خانات بغداد

طارق حرب
في سلسلة تراثيات بغدادية، وفي باب اماكن بغدادية، كانت لنا محاضرة عن خانات بغداد، والخان في اللغة الإنكليزية،» iin» وهو الفندق في لغة اهل بغداد، والخان مفرد، وجمعه خانات، وهو لا يقتصر على ايواء المسافرين، وانما قد توجد فيه محال، ومكاتب، واماكن للبيع، وللوكالة، وللصيرفة، ومستودع للملابس، وقد يكون جزءاً منه معملا، وما زالت بعض خانات بغداد موجودة الى الان، مثال ذلك الخانات في سوق السراي، حيث محال عمل الأحذية، ومخازن كتب، وآلات لشتى الصناعات الآلية، والصناعات اليدوية.
وخان لفظة غير عربية، استعملت للمكان الذي يستعمل لهذه الأغراض، وغيرها، كالدكاكين، وقد تقوم بجانبه المساكن، فيكون كما شكل المدينة، كخان بني سعد شمال بغداد، او خان المحمودية جنوب بغداد، وخان الإسكندرية، وخان العطشان قرب كربلاء.
ويذكر لنا التاريخ ان اول خان في بغداد، هو خان الوردان، نسبة الى احد قواد باني بغداد الخليفة المنصور، الذي كان اسمه وردان بن سنان، ومن خانات بغداد خان مرجان، الذي تم بناؤه بعد سقوط الدولة العباسية، عندما كان امين مرجان حاكما، ونائب حاكم، الذي انشأ المدرسة المرجانية، ومستشفى في آن واحد، في زمن الدولة الايلخانية، ويسمى خان الاورطمة ومكانه الحالي قرب الشورجة، ويتألف من طابقين، و٤٥ غرفة وقد استعمل جزءا منه كمقهى، حيث كانت ملتقى التجار، وطرازه في التسقيف اكسبه مكانة معمارية ممتازة خاصة ما يتعلق بالبهو الكبير الذي كان بمساحة ٣٠٠ متر.
والخان الثاني خان جغان، الذي شيده والي بغداد عام ٩٤٩ هجرية، جغاله زاده سنان باشا، كما مثبت بالكتابة، التي تعلو مدخله الشمالي، وانشئ على أنقاض المدرسة النظامية، وقد تمت ازالته وبناء سوق دانيال الحالي بدلا عنه.
عندما آلت ملكية الخان الى دانيال اليهودي البغدادي، الذي بنى سوقا عصريا، يعرف اليوم باسمه، ويعد خان جغان اكبر خانات بغداد، يتكون من ثمانية دكاكين، ومكانه بالقرب من المدرسة المستنصرية، وكان هنالك خان الزرزور، او خان الدكمة، الذي ما زال قائما لحد الان في محلة باب الآغا في رصافة بغداد، ويعد من اقدم الخانات بعد خان مرجان، وبناه السلطان العثماني سليم الثاني ٩٧٤ هج كما مثبت بالكتابة فوق المدخل الشرقي، وهو مربع الشكل، طول ضلعه٤٠مترًا يتوسطه باباً كبيرًا، وصحناً مكشوفاً، ويعد الانموذج للخانات التي تمتد للعصر العباسي، والخان الآخر هو خان الخفافين، ويسمى ايضا خان الباجة جي، الذي لم يبق منه سوى المنارة، التي تعد من اقدم منائر بغداد، ومكانه كان رباطاً صوفياً اسمه رباط شيخ الشيوخ بهروز النيسابوري، وهو مقترن بجامع الخفافين، مسجد جامع زمرد خاتون، والدة الخليفة الناصر لدين الله، وقد شيد على شكل مستطيل، بصحن مستطيل مكشوف، تحيط به اربعة اجنحة بطابقين، مع حجرات وايوانين في الطابق الأرضي، وغرف في الطابق العلوي، وفي بداية الخان كتلة بنائية كبيرة يطلق عليها اسم مسافر خانة، وهذا الخان امتداد للعمارة العباسية في بغداد، ومن الخانات خان دلة في سوق البزازين، لعائلة آل دلة العائلة البغدادية الثرية، وخان المولى في محلة باب السيف، وخان الكابولي نسبة الى كابل عاصمة أفغانستان، في مدينة الكاظمية، الذي كان لأهل تلك الدولة، وصبح مكانا لأول فوج عسكري تم تشكيله في بداية تشكيل الجيش العراقي سنة١٩٢١، ويقع في جنوب الكاظمية، وخان فرمان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة