الاطلاع على الآخر

مدّ يد المساعدة ضرورية كل بحسب قدرته وامكانياته ،هي صفة راقية يمتلكها الفرد يعبر فيها عن ذاته وتفاعله الايجابي ، تتحقق من خلال الاستماع الى ظروف الآخر والتفاعل مع حالته بعيدا عن الاحراج اوالاهانة والتكبر والا تعد نوعا من الانانية عند الفرد .
ليس باستطاعة الانسان العيش بعزلة عن العالم والاستغناء عن طلب المساعدة من الغير بعيدا عن المجتمع في كثير من الأمور الحياتية ،فمهما تكابرنا وحاولنا الاعتماد على انفسنا تبقى هناك اشياء تعوق تقدمنا , ويبقى تحقيقها صعبا بعيدا» عن دعم الآخرين.
الثقة بالنفس مفروضة ،والقناعة بالعمل الذي يقوم به الانسان للتقدم في الحياة ضرورية ،شرط ان لا ينحني الفرد للآخر ويستجيب لطلباته ،مهما حاول ايذاءه والحد من نجاحه من خلال تلفيق بعض الاكاذيب حوله للاستنقاص من شأنه والحط من قيمته كرد فعل عكسي لما يحققه من نجاح ورفعة، وخاصة عند الناس المتنافسين الذين يرمون السهام ويوجهون الطعنات لافشال الآخرين.
الثقافة تلعب دورا كبيرا في تحريرالذات من الشوائب والتشويهات وذلك باستدراك الامور ،خاصة عندما تبنى على قاعدة صحيحة يتقدم من خلالها الفرد ويتعالى على كل الصغائر ليصل الى سلم النجاح فالمجتمعات الراقية تبنى على قاعدة ثابتة متمسكة بالقيم الروحية والاخلاقية بعيدةعن الحقد والغدر .
باستطاعتنا تجديد أفكارنا واصلاحها والقيام بتعديلها بعيدا عن الشوائب، من خلال المعالجة المبكرة للاخطاء والوعي للسلوك اليومي والزوايا التي تنظر من خلالها الاحداث بنحو حضاري متمدن خاصة بالعلاقه مع الآخر فذلك يقتضي حلا للأمور بروية لتكون حلولها جذرية بعيدة عن الانحطاط ، وتغيير سلوكنا وتداركنا للامور التي تدور من حولنا من خلال فهم الاسس التي تصدرعنها الازمات الحضارية والانسانية .
الطبيعة هي ام الانسان وهي عطوفة عليه تؤمن له الغذاء والماء والهواء من دون مقابل، لكن الطمع والجشع والحسد تغلب على طابع الفرد ،بدلا» من ان يكافئها بالمحبة والاخلاص، بدأ بتخريبها من خلال علاقته الخاطئة مع نفسه ومع الآخرين ، مما ابعد عنه صفة الرحمة وقيمته البشرية ، وضاع في عالم باتت فيه الثقافة جزءا من ادوات الصراع مما افقدها اهميتها لتغدو جزءا من مشكلة وليس حلا ابداعيا مرتبطا بالتسامي الملىء بالقيم والاخلاق .
* كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة