أدخلونا في معسكر تدريبي بمدينة الرقة السورية
1 – 2
نينوى ـ خدر خلات:
يكشف طفل ايزيدي من اهالي سنجار، من مواليد 2003 جانباً مما اصابه بعد ان اختطفه الدواعش من قرية كوجو عندما كان عمره 11 عاماً وتحديداً في آب 2014.
ونقل الباحث الايزيدي المختص في تدوين قصص وافادات الناجين من كارثة سنجار، داود مراد ختاري، عن الطفل (س.و.م) من اهالي بلدة كوجو المنكوبة، قوله “عندما جمعونا في مدرسة كوجو قال لنا داعشي: أذهبوا الى والداتكم انتم أطفال صغار، بعد ان أخذوا الرجال الى المجازر والانتهاء منهم، نقلوا العائلات الى معهد صولاغ التقني، وفي الليل اخذوا الفتيات، وفي اليوم الثاني من المجزرة المصادف 16/8/ 2014 في الساعة العاشرة صباحاً كنا في المعهد وأخذوا النساء المعمرات ومجموعة من الاطفال معهم الى جهة مجهولة من خلال الباب الخلفي في جنوب المعهد، بضمنهم 7 اطفال، و اردت أنا وشقيقي مع ابناء خوالي اللحاق بهم، لكن نادى علينا الداعشي ابو ذياب / نواف احمد العلوان بالعودة الى امهاتنا، وصرخ في وجهنا داعشي سعودي بالعودة فوراً وعندما عدنا بالركض سمعنا صوت البنادق وحينها أدركنا بأن ابناء قريتنا قد لقوا مصرعهم اعداما”.
واضاف “كان عددنا نحو 20 طفلا، اخذونا الى تلعفر، وبقينا فيها 12 يوماً، ثم أخذونا الى قريتي (قزل قيو وكسر المحراب) لمدة ثلاثة أشهر عند بنات خالي ومن هنا الى مدينة الرقة السورية، وتم توزيعنا بعد ثلاثة اسابيع وأدخلونا الى معسكر التدريب في (عين العيسى) لمدة شهرين لدراسة الفقه والعقيدة والقرآن، كنا حوالي 200 متدرب، منهم 25 إيزيدياً، ثم نقلونا الى معسكر (سلوك) للتدريب لمدة خمسة أشهر، ثم الى تدريب في الرقة (التدريب البدني والتدريس) من مجموع 100 شخص منهم 40 ايزيدياً، نصفهم بالتحديد من أهل كوجو 20 طفلاً”.
واستطرد (س. و. م) بالقول “بعدها وزوعونا الى كتيبة ابو معتز القريشي في مدينة (حماه)، وشاركت في معركة ضد القوات السورية عندما جاءت الينا 40 دبابة، فقتل 36 من مجموعنا البالغ 40 مقاتلاً، كان ذلم في الخامس من رمضان 2016 وتركنا الجثث هناك، ، ثم نقلونا الى حلب لاعادة تشكيلة الكتيبة، وبعد ثلاثة أشهر نقلونا الى حماه، ثم الى مدينة الباب وحاربنا درع الفرات التركي فيها لمدة شهرين”.
مبيناً انه “شاركت في العديد من المعارك، وفي احدى المعارك قتل معنا زميلي (ابو مصعب من تل قصب بسنجار – اسمه الحقيقي فلاح ابن عم الشقيقين الايزيديين اللذين فجرا نفسيهما وهما ايضا كانا معي في الكتيبة وسجلا اسميهما في عمل انتحاري ونفذا العملية في الموصل، علماً انني لم أكن ارغب بهكذا عملية، بل كنت اريد ان اكون مقاتلاً واشارك في المعارك”.
ومضى بالقول “لم اعد افكر بقريتي كوجو ولا العودة اليها، لانهم غسلوا ادمغتنا تماماً، وتعودت على زملائي المقاتلين في الدولة الاسلامية، ولم اكن املك داراً معينة عند الاجازة التي كنت اقضيها مع زملائي حيث ناكل ونشرب الشاي والقهوة مع الاغاني الدينية تمدح الدولة الاسلامية، اما الممنوع فكان جلب النساء معنا او الغناء، شرب الخمر، السكائر، النركيلا”.
ولفت (س. و. م) الى انه “كنا كمقاتلين نتحدث فيما بيننا عن هزائم وانتصارات الدولة الاسلامية في بعض المناطق والقواطع، وايضا عن دور المقاتلين وشجاعتهم في تلك المعارك”.
وتابع “اذكر ان مقاتلا ايزيديا طفلا لقبه (ابو هاجر) من تل قصب وآخر يدعى (ابو عبد الحي) لا اعلم من اي مجمع من جنوب شنكال، سجلا اسميهما للانتحار وأعتقد انهما قد فجرا نفسيهما الان، علماً انني لم أكن اواجه الصعوبات بتاتاً بل كنت ارى نفسي مقاتلاً مغواراً، ولهذا لم أعد افكر بقريتي او العودة اليها ثانية، لوكن كنت اتذكر بعض الذكريات في الملاعب الرياضية، واحيانا كنت اشعر بالندم واقول يا ليتنا دخلنا الاسلام طواعية ولم يتم ابادة اهل قريتي، لانه حينها كنت أرى ان الاسلام دين الحق، وكنت من المدافعين عن خلافة ابو بكر البغدادي وتوسيع دولة الخلافة الى روما وبقية العالم، لقد غسلوا ادمغتنا بالكامل، ولحد الان اتذكر بعض اصدقائي من المقاتلين وذكرياتي معهم”.
ونوه (س. و. م) الى انه “في احدى المعارك قتلت ستة من الجيش التركي، لانني اتقنت العمل في سلاح قذيفة هاون (57) وحول سبب عودته قال “اصابني الملل في القتال المستمر ودون وجود عائلة وعدم توفر سكن لي وعائلة تأويني، علماً اننا لم نعتقد ان الدولة الاسلامية تسير نحو الزوال، بل كنا نرى عكس ذلك، وكلما يقتل أحد مقاتلينا يلتحقون بنا مجموعة من المقاتلين الجدد كنهر لا ينضب”.
وبرغم ان (س. و. م) ختم القرآن و اكمل مرحلتين من الدراسة الدينية، فانه يقول “سامحو من ذاكرتي كل ما تلقيت من دروس لدى دولة الخلافة الاسلامية، لانني بت ادرك جيداً ان الدواعش ابادوا اهلي وقريتي”.
… يُتبع