ترامب يطالب قطر بالكف عن دعم الإرهاب والتخلص من الأيديولوجية المتطرفة

قبل ساعات من دعوة وزير الخارجية الأميركي لتخفيف الحصار على الدوحة
ترجمة: حسين محسن

أتهم دونالد ترامب قطر برعاية الإرهاب بنحو مكثف في تصعيد غير اعتيادي على الصعيد الدبلوماسي مع أحد أهم الشركاء العسكريين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال ترامب متحدثاً في البيت الأبيض في يوم الأول من أمس الجمعة “أن الوقت قد حان لدعوة قطر إلى إنهاء تمويلها للجماعات الإرهابية … والتخلص من أيديولوجيتها المتطرفة”.
و تشير تصريحات ترامب إلى تدخل صريح في الأزمة التي اندلعت يوم الاثنين عندما شنت السعودية وحلفاؤها حملة دبلوماسية واقتصادية منسقة لمقاطعة قطر.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهر الرئيس الأميركي في سلسلة من التغريدات أنه كان له الفضل في مقاطعة السعودية و حلفائها لقطر.
حيث قال ترامب أن القادة العرب الذين أجتمع معهم في السعودية الشهر الماضي كانوا قد حثوه على تحدي قطر، التي يتهمونها بدعم الجماعات المتطرفة والتحالف مع إيران.
“لذلك كان علينا اتخاذ قرار ما: هل نأخذ الطريق السهل، أم أننا نضع حدا لهذا و نتخذ إجراءات صعبة ولكن ضرورية؟ يجب علينا أن نوقف تمويل الإرهاب” وأضاف ترامب “أن دولة قطر، للأسف، معروفة بتاريخها بتمويل الإرهاب على مستوى عال جدا”.
وجاءت تصريحات ترامب بعد أن أدرجت السعودية وحلفاؤها مجموعة من المنظمات الإرهابية التي أتهمت قطر بدعمها و كذلك بتمويل 59 شخصاً متهمين بالإرهاب معظمهم قطريين.
وقالت الحكومة القطرية في بيان لها “أننا لا نؤيد ولن نؤيد الجماعات الإرهابية”.
وكانت العلاقات الأميركية مع قطر متوترة منذ فترة طويلة بسبب ترويج الدوحة لجماعات إسلامية متشددة ورعايتها لشخصيات متطرفة، لكنها أيضاً شريكاً عسكرياً مقرب للولايات المتحدة. و تجدر الاشارة الى أن أكثر من 11 ألف جندي من الولايات المتحدة و قوات التحالف موجودين في قاعدة العديد الجوية خارج الدوحة التي تعد مركز العمليات الجوية الأميركية المسؤولة على سوريا والعراق واليمن وأفغانستان.
وكانت قطر قد دعت ترامب إلى التدخل بنحو حاسم لحل الأزمة، قائلةً أنه “مهم” لحل الازمة.
وقال مشعل بن حمد آل ثاني سفير قطر لدى الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي “إننا نؤمن بقدرته على تهدئة هذه الازمة. و نحن شجعان بما فيه الكفاية للاعتراف بأن الأمور تحتاج إلى تعديل”.
إلا إن نبرة ترامب أثارت تبايناً ملحوظاً مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي كان قد حث السعودية ومصر والبحرين على تخفيف الحصار المفروض على قطر قبل ساعات من تصريحات ترامب.
حيث قال ريكس تيلرسون في بيان للصحفيين إن الحصار يعوق الجهود العسكرية الأميركية ضد تنظيم “داعش” ويسبب عواقب إنسانية غير مقصودة.
وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة ستدعم الجهود للتوسط في الخلاف، لكنه قال أيضاً أنه يتعين على قطر بذل المزيد من الجهود للقضاء على دعم الارهاب.
وأضاف “أن أمير قطر حقق تقدماً في وقف الدعم المالي وطرد الإرهابيين من بلاده، لكنه يجب ان يبذل المزيد من الجهد ويجب عليه ان يفعل ذلك بسرعة اكبر”.
ورحب سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة بتعليقات ترامب. قائلاً: “ترحب دولة الإمارات بقيادة الرئيس ترامب لتحدي دعم قطر للتطرف. والخطوة التالية هي أن تعترف قطر بهذه المخاوف وأن تلتزم بإعادة النظر في سياساتها الإقليمية” وفقا لما ذكره لرويترز.
وقال بن رودس الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي في عهد باراك أوباما، أن تصريحات ترامب حول الأزمة كانت مربكة بسبب عدم وجود استراتيجية رسمية موحدة للولايات المتحدة.
وقال رودس “لا يوجد تفسير لماذا يفعل ترامب ما يفعله”، محذراً من ان كلماته المفرطة هددت عمليات مكافحة الإرهاب المقامة حالياً ضد تنظيم داعش، و كذلك هددت القوات الاميركية المتمركزة في المنطقة وخاطرت بتصعيد النزاع مع إيران.
وقال رودس “هناك خطر قصير الأجل يتمثل في زيادة الخطر على أهدافنا الأمنية والوطنية، ومن ثم هناك خطر طويل الأجل بتصاعد الصراعات على جبهات كثيرة في الشرق الأوسط، من الخطأ دائما أن نفكر في أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً”.
ووصف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الحصار بأنه انتهاك للقانون الدولي. حيث قال للصحفيين يوم الجمعة الماضي خلال زيارة لألمانيا أن هناك محاولة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد قطر. و “إن هذه الإجراءات التي اتخذت مثلت انتهاكات واضحة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، و لن يكون لها تأثير إيجابي على المنطقة بل ستكون سلبية”.
ومن ضمن قائمة العقوبات السعودية التي استنكرتها قطر و وصفتها بأنها “لا أساس لها في الواقع”، هي فرض عقوبات على المنظمات الخيرية القطرية مثل منظمة عيد و منظمة قطر الخيرية، والعديد من الشخصيات البارزة بما في ذلك رجال الأعمال والسياسيين وكبار أعضاء الأسرة الحاكمة، و وزير الداخلية السابق.
وتشمل القائمة أيضاً الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي الذي يتخذ من الدوحة مقراً له، و بعض الأفراد في ليبيا، و كذلك بعض الجماعات في البحرين التي ترى دول الخليج أنها مرتبطة بإيران.
وقد أثارت الأزمة مخاوف في قطر، و هي من المصادر الرئيسة للغاز، فضلا عن كونها مركزاً دولياً للسفر، حيث اضطرت الخطوط الجوية القطرية، إلى التحليق فب طرق مكلفة فوق إيران وتركيا بعد أن تم حظرها في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.

*عن صحيفة الغارديان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة