العرب بين روسيا وأميركا

حلت روسيا محل الولايات المتحدة كأهم حليف دولي بالنسبة للشباب العربي، على وفق لاستطلاع رأي حديث، مما يؤكد أن تدخلات فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط تعيد تشكيل مواقف العرب تجاه روسيا والولايات المتحدة. وأظهر المسح السنوي للشباب العربي زيادة قدرها 12 نقطة، وصولاً إلى 21% بعد أن كانت النسبة 9% فقط في عام 2016، في عدد المـُستطلَعين الذين يعدّون روسيا حليفتهم الأكثر ثقة.
وعلى النقيض من ذلك، انخفضت نسبة النظر إلى الولايات المتحدة بكونها الحليف الأكثر ثقة إلى 17% بعد أن كانت 25% قبل عام؛ مما يعكس التشاؤم واسع النطاق بشأن دونالد ترامب وقيادته، وينظر ما يقرب من ثلثي الذين شملهم الاستطلاع -حوالي 64%- إلى رئاسة ترامب بقلق أو غضب أو خوف، مقارنةً بنسبة 19% كانت فيها النظرة إيجابية. وأظهر التقرير أن “خمسةً من أصل كلِّ ستةِ شبانٍ عربٍ ينظرون إلى دونالد ترامب نظرةً سلبيةً، وأن وجهات النظر المناهضة للولايات المتحدة آخذة في الازدياد، مع عدِّ روسيا أكبر حليف دولي في المنطقة في الوقت الحاضر”.
أدّى تدخل روسيا لدعم نظام بشار الأسد في سوريا إلى إقناع قوى الخليج بزيادة مبادراتها الدبلوماسية تجاه موسكو؛ نظراً للوجود الروسي القوي على الساحة، في حين أن الشباب العربي في السعودية وقطر -أكبر دولتين داعمتين للمسلحين في سوريا- أكثر ميلاً لتحديد روسيا كعدو، إلا أن الشباب المشاركين في الاستطلاع من دول الخليج الأخرى -ولاسيما الكويت- كانوا أكثر انفتاحاً تجاه موسكو.
وأظهر التقرير أيضاً أن الإمارات العربية المتحدة حلت محل السعودية كونها أكبر حليف في المنطقة بوجهة نظر الشباب، إذ ارتفعت نسبة التأييد بمعدل ثماني نقاط وصولاً إلى 36%، ووصلت نسبة التأييد تجاه قطر إلى 17% بعد أن كانت 12% في العام الماضي، وأظهر الاستطلاع أن الإمارات العربية المتحدة هي البلد الذي يرغب معظم الشباب العربي أن يعيش فيه ويمارس عمله. وعلى النقيض من ذلك، رأى 11% فقط من المـُستطلَعين إلى إيران كحليف، بعد أن كانت النسبة 13% في العام الماضي.
لقد عُدِّت البطالةُ العقبةَ الأكبرَ التي تواجه الشباب العربي، بجانب داعش والتهديدات الإرهابية، وفيما يخص الفجوة بين الأجيال وافق أكثر من 80% من المـُستطلَعين بأغلبية ساحقة على أن الحكومات بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتلبية احتياجات الشباب.
أجرى الاستطلاع مقابلات وجهاً لوجه مع 3500 شخص تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة في 16 بلداً لمدة شهر تقريباً، وأجرى الاستطلاع مقابلات مع 200 مشارك في كل دولة من الدول الــ 16 باستثناء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، إذ تمت مقابلة 300 مشارك لكل منها، بينما تمت مقابلة 250 شخص في العراق و150 في الاراضي الفلسطينية. وقد أجريت المقابلات بعد أن وقع السيد ترامب أوامر تنفيذية تحدُّ من الهجرة من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة ولكن قبل أن يأمر بشن ضربات جوية على سوريا ردّاً على استعمال النظام المزعوم للأسلحة الكيميائية. وقال رُبع المستطلعين إن رئاسة ترامب سيكون لها تأثيرٌ كبير على الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس المقبلة.
***************************
ميون كير، مراسل في صحيفة الفايناشال تايمز

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة