الترام أول وسيلة نقل جماعي بين كرخ بغداد والكاظمية

طارق حرب
ان اول وسيلة نقل برية جماعية لنقل الركاب بين كرخ بغداد وبالتحديد علاوي الحلة في الكرخ وبين الكاظمية في الشمال الغربي لبغداد عندما كانت الكاظمية تعد من ضواحي بغداد وكانت هذه الوسيلة الترام او الترامويّ او الكاري نحو ما كانت تسمى في بغداد وبالرغم من ان هذه الوسيلة دخلت بغداد لأول مرة في الشرق الاوسط حيث سبقت بغداد مدينة القاهرة لكن هذه الوسيلة سرعان ما انقرضت في بغداد, لكنها استمرت في القاهرة لحد الان ,وان كانت القوة الكهربائية بدل الخيل التي كانت تستعمل في جر عربات الترام والادارة كانت بيد كاظمية تراموي إدارة سي وهو الاسم التركي للإدارة التي بدأ بأنشائها في الربع الاخير من القرن التاسع عشر زمن الوالي العثماني مدحت باشا ,ومما يرويه لنا التاريخ ان النقل بالترام بدأ سنة ١٨٧١ ,واستمر حتى سنة ١٩٤١ ,وان السيد محمد صدر الدين رئيس مجلس الاعيان في العهد الملكي ورئيس المحكمة العليا ونائب الملك في ازمان كثيرة ورئيس الوزراء سنة١٩٤٨ ,ومن تولى تتويج ملوك بغداد الثلاثة كان احد رواد وسيلة النقل هذه في التنقل من داره بالكاظمية الى علاوي الحلة وكان حريصاً على التنقل بهذه الوسيلة بدلاً من عربة النقل العادية وكان الترام اشبه بقاطرة السكك الحديدية حالياً وان كانت اصغر منها وهذه العربة القاطرة يجرها حصانان ويكون خطان من السكك التي تسير عليها العربة الذاهبة والعربة القادمة لذلك اشتهر المثل الشعبي:»درب الكاظم ناس رايحة ناس جاية»
لأن عربات النقل كانت تتلاقى في الطريق الذي تسير عليه والذي للذهاب والاياب بين الكاظمية والكرون السكك التي تسير عليها العربات كانت على صفين متوازيين أحدهما للذهاب والاخر للإياب، وبذلك فأنها تختلف عن السكك الحديدية الاعتيادية التي تسير على خط سكك واحد فقط ولا تلتقي القاطرات بالسير وانما تتوقف في المحطات لتبديل الخطوط فيكون خط الذهاب للاياب وبالعكس وكان مشروع الترام البغدادي مفخرة العصر في المشرق العربي وابتداء المشروع سنة١٨٧١، وتم رفع سككه نهائيا سنة١٩٤٧.
وكان انطلاق العربات الساعة السادسة صباحًا واخر عربة يتم انطلاقها الساعة العاشرة مساء وكان الزمن بين عربة واخرى ربع ساعة وكانت الرحلة تستغرق نصف ساعة تتوقف العربة خلالها بضع دقائق لاستراحة الخيل وكانت الاجرة قرشا عثمانياً واحداً وبعد دخول الانجليز الى بغداد اصبحت الاجرة اربعة قروش للدرجة الاولى والدرجة الثانية ثلاثة قروش .وجرى استعمال بطاقات مطبوعة وكانت اشكال العربات تشبه اشكال عربات الترام في لندن ,وقد عانت الشركة من صعوبات ومشكلات منها سرعة قيادة العربات التي اثرت على راحة الركاب ونقص في وسائل الانارة وقلة انارة الطريق وكثرة تعرجاته.
وكانت هنالك اسباب وراء اقامة المشروع منها ان وسائل النقل لا تسد الحاجة للراغبين بالذهاب الى المدينة المقدسة وارتفاع عدد سكان الكاظمية وكثرة اماكن العمل التجارية والصناعية ,فيها وحددت الطاقة الاستيعابية للعربة الى خمسين راكبا ًوعدد العربات بحدود٤٠ عربة .وكان الخيول يتم شراؤها من تجار الخيول ومن فرق الخيالة العسكرية والادوات والمعدات يتم استيرادها من لندن واصبح بعد ذلك لشركة الترام ورشة عمل ,وكان هذا المشروع يعد من الاجراءات الاصلاحية في ولاية بغداد ولكي يتفادى تحميل ميزانية الولاية اعباء مالية قام بتأليف شركة مساهمة ,واقبل تجار بغداد والكاظمية على شراء اسهم شركة الترام عند طرحها خاصة وان حكومة ولاية بغداد ضامنة لأسهم الشركة وطرحت الشركة ستة الاف سهم قيمة كل واحد ٢٥٠ قرشاً ,وبلغت جملة تكاليف المشروع ثماني عشر الف ليرة وكانت ادارة المشروع تتألف من رئيس وعدد من الاعضاء لمجلس الادارة وعدد صغير من الموظفين .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة