يقين شوكة

غمكين مراد

على حافةِ الأنفاسِ:
تعتصرُ الرئةُ هواء الحنينِ
تنتفضُ نبضاتُ القلبِ
لتُراقص قشعريرةَ الروحِ.
أنا غائبٌ في حضورِ الجسدِ
أُهادنُ العشقَ العائدَ في هيئةِ طيفٍ
أقلبُ الخطواتِ إلى بساطٍ طائرٍ
موسيقاي هديلُ أجنحةٍ للحمامِ
أغنيتي أنّاتُ تعبٍ تحملها الرياحُ.
في حضنِ الليلِ: معي قمرٌ ضريرٌ
يتجولُ في شارعٍ لعاهراتِ السماءِ
في الزاوية غيمةٌ عاهرةٌ
صاحَبَها شاطرها السريرَ
ولِّدت الغيمةُ هالةً تحضنُ النجومَ في شباطَ
غرزت اللوحةُ في الروح سهامَ الأنفاسِ
قلبتني قمرًا
أتجولُ في شارعِ العشاقِ
أُصاحبُ طيفَ الحبِّ
أُشاطرُها الخطواتِ
لكنها تنتثرُ بخاراً من دفءِ دموعي
تتركني يتيماً
تتصدقُ عليَّ الذكرياتُ
هكذا: ما أريدهُ لا أجدهُ
ما لا أحلمُ به يُطاردني
مُقيد الأنفاسِ
أضلعي قضبانُ سجنٍ
تشطُرني ظلّالها
في رأسي
عواصف
براكين
وأعاصير
تحبو
تخمدُ
تهدأُ
أمامَ ضجيجِ العلاقاتِ.
في حبري ما يفتكُ بالجمودِ
في حبري ما يُعيد للحبِّ هسيسهُ
لكنْ ما نقشتَها الكلماتُ
تركهُ الرحيلُ على عتباتِ الضياعِ
هكذا: ما أتركهُ للغد
يخذُلُني
ما أُعيدُ إحياءَه
يُجافي الدهشةَ
غرائبيُّ المِحنة
هاجسي عُذريُّ البقاء
يقيني مسافراً
يتيماً على حدٍّ سواء
وحيداً أكونُ ولغتي
ألبسُ ثوبَ البقاء
هكذا: على حوافِ الحياةِ
على عتباتها
أقفُ.. أُعيدُ خَلقَ الجديدِ
من الأنفاسِ أخلط الحنينَ بالرحيل
الحبَّ بالحرمانِ
القدر بالمستحيل
وأجعلها غذاءً على مائدة اللحظةِ
بخارهُ يرسمُ
صورةً لشجنٍ وحيدٍ
أن أكونَ ما أريدهُ أن أكونَ
أن أعتلي صخرةَ الكونِ
وأحملُها بيقينِ شوكة
تحمّي وردةً
هي أنا
على هامشِ الحياةِ
وأتركُ السماء للقمرِ
وأعودُ لأُعيد بالترابِ
تقويماً جديداً للقيامةِ.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة