بغداد – حذام يوسف:
وسط حضور كبير ومميز، انطلقت فعاليات المهرجان السنوي لقسم الفنون المسرحية بنسخته الـ 31على قاعة مسرح الرواد، الفعاليات أقيمت برعاية عميد كلية الفنون الجميلة الاستاذ الدكتور قاسم مؤنس عزيز، تحت شعار “وطن ينتصر ومسرح يضيء”. البداية كانت مع كلمة السيد العميد رئيس المهرجان، اشار فيها الى دور المسرح، واهميته في غرس التوجهات التربوية، والأكاديمية، والابداعية، مؤكدا على: ان هذا المهرجان يحمل بين طياته احلام الشباب، وطموحاتهم، عبر اعمال فنية واعدة، قائمة على روح التسامح والسلام في عراقنا الحبيب، هذه هي مهمة المسرح داخل الصرح الأكاديمي العظيم. بعدها القى بعد السيد مدير المهرجان الاستاذ المساعد الدكتور فرحان عمران، رئيس قسم الفنون المسرحية كلمة أكد فيها على أهمية دور المسرحيين الشباب في صناعة الحياة، لعراق أجمل، من خلال عروضهم المسرحية، التي تعد ثمرة الدرس الأكاديمي خلال مدة الدراسة.
تم عرض عدد من المسرحيات التي اشرف عليها الأساتذة في الكلية، وقام بإخراجها، وتأدية أدوارها، طلاب الكلية، منها مسرحية الإمبراطور جونز-اخراج الطالب علي عبد الحسين، ومسرحية الجوع والعطش- اخراج الطالب سلوان هلال، ومسرحية في انتظارِ غودو للكاتب الآيرلندي صمويل بيكيت، التي مثلت صورة من وجع العراقيات، وقد أسقطها جمالياً على واقع المرأة العراقية المؤلم، بعد أن أعدّها وأخرجها الفنان الشاب حسين علي بلط، والذي تميز بسحب النص العالمي، إلى الواقع المحلي، ليتلاءم مع مرارة الحس العراقي، والمنظومة المعرفية للمتلقي، فقد لعب على الذاكرة الجمعية للمرأة العراقية، وكيف كانت خزيناً للانتظار الطويل، المغمس بالألم واللوعة.
وكان للممثلين دور كبير في تجسيدِ تصورات المخرج، ورؤيته المعرفية، إذْ قامتا الفنانة الشابة ( فرح )، والفنانة الشابة ( نورا )، بأداءٍ متميز وجسدتا كيف هي فلسفة الانتظار لدى المرأة العراقية، التي أنهكتها الحروب، والعادات القبلية، والمسؤولية الكبيرة التي وقعت على عاتقها، وقد أبدعتا في ذلك، برغم خطورة الدور، وخبرتهما البسيطة بالتعامل مع الخشبة، ولابدّ أيضاً أن نُشير للسينوغرافيا التي اسهمت باكتمال مثلث الجمال في العمل، برغم أمكانية الإنتاج المحدودة.
وقد اشاد النقاد بهذا العمل من خلال جلسة نقدية عقدت في قسم الفنون المسرحية، كما حضر وفد فرنسي متخصص لمشاهدة المسرحية حصرا، كذلك تم تكريم ملاك العمل من قبل القائمين على المهرجان.
ان هذه المجموعة من الشباب الواعي، والذي أتخذ من المسرح الملتزم وسيلة لرسالته المعرفية والجمالية، لابدّ أن نقف معهم، وندعمهم بالإمكانيات كافة، خصوصاً في طرح القضايا المسكوت عنها في المجتمع العراقي، كمأساة المرأة واضطهادها، وأن نبحث معهم عن حلولٍ لهذه المرارة الطويلة، طوبى لمن أسهم في هذا العمل، وساعد ملاكه، حتى لو بكلمة، فالمسرح الجاد والملتزم، هو أقدس الأمكنة التي يمكن أن تغير الواقع الرجعي، وترفضه، وتسحبهُ لمصاف الجمال.
المسرحيون الشباب يحلمون بتحقيق السلام عبر ترجمة للأدب العالمي
التعليقات مغلقة