“الديمقراطي” يصرّ على استبدال رئيس برلمان الإقليم و”الوطني”: الشعب الكردستاني يعاني من أزمة قادة

رحيل نوشيروان مصطفى “يعمق” الخلافات بين الأحزاب الكردستانية
بغداد ـ مشرق ريسان:
عمّق رحيل المنسق العام لحركة التغيير الكردستانية نوشيروان مصطفى، الخلافات السياسية التي تعصف بإقليم كردستان منذ عام 2015، فيما ما يزال الحزب الديمقراطي الكردستاني- بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني- يصرّ على استبدال رئيس برلمان الإقليم بشخصية أخرى كـ”شرط” أساس للتفاوض مع حركة التغيير.
ويقول النائب عن كتلة التغيير الكردستانية أمين بكر إن “فقدان المنسق العام لحركة التغيير ومؤسسها نوشيروان مصطفى لا يعدّ خسارة على الحركة فقط، بل على مسيرة نضال الشعبين الكردي والعربي لتحقيق الحرية والمساواة”، مضيفاً إن “مصطفى كانت لديه رؤية واضحة بشأن دولة المؤسسات وتعزيز الروح الوطنية للشعب العراقي”.
ويوضّح بكر، في حديث مع “الصباح الجديد” إنه “على الرغم من تأثير غياب مصطفى على حركة التغيير، إلا إنها (الحركة) ماضية في مشروعها، لا سيما إنها تدار من قبل المجلس الوطني- وهو مستمر في أداء عمله”.
وبشأن الحراك السياسي في إقليم كردستان لاحتواء الأزمة السياسية بين الأحزاب الكردستانية، يقول بكر: “حركة التغيير لم تطرح مسألة استبدال رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد صادق عبدالقادر، بكون إن اختياره تم بالتصويت ووفقاً لسياقات العمل البرلماني”، مشدداً على أهمية “لجوء المعارضة إلى الآليات المتبعة في برلمان الإقليم”.
ويذهب بكر إلى إن “رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، قدّم، في وقت سابق، مبادرة لحل مشكلة رئاسة الإقليم بعد تقديمه استقالته”، لافتاً إلى إن “حركة التغيير رحبت بتلك المبادرة لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني- بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني- تنصّل من تنفيذها”. على حد قوله.
في الطرف الآخر، يعوّل “الديمقراطي الكردستاني” على مبادرة البارزاني في حسم الخلافات السياسية المستمرة في الإقليم.
ويقول النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي: “كانت هناك مساعٍ حثيثة لحل الأزمة السياسية في إقليم كردستان، لكن وفاة المنسق العام لحركة التغيير في هذه الفترة سيؤدي إلى تأجيل المفاوضات”، لكنه أكد “مواصلة الحوارات الجدية- في الفترة المقبلة- لحسم الخلافات الكردية؛ المتعلقة بتفّعيل البرلمان ومبادرة رئيس الإقليم بتشكيل حكومة جديدة”.
ويضيف شنكالي في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “هناك هدفاً استراتيجياً أوحداً لدى جميع الشعب الكردي وهو المضي في إجراء الاستفتاء، وأن يكون للشعب الكردستاني دولة خاصة به”.
أما حزب الاتحاد الوطني الكردستاني- بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني- فيرى إن غياب نوشيروان مصطفى “سيعمّق” الخلافات والمشكلات السياسية القائمة في إقليم كردستان. بحسب النائب عن الحزب ريبوار طه لـ”الصباح الجديد”.
ويقول طه إن “الشعب الكردستاني يعاني من أزمة قادة- بعد مرض رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني ووفاة المنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى- ممن كان لهم دور كبير في محاربة الدكتاتورية قبل عام 2003، وبناء العراق الجديد بعد ذلك العام”.
وعلى الرغم من استمرار المفاوضات بين الأحزاب الكردستانية لحل الأزمة السياسية في إقليم كردستان، إلا إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يصرّ على استبدال رئيس برلمان إقليم كردستان بشخصية أخرى، كشرط أساس للتفاوض. وفي حال تحقق ذلك، فيجب أن يكون المرشح من كتلة التغيير الكردستاني؛ وفقاً للاستحقاق الانتخابي. بحسب طه.
أما زميله في الحزب، النائب بختيار شاويس فأكد إنه “لا توجد أية اتصالات بين الأحزاب الكردستانية الرئيسة في إقليم كردستان منذ نحو شهرين مضت”، مبيناً إنه “قبل تلك الفترة، كانت هناك اجتماعات بشأن مسألة إجراء الاستفتاء”. في إشارة إلى عدم طرح “الأزمة السياسية” في الإقليم على طاولة مباحثات الأحزاب الكردستانية.
ويضيف شاويس في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “الإقليم يواجه عدداً من التحديات السياسية، أبرزها مسألة إجراء الانتخابات، وتعطيل البرلمان، إضافة إلى المعادلة السياسية الجديدة بعد تحرير الموصل ونهاية تنظيم داعش الإرهابي”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة