستقدمونه لنا.
* إعلام البارالمبية