لن ينجُو أي داعشي من الجرائم التي اقترفها
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر عسكري عراقي في محافظة نينوى عن خطة محبكة تم وضع اسسها قبل بدء عمليات تحرير محافظة نينوى، مشيراً الى ان اسلوب “إرخاء الحبل” مع بعض المشتبه بهم اسهم في تفكيك وتفتيت قوة تنظيم داعش الارهابي بمركز مدينة الموصل، مبيناً ان العقاب سينال عناصر التنظيم الذين يعتقدون انهم بمنأى عن يد القانون والقضاء.
وقال الضابط الذي يحمل رتبة مقدم في الجيش العراقي، والذي رفض الكشف عن هويته، في حديث الى “الصباح الجديد” ان “تعقيدات معركة تحرير محافظة نينوى عامة، ومدينة الموصل بنحو خاص، لا يمكن وصفها وتفصيلها لارتباطها بقرارات سياسية محلية وارادة وطنية، قد تتقاطع او تلتقي جزئياً مع توجهات اقليمية و دولية”.
واضاف “كنا امام تحديات عديدة ومعقدة، وكانت المعلومات الاستخبارية تردنا بنحو وفير، لكنها تتضارب في بعض التفاصيل، في حين التقارير والمعلومات التي كانت تسربها وسائل الاعلام الغربية كانت اقرب الى تقارير استخبارية منها الى تقارير صحفية، وبعضها كان يشوش عملنا ويعقد خططنا التي وضعنا خطوطها العريضة”.
ولفت المصدر الى ان “اكثر ما كان يثير ريبتنا واهتمامنا هو عدد عناصر داعش في محيط وفي داخل مدينة الموصل، على وفق تقارير استخبارية وصحفية، واخذنا بالحسبان مقتل نحو 50% من عناصر التنظيم باطراف الموصل وهرب الآخرون واعادة تنظيمهم بمركز المدينة”.
وتابع “كنا على يقين ان هزيمة الدواعش بمحيط الموصل ستنعكس ايجابياً بالنسبة لنا في داخلها، حيث ان الهاربين من عناصرهم سيعكسون حالة اليأس على العناصر التي تستعد للمقاومة بمركزها، لهذا اعددنا خطة مناسبة لهكذا مواقف، لاستغلال الانهيار المعنوي بصفوف العدو، ومنحهم فرصة مؤقتة بالنسبة لنا، وفرصة كبيرة بالنسبة لعناصرهم للهرب من خطوط القتال، والسعي للاندساس بين جموع النازحين”.
ونوه المصدر الى ان “تفتيت قوة داعش بمدينة الموصل بدأت من هنا، حيث ان المئات من عناصرهم المسلحة رموا اسلحتهم وحلقوا لحاهم، وبعضهم تظاهر بالبقاء بمنزله كمدني اعزل وبعضهم فضل الخروج مع المدنيين كنازحين يرغبون بالوصول الى المخيمات التي اعدت لهذا الغرض، على امل الخروج من تلك المخيمات فيما بعد ومغادرة البلاد من دون رجعة فيما بعد”.
مبيناً ان “اسلوب (إرخاء الحبل) مع المشتبه بهم وتركهم بحالهم مع مراقبة مشددة من بعيد، شجع مئات أخرى من عناصر التنظيم على الفرار من خطوط القتال، الامر الذي اسهم باضعاف خطوط العدو بنحو ملفت، حيث بات في قبضتنا الكثير من عناصر داعش من غير المسلحين و لا يشكلون أية خطورة علينا في منازلهم او في مخيمات النازحين، لكنهم يعيشون في قلق و رعب مستمر، خشية القبض عليهم، وهؤلاء تم تحييدهم واخراجهم من المعركة على وفق خطة (إرخاء الحبل)”.
وشدد المتحدث على ان “عمليات القبض على المشتبه بهم من عناصر داعش في المناطق المحررة او في مخيمات النزوح، افضت الى كشف خلايا اخرى، وتجريد العدو من اسلحة كثيرة كان يعول عليها بضمنها خلايا الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة في الاحياء المحررة، كما تم كشف مخازن للعبوات والاحزمة الناسفة”.
ومضى بالقول “لدينا معلومات كثيرة عن المشتبه بهم، واغلبهم يمكن القبض عليهم بأي وقت نقرره نحن، والمسألة تتعلق بتدقيق ومطابقة المعلومات الامنية التي بحوزتنا، علماً ان اهالي مدينة الموصل، وبعض سكان القرى المحيطة بها، يرفدوننا بمعلومات بعضها معزز بوثائق من التي نشرها التنظيم الارهابي على شكل فيديوهات او صور فوتغرافية لاعماله الاجرامية من حفلات الاعدامات والرجم وغيرها”.
وشدد بالقول “لن يفلت أي ارهابي انتمى لتنظيم داعش، سواء بقي بمنزله بجانبي الموصل ليزعم انه مدني بريء او حاول الاندساس مع جموع النازحين، لان عناصر داعش الارهابي ابتلعوا الطعم الذي نصبناه لهم لاجل تفكيك وتفتيت قوتهم، ونحن نجني ثمار ذلك حالياً من خلال الانهيار السريع بصفوفهم”.