العبادي يرحب بـ”التواصل” بين مسؤولي الإقليم والحكومة الاتحادية.. ونوّاب كرد لا يعوّلون على “الزيارات الروتينية”

وفد “كردستاني” من السليمانية يزور بغداد قريباً
بغداد ـ مشرق ريسان:
تنتظر العاصمة بغداد وصول وفد من محافظة السليمانية في إقليم كردستان قريباً، في خطوة لـ”التواصل” بين المسؤولين في الإقليم والحكومة الاتحادية. بحسب ما عدّه رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الأسبوعي الأخير.
وقال العبادي في المؤتمر- الذي تابعته “الصباح الجديد”- إن “هذا التواصل مشابه لتواصلنا مع بقية محافظات البلاد، من خلال اللجنة التنسيقية العليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، التي تعقد اجتماعاتها كل شهرين مع المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات، لاستمرار التعاون”.
وتأتي الزيارة المرتقبة؛ عقب استقبال رئيس مجلس الوزراء في (4 حزيران 2017) مستشار مجلس امن إقليم كردستان مسرور البارزاني ورئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين.
تلك الزيارة شهدت التأكيد بأن “التعاون بين قوات الجيش والبيشمركة خلق نوعاً من الثقة والانسجام؛ أديا إلى نتائج سريعة ومهمة في دحر العدو”، وان هذا التعاون سيكون “انطلاقة لعلاقة أكثر تفاهماً” بين المركز والإقليم في المستقبل. بحسب بيان لمكتب العبادي.
وعلى الرغم من إن المشكلات المتراكمة بين الجانبية طوال 13 عاماً مضت، لا يمكنها أن تجد طريقاً إلى الحل عبر زيارات تستمر “ليومٍ أو يومين”.
غير إنها تسهم في التوصل إلى “أرضية” مشتركة بين الطرفين. يقول النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي.
ويضيف النائب عن الحزب، في حديث مع “الصباح الجديد”، إنه “خلال زيارة رئيس التحالف الوطني إلى إقليم كردستان، إضافة إلى زيارة الوفد الكردي إلى بغداد مؤخراً، تم الاتفاق على أن تكون تلك الزيارات متواصلة بين الحكومة الاتحادية من جهة وإقليم كردستان من جهة أخرى”.
لكن شنكالي نوّه بأن “الزيارات التي تستمر 24 ساعة أو 48 ساعة لن تحل المشكلات المتراكمة منذ 13 عاماً”، مشدداً على أهمية “استمرار الحوارات وعقد اللقاءات بين لجان مشكلة من الطرفين؛ للتوصل إلى أرضية مناسبة تسهم في حل المشكلات بين بغداد وأربيل”.
ويؤكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني- بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني- إن “أربيل ستبقى حتى آخر يوم (قبل تحقيق الاستقلال) هي جزء من الدولة العراقية”.
في الطرف المقابل، “قلل” حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من أهمية “الزيارات الروتينية” في احتواء الخلافات بين الإقليم والحكومة الاتحادية، وطرح “طريقين” لحل الأزمة.
ويقول النائب عن الحزب بختيار شاويس إن “جميع الزيارات التي جرت وتجري بين الإقليم والمركز هي روتينية، ولم تتسم بالصراحة والموضوعية في حل جميع المشكلات بين الجانبين”، لكنه أكد إن “حل الأزمات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية ليس صعباً”.
ويوضّح شاويس في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “الدستور والقوانين النافذة، فضلاً عن الإيمان بمبدأ شراكة الجميع في العملية السياسية. كلها أمور من شأنها إنهاء الأزمات بين الجانبين”، لافتاً إلى إن “القوى السياسية الكردستانية ممثلة في مجلس النواب العراقي وفي الحكومة الاتحادية، ونحن ندعم العملية السياسية العراقية، لكن مع الأسف الشديد؛ ما تزال المصالح الشخصية والحزبية تطغى على المصلحة العراقية”.
موقف شاويس جاء “مغايراً” لرأي زميله في الحزب النائب ريبوار طه، الذي عوّل على ما تحققه هذه الزيارات من نتائج إيجابية، لا سيما على المناطق “المتنازع عليها”.
ويقول طه، في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “كثرة الزيارات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لها مردودات إيجابية وجيدة على العملية السياسية وعلى طبيعة العلاقة بين الطرفين”، مؤكداً إن التقارب بين بغداد وأربيل “يسهم في حسم المشكلات التي يعاني منها سكان المناطق المتنازع عليها، نتيجة الصراع بين الإقليم والمركز”.
ودعا النائب عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني القادة السياسيين في إقليم كردستان والحكومة الاتحادية إلى “تبادل الزيارات، والوصول إلى حل يسهم في إنهاء الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بشعبنا، والجلوس إلى طاولة الحوار لحسم الملفات العالقة”.
أما حركة التغيير الكردستانية، فما تزال “تصر” على عدم المشاركة في أي وفود تمثل الأحزاب الكردستانية تزور بغداد.
ويقول النائب عن كتلة التغيير الكردستانية أمين بكر: “يجب أن يتم تحديد نوعية الوفود الكردستانية التي تزور بغداد، فإما أن يكون الوفد حكومياً يضم أعضاء من برلمان الإقليم والحكومة هناك، أو أن يكون الوفد سياسياً ويمثل جميع الأحزاب السياسية الكردستانية”.
ويضيف بكر في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “حركة التغيير لم تمثل في جميع الوفود الكردستانية التي زارت بغداد، ولن نكون جزءاً من الوفود المرتقبة، لحين الاتفاق على إن جميع القرارات التي تصدر بشأن مصير كردستان؛ تكون من المؤسسات الشرعية وباتفاق جميع الأطراف السياسية، وليس بفرض آراء فردية؛ والسير خلف موقف شخص واحد لا يمتلك صفة محددة”. في إشارة إلى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة