التنظيم يحرق عشرات الآليات وينشر عناصره بالأزقة لقتل الهاربين من المدنيين
نينوى ـ خدر خلات:
استمر تنظيم داعش الارهابي بحرق الآليات الحكومية والاهلية التي عجز عن نقلها لمناطقه المحصنة مع نشر مقاتلين في الازقة الضيقة لمنع الهاربين من المدنيين واعدامهم فورا لافشال خطط “الممرات الامنة” التي تسعى القوات الامنية لتأمينها للحفاظ على سلامة الاهالي المحاصرين.
وكانت الطائرات العراقية قد القت الاف المنشورات فوق المناطق القليلة المتبقية في الموصل القديمة تحث الاهالي على الالتزام بالوصول للقوات الامنية من خلال الممرات الامنة التي وفرتها لهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “اليأس والانهيار في خطوط تنظيم داعش الارهابي في احياء الموصل القديمة المتبقية تحت نفوذه دفعته الى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الاهالي المحاصرين وحتى الذين نجوا من تلك المناطق”.
واضاف “تم رصد قيام عناصر العدو بالتسلل لمناطق تعد بمنزلة ارض حرام في تلك المناطق واشعال النيران في الاليات الحكومية والعجلات المدنية في الساحات التي تم ركنها فيها سابقا او اضطر الاهالي لايقافها هناك بعيداً عن منازلهم كي لا يجبرهم داعش على تسليم مفاتيح التشغيل وقيادتها لخطوط الصد لاستعمالها كعوائق قبل ان يتم حرقها للحصول على غمامات من الدخان الاسود للتستر خلفه”.
ولفت المصدر الى ان “عناصر العدو قاموا باشعال النيران بتلك السيارات متسببين بخسائر مادة كبيرة لاصحابها، واغلبها آليات ثقيلة وشاحنات نقل عام، فضلا عن احراق البيوت المهجورة والخالية من سكانها بعد ان يتم جمع كل شيء قابل للاحتراق وخاصة الاثاث الخشبي”.
وتابع “كما قام التنظيم المتطرف بنشر عدد من مقاتليه في الازقة الشعبية الضيقة، اضافة لوجود القناصين الذين يرصدون تلك الازقة، وسط تعليمات مشددة بتنفيذ الاعدام الفوري باي شخص مدني بغض النظر عن جنسه او عمره يتم رصده خارج منزله، لمنع هربهم ولزرع الخوف في الاخرين من المدنيين الذين يعانون اوضاعا مزرية جدا”.
ويرى المصدر ان “التنظيم الارهابي يسعى لافشال مسألة الخطوط الامنة التي تسعى القوات الامنية لتأمينها للحفاظ على ارواح المدنيين، علما ان الخطوط الامنة ليست آمنة بالكامل لعدم التزام الطرف الاخر باية قوانين انسانية ولا يفرّق بين المدنيين والعسكريين ولا يهتم اذا كان الضحايا من الاطفال والنساء والمتقدمين بالسن، فهو يعد كل من يهرب من مناطق سيطرتهم مرتد وكافر وسبق ان استباحوا دمائهم بفتوى من احد عتاة الدواعش بايمن المدينة المنكوبة”.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد اقدم على قتل العشرات من المدنيين الفارين من المناطق القديمة بضمنهم اطفال ونساء، وقوبلت تصرفاته باستهجان واستنكار محلي ودولي واممي.
جوانب مشرقة تزرع الآمال بنفوس الموصليين
على صعيد اخر، فان الجانب الايسر من مدينة الموصل يشهد حياة طبيعية بنحو كامل تقريبا، وسط اجواء رمضانية واضحة.
واستعدادا لعطلة عيد الفطر المبارك، باشرت الملاكات الفنية مديرية بلدية الموصل بحملات تنظيف في منطقة الغابات السياحية استعدادا للعيد ولاستقبال العائلات التي قد تحتفل بهذه المناسبة في اجواء بعيدة عن اخبار الحرب والدمار.
كما ان المحال التجارية في ايسر المدينة استقدمت شتى البضائع استعدادا لعطلة عيد الفطر المبارك، التي يأمل الموصليون ان يتزامن مع عيد التحرير الكامل لمدينتهم للبدء بالاعمار والتخلص من مرحلة داعش المظلمة.
فيما دعت مديرية تربية نينوى جميع مدراء مدراس الجانب الايمن من الذين باشروا بالدوام في الجانب الايسر، بالعودة للدوام في مدارسهم (في الجانب الايمن) خلال فترة ثلاثة ايام، وأاتي هذه التعليمات بعد التأمين الكامل لتلك الاحياء في الجانب الايمن وعودة شبه طبيعية لحركة التبضع، مع توفر شتى البضائع.