لجنة الطاقة في مجلس المحافظة فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الموضوع
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اعاد للأذهان مجدداً دخول العشرات من الصهاريج المحملة بوقود السيارات تحوي مواد مسرطنة، امكانية تصدي السلطات في الاقليم لمظاهر تفشي الفساد والتلاعب بمقدرات ومصير المواطنين في الدوائر والنقاط الحدودية والاجهزة المعنية بمراقبة كفاءة المحروقات التي تدخل الى كردستان.
السلطات المحلية في مجلس محافظة السليمانية قامت عقب نشر وسائل اعلام خبر دخول عشرات الصهاريج المحملة بمادة البنزين غير صالحة للاستهلاك، التي تحوي على نسب مرتفعة من مادة مسرطنة، يؤدي استعمالها الى الحاق اضرار جسيمة بصحة المواطنين، برفع دعوى قضائية وطالبت المدعي العام في قضاء بنجوين بفتح تحقيق في ملابسات دخول هذه الصهاريج التي تحمل وقودا ملوثا الى الاقليم.
من جهته قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة السليمانية الدكتور غالب محمد في تصريح للصباح الجديد ان السلطات تمكنت من حجز قرابة 68 مركبة محملة بمادة البنزين، الذي ترتفع فيه نسبة مادة البنزين الخطرة الى 11 درجة فوق المستوى الطبيعي وهي نسبة غير مسموحة وتحمل مواد مسرطنة.
واضاف انه خلال الاسبوع الجاري تمكنت اللجان المعنية في مجلس المحافظة من حجز 63 صهريجا يحمل وقودا مسرطنا 42 منها دخلت الى حدود الاقليم عبر منفذ باشماخ الحدودي والبقية دخلت عبر منذ برويزخان الحدودي مع ايران.
وتابع محمد ان 42 من هذه المركبات تمكنت من اجتياز الفحوصات المتخبرية التي اجريت لها في نقطة كمرك باشماغ الحدودية، واضاف ان لجنة الطاقة بدأت تحقيقا لمعرفة كيفية تجاوز هذه المواد للنقاط الحدودية والتجارب التي اجريت على نوعية وصلاحية تلك المادة.
وقال رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة السليمانية ان لجنة مختصة ستجري فحوصات على الاجهزة الموجودة في نقطة عبور باشماغ الحدودية لمعرفة فاعلية الاجهزة من عدمها، منتقدا وبشدة اهمال وزارة الثروات الطبيعية لمحافظة السليمانية وتجاهلها في كثير من الاحيان للمواصفات المطلوبة في نوعية وشكل المحروقات التي تستورد.
واضاف ان اللجان تمكنت من حجز ستة تناكر تحمل بنزينا ملوثا تابعة لشركة صمود كروب كانت تنوي ادخالها الى منطقة كرميان بمحافظة السليمانية، عبر نقطة برويز خان الحدودية، مشيرا الى ان الشركة المذكورة كانت تنوي ادخال 400 مركبة حوضية محملة بمادة البنزين الملوث الى اسواق الاقليم لاحقا لولا اكتشاف المخاطر التي تحملها تلك المواد ومظارها الكبيرة على صحة المواطنين، فضلا عن تأثيراتها السلبية على البيئة.
وقال ان مجلس المحافظة ابلغ جميع النقاط الحدودية باتخاذ المطلوب لمنع دخول تلك المركبات التي تحمل موادا مسرطنة وان لجنة الطاقة في مجلس المحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية اتخذت اجراءات رادعة بسحب اجازة الاستيراد من التجار الذين استوردوا محروقات مخالفة للمقاييس النوعية، مبينا ان اللجان المعنية قامت خلال الفترة السابقة باغلاق العديد من محطات تزويد الوقود وتغريم التجار المستوردين نظرا لمخالفتهم الشروط والضوابط المتعبة.
واضاف غالب محمد ان البنزين الملوث المستورد ليس ايرانيا وانما استورده تجار من شركات اجنبية وادخلوه الى اسواق الاقليم عبر الاراضي الايرانية، وحول ارتفاع اسعار المحروقات في الاقليم واختلاف اسعاره عن بغداد، قال ان ارتفاع اسعار البنزين وبقية المحروقات يعود الى رفع الدعم عنه في الاقليم بينما هناك دعم للمحروقات من قبل بغداد، وعزا ذلك الى ان الجهات المعنية في الاقليم تتعامل مع المواطنين كمجموعة من المافيات بينما الحكومة الاتحادية في بغداد تعد نفسها مسؤولة امام المواطنين.
من جانبه وبينما عبر مدير منفذ باشماح الحدودي شاخوان ابو بكر عن استغرابه من كيفية تجاوز هذه المواد للفحوصات المختبرية التي اجريت لها في منفذ باشماغ الحدود، اكد ان تلك الشاحنات كانت تحمل وقودا ملوثا ويجب التحقق من كيفية دخولها ومحاسبة الجهات المتورطة.
وقال ان وزارة الثروات الطبيعية تراقب عبر مختبراتها التي اقامتها منذ قرابة عامين في اغلب المنافذ الحدودية نوعية والوقود والمحروقات التي تدخل الى الاقليم بعد اجراء الفحوصات المطلوبة لها في مختبرهم الذي يحتوي على اجهزة ومعدات حديثة.
بدوره قال محمد حسيب مدير عام دائرة النفط والمعادن في محافظة السليمانية البنزين المستورد ملوث بمادة (ايم تی بی اي) وهي مادة خطرة تستعمل لرفع كفاءة الوقود وزيادة سرعة الاشتعال فيه، وهي مادة مسرطنة محضورة عالمياً نظرًا لتأثيراتها السلبية على صحة المواطنين وتسببها بامراض خطرة ومشكلات صحية جمة.